
تقرير : سوما المغربي
بصفات القائد الحقيقي حقق ما لم يحققه غيره في هذه البلاد إنه الذكاء وإرادة وتطويع المستحيل، وهذا شأن العظماء فحميدتي الذي لم يكمل تعليمه ولكن هو ذكاء وفطنة عرب البادية التي أهلته وزادت مقدرته على خوض التحديات الجسام رغم عدم الالتحاق بقاعات الدراسة العليا الفارهة فمعترك الحياة والعمل بالتجارة والترحال صنعت منه الشخصية التي تتسم بالصدق والامانة ، والشجاعة ، والذاكرة المتقدمة
والطموح والرغبة بالتغيير لأجل مجتمعات منطقته وأهله.
هذه كانت البداية لطريقه نحو تكوين قوة عسكرية ضاربة وطريق السياسة، الذي لم تكن بدايته هي طموح منه للحكم أو لرغبته في الوصول لمنصب سياسي. ولكن هو القائد الذي كثيراً ما كان يتباهى في وسائل الإعلام ببساطته وبقواته المقاتلة والتي خاضت بالفعل حروباً في إقليم دارفور ضد الحركات المسلحة المتمردة، وإنجازات ومعارك عدة خاضتها قوات الدعم السريع تمكنت عبرها من تحقيق النصر عبر ملاحم سطرها التاريخ، فقد خاضت منذ العام 2013 أضخم معارك كللت جميعها بالنصر كان أشهرها (فنقا ) (تروجي) (البعاشيم) (النخارة ) (قوزدنقو) (وادي هور ) (بئر الديك) وغيرها من المعارك وقد أعلن حميدتي عن قواته المليونية في هذه الحرب ونرى تحقيق ذلك على أرض الواقع، وأستمرت إنتصاراتها حتى اليوم فكان “حميدتي “هو القائد الذي غير مسارات التاريخ الحديث للسودان وأعلن حقيقة قيام الدولة السودانية في ظل التغيير والتحول المدني الديمقراطي.
_ النشأة ومسيرة تحول عظيم..
محمد حمدان دقلو “حميدتي”.. تاجر الإبل، ومحمد حمدان دقلو، المقلب بـ”حميدتي” الذي ولد عام 1975 في دارفور، اشتهر في شبابه بالمتاجرة بالإبل والأغنام، وبقي يتنقل بين تشاد وليبيا ومصر، بمساعدة خاله حسبما روى في احدى المقابلات التلفزيونية، كوّن حميدتي مجموعة بدأ معها تأمين القوافل وردع قطاع الطرق، وتطورت حتى أصبحت قوة كبيرة لفتت أنظار الحكومة السودانية، ومحمد حمدان الذي يعود أصله إلى فخذ المحاميد من قبيلة الرزيقات الهلالية البدوية العربية التي لها عمق شعبي كبير في دارفور وكردفان، تلقى تعليمه في الكتاتيب التقليدية، لكنه انقطع عن التعليم منذ عام 1991، وكان وقتئذ في عمر الـ15، وفي منتصف التسعينيات أصبح حيمدتي شابا معروفا في الممرات والطرق التجارية، فنشط في تجارة الإبل والأغنام واستيراد القماش، خاصة بين ليبيا ومالي وتشاد، وقاد مجموعة صغيرة لتأمين القوافل وردع قطاع الطرق واللصوص في مناطق سيطرة قبيلته.
وبين دارفور وتشاد وليبيا ومصر تنقل حميدتي بائعا للإبل وحاميا للقوافل إلى أن كوّن ثروة كبيرة، وشكل مجموعة من الجنود لفتت انتباه السياسيين السودانيين لرغبتهم في ضمها من أجل مواجهة التمرد في دارفور.
_ التأسيس وتحديات التكوين..
وكان لتأسيس الدعم السريع تحديات في بدايته وتكوينه الأول، فكان أن إندلع صراع دارفور عام 2003، فعمل حميدتي على إستقطاب أبناء القبائل المختلفة، حتى شكل قوات شعبية قومية تحت اسم “وحدات استخبارات الحدود”، وفي عام 2007 عين حميدتي عميدا، وضمت قواته إلى جهاز الامن والمخابرات السوداني، ثم في عام 2013 أعاد هيكلتها الرئيس المخلوع عمر البشير وسماها “قوة الدعم السريع”، وجعلها كيانا رسميا شبه عسكري بقيادة حميدتي، ولجدارته وقوة إدارته لقواته وإنتصاراتها، كان أن منحه البشير صلاحيات وامتيازات كبيرة أثارت غيرة وحفيظة كبار الضباط.
حاول عمر البشير تعزيز نفوذ “قوة الدعم السريع” وجعلها مركز قوة موازية للجيش، تفاديا لأي انقلاب عسكري ولحمايته من الجيش الأمر الذي لم يكن مفهوما وقتها!، ثم واصل حميدتي صعوده وحصل على ترقيات عسكرية رفعته إلى رُتبة لواء ثم إلى رتبة فريق، من دون أن تُفلح ضغوط القادة العسكريين في الإطاحة به بعدما تنامى عداء الجيش له.
_ الدعم السريع قوة المشاة داخل الجيش ..
في عام 2015 استطاع حميدتي تطوير علاقاته الخارجية، إذ أرسل وحدات الدعم السريع إلى اليمن بعد انضمام السودان إلى تحالف مع السعودية لمحاربة الحوثيين، وواصل حميدتي تدريب وتأهيل قواته حتى بلغ تعداد قوة الدعم السريع عام 2019 نحو 40 ألف عنصر معظمهم من القبائل السودانية من الغرب والشرق، مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مثل البنادق والمدافع الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي، حتى وصلت لما يفوق ال 100 ألف مسلح مزودين بعربات رباعية الدفع مسلحة وسريعة الحركة، ثم وبعد عام ونصف من بداية حرب أبريل فاجأ حميدتي العالم بأن قواته ستصل لعدد مليون جندي في أحد خطاباته الشهيرة.
_ معركة قوز دنقو وتغير مسار التاريخ ..
وجاءت الأحداث عاصفة إبان معركة قوز دنقو الشهيرة التي دارت احداثها بولاية جنوب دارفور تتحدث عن بسالة الرجال وتضحياتهم التي قضت من خلالها قوات الدعم السريع على اكبر حركة متمردة في ثلاثين دقيقة فقط، وكانت المعركة ضد قوات حركة العدل والمساواة المتمردة، وتم الاستيلاء على سيارات وكميات من الأسلحة والذخائر، وعمر البشير في ذلك الوقت، منح وسام الشجاعة لكل قوة الدعم السريع التي استحقت هذا الوسام بجدارة وبسالة.
_قانون خاص بقوات الدعم السريع ..
وفي يناير2017 أقرت الحكومة قانون “الدعم السريع” ونقلت تبعية “القوة” من جهاز الأمن والمخابرات إلى القوات المسلحة، وكان الدعم السريع حاضرا بجميع الأزمات والمعتركات الوطنية حتى قيام ثورة أبريل وثم ان اصبح القائد العام لقوات الدعم السريع حميدتي نائباً لرئيس مجلس السيادة السوداني.
_ الإنحياز للشعب وتحقيق السلام ..
و جاءت أحداث الإطاحة بعمر البشير، فمع تصاعد وتيرة المظاهرات عامي 2018-2019، قرر حميدتي الوقوف بجانب الثورة الشعبية ضد نظام البشير الذي بقي حاميا له 15 عاما، ورفض حميدتي قمع المتظاهرين، كما دعا لإسقاط البشير وكل رجال الحرس القديم، وتقليص الفترة الانتقالية، وطرح استفتاء بشأن بقاء القوات السودانية في حرب اليمن، كما أدلى بتصريحات لافتة دعا فيها الحكومة إلى توفير الخدمات للمواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم وكان خطابه الشهير بمنطقة طيبة والذي وضع النقاط على الحروف لبداية عهد جديد .
وبعد ثورة ديسمبر ومجيء حكومة الفترة الإنتقالية وكان حميدتي نائبا لرئيس مجلس السيادة آنذاك وعمل على وجود سلام جوبا ورتق الصف الوطني مع حركات الكفاح المسلح فكان ان جمعهم في جوبا وتم توقيع إتفاق السلام الشهير، وتوالت الأحداث حتى الأزمة بين المدنيين السياسيين حتى أنقلاب البرهان الشهير، وقد وقّع البرهان وحميدتي في ديسمبر من العام 2022 على اتفاق إطار مبدئي مع المدنيين لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، والقيام بـ5 ورش تُخصص للإصلاح الأمني والعسكري والعدالة والعدالة الإنتقالية وغيرها. ورغم توقيع البرهان على الإتفاق الإطاري، خرج مشترطا في أكثر من مناسبة دمج قوات الدعم السريع في الجيش لتنفيذ الاتفاق.
ثم خرج حميدتي في بيان رسمي في فبراير 2022، معتذرا للشعب السوداني، ومعلنا ندمه على المشاركة في “انقلاب” 25 أكتوبر، بعد إكتشافه الحقائق تحدث عنها لاحقا أهمها سيطرة الإسلاميين على مفاصل الجيش السوداني رفضهم للتحول المدني الديمقراطي.
وتلا ذلك تعرقل الورش المدرجة للإصلاح الأمني والعسكري في الإتفاق، وقد وقع البرهان وحميدتي على ورقة الإصلاح الأمني والعسكري في 15 مارس تحت رعاية اللجنة الرباعية المكونة من أميركا والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات، والتي حددت السقف الأقصى لدمج قوات الدعم السريع بـ10 سنوات، لكن الخلاف دب من جديد بشأن طريقة الدمج وتفاصيله.
وتلا ذلك عدة محاولات للوساطات بين الطرفين لكنها باءت بالفشل ودون حلول.
_محاولات شيطنة الرجل والخروج من عنق الزجاجة ..
وكان حميدتي قد انتقد قبل أسابيع انقلاب عام 2021 وقال كان “خطأ” وإنه فتح الباب أمام عودة أنصار الرئيس البشير وأوضح: “أصبح (الانقلاب) للأسف بوابة لعودة النظام السابق”.
واتجهت “قوة الدعم السريع” إلى مدينة مروي شمال السودان في 13 أبريل للتمركز قريبا من مطار مروي الذي فيه قاعدة جوية، حيث كانت هناك عناصر من الجيش المصري موجودة فيها، ومما ساد في الأخبار أن قوات الدعم السريع تحركت إلى مروي بعلم قيادة الجيش، ولكن ما جرى من أحداث بعدها كان لافتا لحدة خطاب قيادة الجيش تجاه حميدتي بسحب قواته من قاعدة مروي، ليتكشف سيناريو الإخوان المسلمين من نظام المؤتمر الوطني المحلول ببداية شرارة الحرب، وكانت بداية حرب الإسلاميين على يد الجيش ضد قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية على حين غرة، وكان الجيش السوداني بقيادة البرهان الذي سيطر على المؤسسة العسكرية لصالح الإسلاميين بعد إطاحته بحكومة عبد الله حمدوك في أكتوبر 2021، وبدأ الحرب التي كان الإنتصار فيها لقوات الدعم السريع و سيطرتهم على العاصمة عامين من عمر الحرب، و سيطرتهم على أغلب ولايات السودان، بعد معارك ونزال طويل خاضته هذه القوات رغم تفاوت موازين القوة نسبة للغطاء الجوي الكثيف لقوات الجيش كما تدخل الجانب المصري لمساندته، إضافة للجنود المرتزقة من أوكرانيا وإرتريا ودخول كتائب الجهاديين ومليشيات الدفاع الشعبي جميعها الحرب بجانب جيش البرهان، وزغم ذلك تمكن حميدتي من السيطرة على ولايات دارفور وكردفان وأجزاء من النيل الأزرق الإقليم الأوسط واليوم تتجه قواته نحو الشمال في عزم وإصرار صرح به في خطاباته اللاحقة على تحرير كافة السودان من سيطرة فلول الحركة الإسلامية ومليشياتهم، وقطع الطريق عليهم لضمان عدم عودتهم للسلطة.
_ الوقوف بجانب ثورة الهامش ..
خلال الاحتجاجات التي تفجرت في ديسمبر 2018 والتي استمرت 5 أشهر وانتهت بخلع البشير، كان “حميدتي”، قائد القوات الضاربة، يلتزم الحياد، وحينما اشتد الوغى على البشير كان متوقعاً أن ينزل حميدتي قواته إلى شوارع الخرطوم لتحمي النظام وتحمي له سلطته.
لكن ما حدث كان أن جمع الرجل قواته الضاربة في إحدى معسكراتها بطيبة وطلب منها عدم التدخل ضد المتظاهرين لأن هذا ليس من اختصاصها، وكانت بداية إعلان حميدتي الثورة بجانب الشعب ضد نظام البشير، وفعلياً لم تتورط “قوات الدعم السريع” في قمع المتظاهرين طيلة شهور الاحتجاجات حتى سقوط البشير. وحينما خطط مدير الأمن السابق صلاح قوش لسيناريو إزاحة البشير تحت الضغط الشعبي في أبريل الذي تحول لاعتصام في محيط قيادة الجيش، كانت المعضلة الرئيسية وقتذاك هي “قوات الدعم السريع”. كان قوش قد حيّد القوة العسكرية لجهاز الأمن/ كما حيّد وزير الدفاع ونائب البشير، عوض بن عوف، فلم يتبق إلا القوة الضاربة لقوات حميدتي، وكان أن رحب بقرار اللجنة الأمنية بإزاحة البشير بعد أربعة أيام من اعتصام القيادة ليصبح مشاركاً في الثورة.
وكان أن لقى حميدتي القبول الشعبي بعد وقوفه مع الثورة، فتم عرض صورته في ميدان الاعتصام كأحد المنحازين للثورة. وكان بعدها أن تخوف كبار ضباط الجيش من إقدام الإمارات على تسليح حميدتي بالأسلحة الثقيلة (المدرعات -الطيران)، وهما السلاحان اللذان يتفوق الجيش السوداني بهما عليه، نسبة للعلاقات الجيدة التي تربطه بدول الإقليم الخارجية، فكان أن حاولوا التخلص من حميدتي وقواته التي اعتبروها جزء من ثورة الهامش وخطر على عودتهم إلى السلطة .
_إحباط مخطط الفلول ..
كان جميع القادة من أفراد المؤسسة العسكرية ينتمون إلى الجيش المؤدلج لصالح الحركة الإسلامية إلا” حميدتي “، الذي لم يكن في يوم من الأيام من أفراد هذه المؤسسة المؤدلجة إسلاميا، رغم أنه يحمل رتبة فريق أول بقرار من البشير نفسه، وحذر حميدتي من أن حلفاء الرئيس السابق البشير، الذي حكم البلاد لما يقارب ثلاثة عقود، يستعيدون موطئ قدمهم سياسيا.
وأوضع حميدتي للرأي العام بأن البرهان لديه “أجندة” لإعادة نظام البشير للسطلة، وخرج معلنا العجز عن تشكيل حكومة تنفيذية، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، وتدهور الأوضاع الأمنية، ثم تحدث عن أياد للاستخبارات العسكرية تُحرِّك قلاقل في أفريقيا الوسطى، وانتقد أداء الأجهزة الأمنية الموالية للبرهان، واتجاه حميدتي إلى بناء تحالف جديد مع أعيان القبائل ومشايخ الطرق الصوفية، في وقت أخذ يبحث فيه الجيش عن واجهة مدنية لإكمال الفترة الانتقالية ونقل السلطة إلى حكومة منتخبة يضمن فيها عدم المساس بمصالحه.، بنهاية عام 2022، أعلن حميدتي منفردا تأييده للدستور الانتقالي الذي أعدته نقابة المحامين السودانيين، ونص الدستور على إبعاد المؤسسة العسكرية عن الحكم، ودمج كل القوات الأخرى في الجيش السوداني، في عملية إصلاح أمني وعسكري شامل.
_ قائد التغيير ..
بعيداً عن زخم ثورة ديسمبر ومطالبها المجيدة، ومشروع التغيير الكبير الذي ينشده كل السودانيين، فإن صعود حميدتي السياسي مثّل على ما يبدو أملاً كبيراً لتيار في “الهامش”، حتى لدى العشائر الأخرى في الإقليم الغير منتمين الأهلية حميدتي، بُعيد تسمية حميدتي نائباً لرئيس المجلس الانتقالي، كان أحد القادة السياسيين المنحدرين من قبيلته يُجري اتصالات مكثفة مع الإدارات الأهلية بشرق السودان لتوحيد ثورتهم جميعا، باعتبار أن الدولة القادمة هي دولة “الهامش”، ومنطقة شرق السودان ليست بعيدة عن إشكالية “المركز والهامش” الحاضرة بقوة في السياسة السودانية. وبالفعل، حدث ذلك وكانت قبائل شرق السودان تقف مع صفوف قوات الدعم السريع.
_ الوقوف بوجه مصر ..
لأول مرة في تاريخ السودان يجري أن يخرج من يتحدث علنا عن علاقة مصر بالسودان ويقف بوجهها يواجهها بعلاقة المصالح والنفاق وتحديدها للإرادة السودانية فقد خرج حميدتي في خطابه الشهير بعد أحداث جبل موية ووجه تحذيرا شديد اللهجة لمصر بسبب مساندتها الجيش، وكشف لأول مرة عن وجود “أسرى مصريين” لدى قواته، وقال إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.
وكان خطاب حميدتي به رسائل شديدة الأهمية ويعتبر الأخطر على الإطلاق منذ بداية الحرب، حيث قال فيه إن “سلاح الجو المصري شارك في القتال إلى جانب الجيش السوداني في قصف معسكرات قوات الدعم السريع، وظلت مصر تدعم الجيش بكل الإمكانيات العسكرية، وسهلت عبر حدودها دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات والطائرات المسيرة، إذ قدمت (8) طائرات k8 للجيش وصلت القاعدة الجوية في بورتسودان، وتشارك الآن في القتال، وخطاب حميدتي حمل تهديدات واضحة ومباشرة كان له تبعاته فتم وقف الصادرات من مناطق الدعم السريع إلى مناطق الجيش ثم الحدود المصرية، فكان حميدتي أول قائد يجاهر الإتهام والوقوف بوجه مصر في حقب السودان الحديثة.
_ وضع سياسي جديد ..
وفي إطار التغيير العام في وجه الوضع السياسي بعد الحرب والدفع في اتجاه التحول الديمقراطي جاء ميلاد القوى المدنية المتحدة “قمم” مظلة جديدة تقر دستور للسودان الجديد، حيث أن تأسيس هذا الكيان جاء استجابة للظروف السياسية المعقدة التي تمر بها البلاد، والتحالف يضم تشكيلات سياسية وقوى مجتمعية وقاعدية نشطة بما في ذلك الشباب ولجان المقاومة والقطاعات النسوية وحركات الكفاح المسلح وشخصيات دينية ومجتمعية مع حوالي «68» تنظيما مشاركا، بهدف الوصول إلى توافق شعبي واسع لمواجهة تحديات البلاد وإعادة بنائها، والهيكل التنظيمي للتحالف يتكون من مجلس تأسيسي يضم «120» مقعدا إلى جانب أمانة عامة مشكلة من «21» أمانة، مؤكدا أن جهودهم تأتي دعما للمبادرات الساعية لإنهاء الحرب وضمان وحدة البلاد، ومن اهم أهداف التحالف وقف الحرب وبناء السلام وتأسيس دولة ديمقراطية عبر مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة، بالإضافة إلى بناء دولة قائمة على العدالة والديمقراطية بنظام حكم اتحادي مدني، وضرورة تأسيس جيش قومي مهني غير متحيز، يعكس التنوع الثقافي والإثني في السودان وتبني سياسة خارجية متوازنة تلبي مصالح الشعب، وتعزز السلم والتعاون الإقليمي والدولي.
_الإعلان عن حكومة سلام ..
بعد عام ونصف من عمر الحرب أعلن الدعم السريع بقيادة حميدتي عن الإعلان عن تشكيل حكومة السلام والوحدة السودانية، التي ستقودها قوات الدعم السريع،وبتوقيع قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، جاء توقيع ميثاق التأسيس لسلطة الشعب، والذي هدف منه القادة السياسيون إلى تحقيق الاستقرار في السودان حيث كان إنصاف للمواطن في مناطق سيطرة الدعم السريع والذي يعاني من قصف طيران الجيش كما الحرمان من حقوقه للمواطنة مثل إستخراج الأوراق الثبوتية ووثائق السفر وأداء إمتحانات الشهادة السودانية وغيرها، وقد أعتبر إعلان تأسيس خطوة بارزة نحو إعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية في البلاد، وتهدف تأسيس إلى إنهاء حالة العزلة والتفكك المجتمعي التي خلفها النظام السابق وخلفتها تبعات حرب أبريل ، مما يعكس رغبة حقيقية في بناء مستقبل أفضل للسودان، وقد قامت تأسيس بمشاركة واسعة من القوى المدنية المتحدة والقوى الثورية والنقابات المهنية وكانت القوى الأكبر المشاركة هي الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، وجاءت حكومة تأسيس تبشر بعهد جديد من الحرية والديمقراطية التي توجد الهامش العريض وتحمل آمال القضاء على المظالم التاريخية التى عانى منها الجميع، وقد أصبح الدعم السريع والقائد حميدتي تاريخيا هي القوى الأولى في السودان التي جمعت فرقاء السلاح والكفاح ضد نظام الإخوان السابق، لتعلم ميلاد دولة السودان الجديدة.