الرئيسيهمقالات

رائج الآن.. فأقرأ التاريخ

راج خلال الأيام الماضية إحتمالية الفكاك بين زمرة الإسلاميين وبين البرهان وربما يرى الكثيرين إرهاصات الوضع القائم والذي يمكن وصفه بالشائك بين هذان الإثنان فذهب البعض لإحتمالية فض الشراكة وقص العلاقة بينهما ،ولكن بالنظر ملياً وعميقاً للفيصل في هذه المسألة وهي التاريخ، فالتاريخ يقول أن هذه علاقة لا تنفصم وشواهد ذلك كثيرة متعددة.
في رحلة التحول القديم للتيار الإسلامي من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين (ونقول المتطرف)، والتي بدأت قبل بداية العهد المايوي نجد ما يحدث هو علاقة التوأم السيامي مرت عليها فترات متعاقبة لم تنجح فيها فترات الديمقراطية الأخيرة والإنقلاب عليها ولم تفلح فالتخطيط لولادة هذا التوأم التي تمت في عهد الرئيس المخلوع “عمر البشير” كانت بداية الحلقة التي أستر بنيانها وتأسيسها فوصلت للتمكين، والتي لم يفلح بإزاحتها سوى ثورة ديسمبر ،وهنا مفصلية التحول الحقيقي، لا نقول ان ديسمبر كانت خالية من الشوائب، وربما بعد حتمية وجودها وإزاحة النظام، ما تم لاحقاً هو صنعة النظام نفسه لأجل الإيهام بالتغيير ولكن ما حدث أن ذلك فشل بما هو غير متوقع وهو وجود قوات الدعم السريع وقائدها كسند مباشر لهذا التغيير، وهو ما حرف المسار من بعد الإتفاق الإطاري لتهب رياح الحرب، وهذا لا ينفصم عن التخطيط للإنفصال الذي قاده التيار الإسلامي المتلط على الجيش والدولة معاً، والذي خطط له ولكن هنا أصبح هذا المشروع الثاني الذي يفشله الدعم السريع ضد هؤلاء العصبة.
المفاد أن ما يحدث اليوم للقارئ للمشهد ليس آن مصر تدعم الجيش للخروج من سلطوية الإسلاميين فهي من لُج مصالحها وجود الجيش تحت سيطرتها وليس من باب الفائدة الإقتصادية كما يرى البعض فالذهب وغيره ليس السبب المباشر ولكن هو أن تيار الإخوان وحلف إيران يوفر على مصر أن ترهق بالصرف العسكري والإمداد اللوجستي لحليفها البرهان، كما أن بورتسودان بالنسبة لها هي مكب نفايات الإخوان في منطقة الشرق الأوسط وهذا جلي برؤى العيان.
فنعود إلى حتمية العلاقة التي هي كمجري الدم بين الجيش الحالي والإسلاميين كتنظيم، والوصف الدقيق لهذا التنظيم أنه سرطاني، يتمثل سرطانه في الإرهاب القابع بكل خلية منه وهذا ما حدث حقا في الجيش السوداني.
خلاصة هذا الأمر أن المريض والعائل للمرض كلاهما مصيرهما الموت للتخلص من هذا الداء القاتل الفتاك، وهذا ما سيحدث في المستقبل وهو فناء التيار وجيشه معاً، ليست الحرب السودانية هي ما ستحدث ذلك، ولكن تدخل دول الإقليم هو السبب الرئِيس، وعندما يتم إمداد البرهان حالياً ذلك ليس لأجل أن يحدث الفوز ولكن هو لإلتقاط الأنفاس حتى تحين ساعة الموت الأخيرة، فهل يعلم رهطه ومن معه من الزبانية هذه الحقيقة ؟!، اعتقد أن لا ولكن هناك خيط خفي يقول إلتقط كبار معلمي السحر من التيار السرطاني ذلك وقد بدؤا فعليا في الرجوع للخلف وترتيب حفظ أرواحهم لحين معاودة الكرة مرة أخرى، وفي العمليات المتعسرة للمخاض يضحى بالجنين لأجل حياة الأم وهذا ما سنراه في مقبل الأحداث.

سوما المغربي
مايو ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى