
عندما تستشعر الدول العظمى خطورة الحرب
توالي المسيرات على بورتسودان .. تحول جديد في ساحة المعارك !!
تدخل بعض الدول في حسم الإرهابيين في السودان دون تردد وارد من واقع انه هم وهاجس يؤرق مضاجع دول العالم
اثارت عاصفة المسيرات المتتالية التي تم استهداف الشرق بها من قبل قوات الدعم السريع العديد من التساؤلات بين المواطنين والمحللين حيث توالت عواصف المسيرات نحو العاصمة الادارية المؤقتة لحكومة الامر الواقع محدثة خسائر كبيرة ورعب ضاعف من جزع سلطة الامر الواقع ونزوح المواطنين بمجموعات كبيرة من المدينة خاصة وسط تسريبات بتغيير سكن اعضاء مجلس السيادة والوزراء وقيادات الدولة واجلائهم الي مواقع آمنة! كما فتحت عين المواطنين والمراقبين على تطورات كبيرة وخطيرة في تحول طبيعة الحرب وتغيير اساليبها المعهودة، بحيث اثبت هجوم المسيرات على مدن الشرق وولاية نهر النيل انه لم يعد هناك موقع حصين وآمن في ظل استمرار الحرب ، واحدثت تحولا كبيرا في مفاهيم الحرب التي عهدوها سابقا والغت الكثير مما كان معروفا وتلاشت مع وجود هذه المسيرات مفاهيم مثل السيطرة والانتشار بحيث اصبحت لا معنى لها في ظل استخدام هذه المسيرات، وانتهى عهد التمركز والسيطرة على المواقع المختلفة، فمهما سيطرت او انتشرت فانت ليس في مأمن مع وجود المسيرات التي غيرت من قواعد الحرب!
توازن القوى ..
واشار عدد من الخبراء العسكريين الي ان المسيرات حققت التوازن العسكري لقوات الدعم السريع بعد ان ظن الجميع انها لن تقوم لها قائمة بعد انسحابها من ولابات الخرطوم، والحزيرة، وسنار! بحيث غير دخولها الحرب من توازن القوى العسكرية وزاد من خشية الطرف الثاني وانعدام اليقين من السيطرة او الانتصار او حتى الامان والحماية والتحصين في مواقع سيطرتها التي كانت تعتقدها بعيدة عن وصول الحرب اليها! وها هي تكتشف ان الحرب اخذت تقترب منها وتقلص من دائرة أمانها بل وتحاصرها في مناطقها الآمنة! فضلا عن خوفها الناتج عن عدم المعرفة والتوقع بما يمكن ان يحدث غدا في ظل توظيف هذه المسيرات التي لا سقف امامها ولا حاجز حصين وآمن يقف امامها او يتمكن من صدها، حيث باتت كل المواقع هدفا عسكريا مكشوفا مع دقة الاصابة وحتمية الخسائر الناتجة عن ذلك!
فرص قوات الدعم السريع في المعارك!
وبحسب المراقبين والخبراء العسكريين قد زاد توظيف المسيرات والاسلوب التقني والتكنولوجي من فرص قوات الدعم السريع في هذه المعارك واكسبها بعدا استراتيجيا جديدا خاصة في ظل الشكوك المتزايدة الناتجة عن مخاوف دولية حقيقية من عودة عناصر النظام القديم التي تعني اطلاق العنان لحرية تحركات المتطرفين والارهابيين من الاسلاميين المتشددين بصورة كبيرة في السودان، وانعكاسات ذلك وتاثيره على الامن الدولي والاقليمي في ظل اجتهاد العالم واهتمامه الكبير بمحاربة الارهاب! في ظل تكهنات ومخاوف من تحول الجيش السوداني الي مجموعة ارهابية تحت سيطرة الاسلاميين وكتائبهم الجهادية وسيطرة الضباط الاسلاميين على مفاصل القرار في الجيش وسلطة الامر الواقع بعد الظهور العلني التصريحات المتعلقة بقيادة المؤتمر الوطني المتشددة والمطلوبة للعدالة الدولية نتيجة اتهامها بالارهاب والابادة الجماعية علي خلفية الصراع في ولايةت دارفور وبعض المناطق الاخرى من ولايات البلاد المتعددة!خاصة وان الجمبع يعلم ان السودان كان سابقًا مركزًا لتهريب الأسلحة إلى حماس عبر البحر الأحمر بواسطة شبكات تهريب إيرانية. وكما هو معلوم ايضا في عهد الرئيس السابق عمر البشير، كانت لحماس علاقاعت وثيقة مع أجهزة الأمن السودانية!
إسرائيل تلوح !!
وبرزت مخاوف اسرائيلية جدية كشفت عنها تسريبات وتقارير صحفيةرأي فيها محللون إسرائيليون أن الجيش السوداني إذا تحالف مع الإسلاميين أو سعى لكسب دعم داخلي من خلال الخطاب المناهض لإسرائيل، فقد يعيد العلاقات القديمة مع حماس! كما تخشى إسرائيل بحسب: Axios أن تؤدي الحرب الأهلية في السودان إلى انهيار اتفاق التطبيع وتحول المشهد لصالح أعدائها!
لكن هناك قلق إسرائيلي من أن عدم الاستقرار في السودان أو صعود تيارات إسلامية أو عسكرية متشددة قد يُعيد السودان إلى لعب دور داعم لحماس أو معادٍ لإسرائيل! حيث تتجلى اكبر المخاوف الإسرائيلية الحالية في حال عودة الجيش السوداني للحكم المطلق أو تراجعه عن التحالف مع الغرب، في خشية استئناف نشاطات حماس الاستخباراتية واللوجستية وأن يصبح السودان مرة أخرى طريقًا لتهريب الأسلحة إلى غزة، خاصة في ظهور قيادة معادية لإسرائيل تفتح الباب لدعم “المقاومة الفلسطينية” من جديد! بما يجعل تدخل بعض الدول لحسم الإرهابيين في السودان دون تردد وارد جدا من واقع انه هم وهاجس يؤرق مضاجع دول العالم!