السياسي والثوري والخبير الاقتصادي د. حافظ الزين يروي في سلسلة حلقات حوار الأسرار (٢)

تاكدت لي بأن حرب ابريل خطط لها منذ سقوط البشير بالاستفادة منا لضرب الدعم السريع!
(…….) هكذا اكتشفت خفايا تفاوض الجيش معنا كمجوعة من (١٢) حركة مسلحة بنيامي قبل شهرين من الحرب!
لم اجد صعوبة في التحول من خصومة مع الدعم السريع لانحياز لهذه الاسباب (…….)
حوار : الاشاوس
ألم تجد صعوبة في التحول من خصومة حادة مع الدعم السريع إلى صداقة حميمة؟
عملية الانتماء سبقتها ارهاصات وكانت متسلسة، نحن في تحالف المسار الديمقراطي المكون من ١٢ حركة كنا نحمل السلاح ومناضلين ، مجموعة من الثوار الذين هاجروا وبعضهم طردوا من قبل الرئيس الأسبق نميري، برئاسة اسماعيل اغبش ، بدأنا التفاوض والحكومة ارسلت لنا وفد للتفاوض يضم أربعة لواءات، ٤ عمداء، مقدم ورائد ، بدأنا التفاوض بوساطة منظمة برومايدشن وهي في دول الساحل والصحراء تعمل في فض النزاعات والسلام والتفاوض بين الحركات المقاتلة، عقدت ٤ جولات في مدينة نيامي ، في الجولة الاولى الدعم السريع لم يرسل وفد في الجولة الثانية ارسل وفد برئاسة عيسى بشارة ، الراحل محمد ود ابوك .
في شهر يناير بدأت الجولة الثانية للتفاوض من خلال الحوار مع مجموعة من القيادات العسكرية برئاسة اللواء محمد علي صبير مدير الاستخبارات في الجيش .
كان التفاوض على أساس أن الحكومة ممثلة في الجيش والدعم السريع؟
التفاوض على أساس أن مشكلتنا هي قضية حقوق وعلى الدولة أن تعطينا ذلك ، الحكومة وليس الجيش ولا الدعم السريع ، وبالطبع في ذلك الوقت الجيشين كانا جسم واحد ، كان ذلك في ١٣ يناير ٢٠٢٣.
حدثنا عن حجمكم السياسي والعسكري اذا؟
كان ضخما ، مجموعات الصحوة العسكرية وحركات كفاح اخرى ، عدد ١٢ حركة كل واحدة لها هيكلها، أما التسليح فقد كان كبيرا وهذا ما أجبر الحكومة على التفاوض معنا ، ولكن اكتشفت خلال التفاوض أن الحكومة ممثلة في طرف الجيش لديها اهداف خفية وذلك خلال التفاوض في نيامي.
المسألة في ذلك الوقت كانت مرتبطة بالتحول والثورة ، وجاء اتفاق جوبا لسلام السودان .
هل بشروكم بأنكم يمكن أن تكونوا جزء من اتفاق جوبا؟
في لحظتها أبدا، احسسنا بان هناك شئ خفي وفد الحكومة والجيش كانوا يريدون أن يستخدموننا، لأن المجموعة جزء منها تنتمي اجتماعيا للدعم السريع وهي الرزيقات ممثلين في المحاميد ومجالس الصحوة اغلبها ذات تكوين اجتماعي محدد ، وهذا كان خطأ ، وقد تحدثت عن ذلك كثيرا وقلت الثورة يجب أن لا تكون مبنية على الإطار القبلي ولا الاثني ولا الجهوي ولا العرقي ، هذه المسألة خلقت لي حساسيات مع اخوة رفاق احيهم من هنا ، الحكومة والجيش يريدون استخدامنا بالاستفادة من أحداث مستريحة ضد الدعم السريع ، وهذا يوضح أن الحرب خطط لها منذ سقوط البشير، وكنت اتحدث مع اللواءات الأربعة كثيرة بقيادة اللواء محمد علي صبير، د. عوض فقيري رئيس وفد التفاوض في جدة معهم لواء أمن وآخر.
اكتشفت ان هذا النفاوض
فيه وجهين ، ظاهر أن الأشياء المطلوبة تنفذ لنا ، وجه خفي يتم استخدمنا لضرب الدعم السريع ، وقد عرضوا علي بانه حال تم الإتفاق سيتم تسليمي ١٠٠٠ سيارة مقاتلة على الحدود بين السودان وليبيا .
كان ذلك سرا ؟
طبعا، كنت مندهشا للعرض، فهو مغري وعرضوا علي الاقامة بفندق السلام روتانا جناح خاص كامل وبطاقة صرف مفتوح ، طلبوا مني أن افكر في الموضوع ، الأمر كان مفاجئ ، وسألت بعض الاخوة كانوا معنا في تحالف المسار بصورة معممة .
بمعنى انك أخبرت من هم معك ؟
لم أخبر اي شخص فقط تحدثت اليهم مستفسرا بصورة معممة، لأن الموضوع خطير ، فلم أخبر رئيس التحالف حتى ، بعد ذلك واصلنا التفاوض وكان برعاية دولة قطر وهذه كانت شبهة، نحن عندما وصلنا وجدنا مندوب قطري وهو المستشار السياسي والدبلوماسي للشيخ تميم ، وقد أخبرنا بأن الدكتور اذا وصل غدا ، فإن قطر تكون قد وافقت على رعاية الاتفاق بيننا والجيش السوداني ، وإذا لم يحضر فإن ذلك يعني أن قطر غير موافقة ، كنا متوترين ، عند الساعة الثانية عشر وصل الدكتور القطري الذي حدثونا عنه الي نيامي وبدأت الورشة، ألقيت خلال الافتتاح كلمة ترحيب نادرة والوفد القطري كان متفاجئ، وبعد أن انتهيت، استأذن الدكتور القطري وخرج وعاد إلينا وقال لنا انه نقل كلمة الدكتور حافظ الزين إلى الإدارة القطرية والشيخ وافق على أن تكون قطر راعية للاتفاق السوداني _ سوداني ، كان هذا الاتفاق به بروتوكول دستوري ، بروتوكول العملية الأمنية والسياسية والإنسانية كتبتها جميعا وسلمناها للمنظمة وفي نفس الجلسة خيرونا ما بين الالتحاق بالاتفاق الاطاري او جوبا او اتفاقية سلام منفصلة، نحن اخترنا الاتفاق السوداني _ سوداني .
لكن كل هذا الحراك لم يكن معلوما للرأي العام ؟
نعم ، حاولت أن اكتب لكن بعض الاخوة في التحالف رفضوا وقالوا نحن لدينا اعداء سيستخدمون ذلك .
حددنا البداية في ١٥ مايو ٢٠٢٣ في الدوحة وينتهي بالتوقيع على الاتفاق الكامل في الأول من يونيو ٢٠٢٣وانفضت الورشة وعدت .
في ذلك الوقت أحسست أن الحرب سوف تشتعل بين الدعم السريع والجيش.
في الحلقة المقبلة سيكشف د. حافظ عن ارهاصات الحرب. وما هو الرابط بين ما جرى من تشاور .