
جدالحسنين حمدون
إذا أراد الشعب أن يعيش حرًا كريمًا، فلا بد أن يستجيب له القدر، وتجري الأمور وفق إرادته وينجلي له ظلام ذاك الليل الحالك، وتنكسر تلك السلاسل، والقيود التي ظلت تقيده، ويحقق مراده.
اليوم قد تحقق الحلم والمراد الذي ظل يراود الشعب السوداني، وأستجاب له القدر وأصبح واقعًا. حكومة التأسيس التي انتظرها الشعب طويلًا، عروس حسناء مهرها دماء الشهداء الذين ضحوا بأروحهم من أجل تحريرها وقدمت في سبيلها أرتاٌل من الشهداء ودماء طاهرة سُكبت في سبيل تحريرها من الغُزاة المغتصبين… اليوم نرفع راية استقلالنا بحقّ وحقيقة، وعلى ذاكرتنا وقع أهوال العامان التي خلت وتركت وراءها خراب ودمار! وحتى اللحظة تنهش الحرب العبثية التي إندلعت في الرابع عشر من أبريل العام 2023م في جسد الوطن، وهي داخلة في عامها الثالث؛ ومليشيا الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية الإرهابية، وسلطة الامر الواقع، مستمرة في تعنتها بعدم الوصول لحل يقي ما تبقى من وطن لانقاذه من براثينهم.. ومستمرة في غيها متمترسه في خندق الحرب، رغم الوساطات والمبادرات الدولية العديدة للجلوس في مائدة التفاوض وحل الأزمة سلميا والتي فشلت جميعها أمام تعنت الجيش ومختطفيه ورفضهم لاي تفاوض يقود للحل السلمي ويوقف الحرب التي أشعلوها لتحقيق أطماعهم بالعودة الي كراسي السلطة التي خلعها منهم الشعب السوداني بثورته المجيدة.
اليوم تحقق الأمل المرتجى والموعود بأعلان حكومة التأسيس إجازة النظام الأساسي وتشكيل هيئة قيادية برئاسة قائد الأمة الفريق أول “محمد حمدان دقلو” ورئيس الحركة الشعبية الكمرد “عبد العزيز الحلو” نائبا له. حكومة “تأسيس” هي بمثابة الخلاص والانعتاق من العبودية المتأصلة، حكومة الوطن السودان لكل السودانيين الأحرار المنفيين في وطنهم والمهمشين فيه.
رئيسها “محمد حمدان ” الذي كثير ما ذكر في خطاباته للشعب السوداني بأن لايفقد الأمل في المستقبل وتحقيق أحلامه في دولة مدنية تسودها قيم العدل والحرية والسلام وتمثل نهاية دولة النخب ذات الامتيازات التاريخية، التي نشأت بديلا للإستعمار ووكيلاً لمصالحه، وسوف تكون هذه الحرب آخر الحروب في السودان ويصبح سودان جديد طالما حلمت بتحقيقه كل الشعوب السودانية، تتساوى فيه المجتمعات، دون تمييز او تعالي أثني وثقافي يتعايش فيه الجميع بتنوعهم واختلافاتهم بكرامة وعزة مسنودة بقوة القانون ودستور البلاد في دولة مدنية ديموقراطية راشدة تعمل على تحقيق جميع احلام المواطنيين.
انتباهة أولى:
حكومة “تأسيس” تحمل في طياتها بشريات الحكومة المدنية، وعودة الشرعية، من خلال تكوين حكومة في كل المناطق المحررة تحت سيطرة الدعم السريع، لتمثل الأنموذج الذي يحلم به كل المواطنين.
انتباهة أخيرة:
بتكوين حكومة التأسيس المدنية ستنتزع الشرعية من حكومة الأمر الواقع، التي تحكم منذ 25 أكتوبر 2021م.
خطوة موفقة وستسعد كل الشعب السوداني لطالما انتظرها كثيراً وفقد فيها خيره شبابه.