
سوما المغربي
أحداث عاصفة يعيشها صانعي الحرب مؤيدي فكرة “البل” و “دولة النهر والبحر” وما يجعلها عاصفة سوداوية أنها ليست فقط ما يتعلق
بضرب المطارات والميناء وليس أن الأمم المتحدة لم تعد تعتبر بورتسودان مدينة آمنة وتقرر إيقاف رحلات المساعدات الإنسانية إلى بورتسودان بعد قصف مخازن ومستودعات عسكرية لجيش الإخوان المسلمين بالمدينة ولا مغادرة الأجانب لها، وليس أنها فقدت الأمان وبها أزمة وقود أو غيره وليس أيضا أحجية الحرب والفقد.
المسألة اليوم هي أكبر من كل أحداث بورتسودان المتداولة والتي ربما لا يعلمها العامة الذين يتخذون الحدث تندراً أو خوفاً ورعباً، ولكن أظن من يستوعب حقيقتها هم صانعي الحرب أنفسهم وهم الإسلاميين وأيضا كبار قادة جيش البرهان فكل ما يحدث هو سيناريو متكرر كسيناريو بشار الأخير ومن سبقوه قبلاً، وهذا ما لا قبل لهؤلاء الرهط الإسلامي الإرهابي به أو البرهانيين وعسكرييهم، فإرادة التغيير تجاوزت اليوم حدود الشعب الثائر عليهم لتصل المحيط الدولي والإقليمي وهذا بمدرك الفطن يكون كما بذوغ الشمس.
وأما داخليا هناك تداعيات أحداث تحق العدل للمظلومين فبعدما شاهد المكلومين من الشعب كيف أن بورتسودان أصبحت مرتعاً للحفلات والجوقية من مغنيات و”قونات” وأبواق الهوانات ومهرجان لكل ما ومن لا يشعر بمأسأة الملايين من شعب السودان اللآجيء والنازح داخلاً و خارجاً وهم في جوع ومرض ومعاناة ،وهنا حتى لم نذكر جرائم القتل والتطهير العرقي تجاه بعض او قُل اغلب مكونات الشعب، الحقيقي أن الجميع يدعوا بإخلاص بالخلاص من هذه الحرب ورزحها في كل المدن ولكن من يدعوا لبورتسودان اليوم!؟.
المكلومين لم يروا من يتحدث منها يوما عن معاناتهم ولكن كل من بها هم أبواق “بلابسة الحرب”، رغم أن الشرق الحبيب به أصحاب مظالم تاريخية هم قبائل شرق السودان التي عانت ما عانت طوال عهود الظلام السابقة كان الله في عونهم، ولكن ما فعله الإسلاميين بأرضهم لم يختلف عن سواها للأسف فقد حولوها لبؤرة إرهاب جديدة وأجتروهم معهم بحكم المناطقية.
للأسف جاء خطاب البرهان وبالاً عليه وهذا ما اقترفت يداه لقد وجه خطابه للشعب وثورته وأذن في الناس بمواصلة الحرب ولكن لم يصغي الشعب فقط الشعب يعلم، ولكن هناك آذان العالم التي يئست من وقف برهان لهذه الحرب وتراجع الإسلاميين عن إرهابهم وهذا جميعه جاء متسقا بنتيجة واضحة إنها بداية النهاية الحقيقية التي لم يفطن لها أولئك الرهط.
سوما المغربي
مايو٢٠٢٥