
كتبت : سوما المغربي
نانسي عجاج الإسم الفني الذي أحبته جماهير الغناء والفن في السودان ثم جاءت المواقف التي وضعت نانسي في خانة الرافضين للحرب والمطالبين بالسلام وتمايزت تصريحاتها الدائمة منذ بداية الحرب خلافاً للكثير من أهل الفن الذين أنحازوا لفئة بلابسة الحرب الداعين لإستمرارها فقوبلت من قبلهم بحرب من نوع آخر هي حرب إغتيال الشخصية بداية بحفلاتها التي أقيمت في الخارج دعماً للسلام وحتى لقاءاتها الفنية التي أستخدمت إغتيالاً لرمزية وجود نانسي كداعم للسلام من خلال رسالية الفن والفنان تجاه وطنه.
_ ظهور أثار ضجة إعلامية..
ظهرت الفنانة نانسي عجاج في بودكاست قصص مع جمال الملا في حديث عن رحلتها بين الفن والسياسة، والهجرة والعودة للوطن من جديد، ومشاركتها في الثورة ورأيها في أطراف الحرب السودانية الدائرة منذ 2023، وقد تحدثت نانسي عن حكاية الأغنية السودانية وحقبها وكيف تأثرت بالحقب الفنية والانقلابات العسكرية وسياسات التأميم.
وقد أثارت نانسي عجاج ضجة إسفيرية غير مسبوقة وذلك بعد ظهورها عبر برنامج “بودكاست”، ثورة من الغضب بعد إعلان “البرومو”, الأول للبرنامج الذي حظي بمشاهدات واسعة، حيث تحدثت عن الحرب في السودان, مؤكدة عدم وقوفها لا مع الجيش ولا قوات الدعم السريع, كما دافعت عن دولة الإمارات, وذكرت أن حكومة البرهان, تتهمها لأنها فقط تقف مع المدنيين.
_التسويق لقتل شخصية نانسي .. ما المقصد ؟!
نانسي وصفت نفسها التي وصفت نفسها بــ(الثورية) وهذه حقيقة فقد دعمت الثورة من قبل ودعمت نازحي الحرب والآجئين بحفلاتها التي قدمت دخلها لمساعدتهم في الفترات الماضية،وموقفها الداعم لوقف الحرب ،فكان أن جاءت الحرب عليها وكان حشد الجماهير إسفيريا من خلال حديثها الصريح عن مقتل والدها الموسيقار بدر الدين عجاج, حيث قالت: (قيل أنه كان على علاقة مع الشخص الذي قتله في إشارة إلى أنه كان مثلي)، بالرغم من انها أوضحت أنه تم إغتياله لأجل إغتيال شخصيته وكان ذلك مدبراً من فلول النظام السابق كما أغتيل غيره من الفنانين أمثال خوجلي عثمان وغيره،حيث لم يعجب النظام محاولة والدي التأثير وجمع الفنانين والمثقفين، قتله في ظاهره جريمة سطو عادية لكنها مدبرة بسبب الطريقة والتفاصيل وإشانة سمعته بعد قتله ووصفه بالمثلي، هو لم يتضرر من هذه الرواية لأنه مات لكني من تضررت وكنت أنا المقصودة.
_ حديث الواقع من محبوبة الجماهير
تحدثت نانسي بعفويتها وواقعيتها وقالت
“لست خائنة في نظر الكثيرين، أنا خائنة في نظر أصحاب الغرض الذين لا يعجبهم موقفي فأنا لست مع النظام أنا ضدهم الاتنين وضد الحرب لأنها بتضر المواطن.
أنا مواطنة وفنانة وثائرة وفي أشياء كتيرة ما عارفاها، لكن أكيد الضالعين في الحرب دي أطراف كتيرة والتركيز على الإمارات بسبب محاربتها للإخوان المسلمين واحتضانها للقوى المدنية، وبسبب أجندة وأغراض تانية.
وقالت،أسميت ابني “آركماني” على أحد ملوك مملكة كوش، كان من المميزين وفي عصره اشتهرت كوش بأنها مركز تجاري وثقافي وعُرف بأنه ثوري وأول ملك علماني سوداني، والسودان محتاج آركماني جديد.وأرى ان الدعم السريع صنيعة النظام، وعملت ما عملت في دارفور، ومناهضتنا للنظام جزء منها بسبب تكوينه للمليشيات، وغنائي في الإمارات بسبب أنني فنانة أغني للمواطن في أي مكان طالما أنا أقدر أصلهم، وجمهوري الحقيقي يعرف إذا كنت أُباع وأُشترى.
الصحف الصفراء كانت تروّج لأنني على علاقة بمقتل والدي بسبب خلاف أسري صغير، كانت فترة صعبة وفكرت في ترك كل شيء والعودة إلى هولندا، وفي زمن ثورة ديسمبر أطفال وشباب ماتوا في الشوارع والمواكب، وكنت عاوزة يكون عندي مساهمتي، كنت أول من كتب من المشاهير ومشى القيادة العامة، بدون ما أشعر أو أخطط، دي لحظة أنا بنتظرها،والنظام ما سقط، سقطت واجهاته، هو السبب في فض الاعتصام وفي الانقلاب، النظام كان جاهز بخطة بديلة وكلمة النظام السابق غير دقيقة، والإسلاميون هم من أشعلوا الحرب، بسبب عبارة “ما عدا المؤتمر الوطني” في الاتفاق الإطاري.”
_ حديث واقعي وهجوم غير مبرر..
في حلقة نانسي كانت مظاهر الحسرة بائنة ، وتحدثت عن قتل الشخصية، لوالدها كشخصية معروفة وقتل شخصيتها، وعد الكثيرين البرنامج من الحلقات المميزة التي ميزت بوح الفنانة عما يختلج بسريرتها وأرآئها تجاه قضايا وطنها فجاء حديثها متسقاً وواضحاً وقد تناول عدة قضايا ومواضيع ولكن كان التركيز على فنها ورسالته وان الثورة والتغيير ماضية فكان الهجوم عليها غير مبرر واتخذ محاوره من الأحداث الشخصية.
_ ردود الأفعال على الحديث ..
كان السخط من أسرتها بما فيهم شقيقتها نهى
على خلفية ما دار في اللقاء، وقد أصدرت أسرة الراحل بدر الدين عجاج بيان قالت فيه لنانسي : (مابيهمنا ميولك السياسي والوالد ضفره بيك وبالعقالات المعاك ونطالب بحق والدنا من كل من تطاول عليه، نحن كاسرة ال عجاج، مابيهمنا ميولك في السياسية، و ده ما موضوعنا خالص، لكن موضوعنا انو البرومو(الترويج) النزل ده بيمسنا وبيمس اي زول ينسب لي آل عجاج، بما فيه من قذف واشانة سمعة لي والدنا الاتوفى من اكتر من ١٧ سنة، وأكدت الأسرة في بيانها أن ما ورد في البرومو الإعلاني للقاء الإعلامي يُعد قذفًا صريحًا، لا يمس فقط والدهم الراحل، بل يطعن في كيان العائلة ككل، مشيرين إلى أن القضية التي أُثيرت قد حُسمت قضائيًا، حيث صدر فيها حكم بالإعدام نُفّذ بناءً على أدلة وتقارير طبية وقانونية رسمية.
_ أراء حسمت الموقف ومضى..
مادار عن اللقاء الحواري لنانسي عجاج ختمه الكثيرين برأي أن أعداء نانسي ونجاحها هم من قادوا هذه الحملة الشرسة إعلاميا تجاهها ولكن يرى البعض أنها كانت تعرية لإحداث الماضي ونزع الستار عنها في قضية إغتيال الشخصيات التي تحدثت عنها نانسي بكل وضوح وجرأة مما يغلق هذا الملف تماما مستقبلا.
نانسي بكل برودها استطاعت أن تحول الهجوم الاسفيري الكبير لشخصها إلى اعتذارات لا حدود لها .