الرئيسيهتقارير

وصرخ مسؤول من أهلها: اتفاقية جوبا .. غياب حميدتي .. انفراط العقد وتعثر التنفيذ!

أثارت تصريحات مالك عقار، رئيس الحركة الشعبية شمال ونائب رئيس مجلس السيادة المزعوم ، في خطابه بمناسبة ذكرى تأسيس الحركة الشعبية، العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات حول التاثيرات العميقة للحرب على اتفاقية سلام جوبا واطرافها التي حدثت لها تحولات كبيرة نتيجة مضاعفات الحرب وانقسامات عميقة نتيجة مواقفها من الحرب وتغيير بعضها للتحالفات والمواقف مما جعل الاتفاقية التي حدد زمنها بتسعة وثلاثين شهرا انقضت دون ان تكتمل بنود ترتيباتها الامتية المتعلقة بها، حيث اثيرت العديد من التكهنات حول مصير الاتفاقية خاصة بعد تصريح عقار: أن هناك جهودًا تبذل حاليًا لإحياء تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام، مشيرًا إلى أن الأوضاع التي فرضتها الحرب الجارية في البلاد شكّلت واقعًا جديدًا يهدد بقاء الدولة السودانية.موضحا : أن الحرب أعاقت التقييم الكامل لمراحل تنفيذ الاتفاقية، قائلاً إن بعض بنودها شهدت تقدمًا ملحوظًا، بينما بقيت أخرى دون أي تحرك يُذكر!

يعلم الجميع ان فضل توقيع الاتفاقية انما يعود للجهود الكبيرة التي بذلها قائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس المجلس الانتقالي حينئذ الفريق اول محمد حمدان دقلو “حميدتي” ولولا جهوده الكبيرة ما كتب لهذه الاتفاقية اي نجاح لانها استمرت بقوة دفع نفوذه في المشهد السياسي رغم ماوحدته من معارضة شديدة من بعض القوى المدنية التي كلنت وماتزال ترى في اطراف السلام خصما سياسيا من حصصها في السلطة! الا ان دقلو كان مصرا على احلال السلام دون اي نظر لمكاسب سياسية آنية! فدعم نجاح الاتفاقية بكل مالظيه من نفوذ وعلاقات حتى يعود للوطن استقراره ويوقف اصوات البندقية التي لازمت الوطن كوال تاريخه السياسي منذ الاستقلال! ومثلت اطراف السلام اضافة متميزة للمشهد السياسي للبلاد انذاك لولا تخريب الفلول المتعمد واغراء بعضها للتحالف معها في الحرب حيث ظلت طيلة السبع اشهر الاولى من عمر الحرب تتخذ موقف الحياد وتعمل على ايقاف الحرب حتى استطاع الجيش ومختطفيه من الضباط الاسلاميين اغراء بعض هذه الاطراف للتحالف معه ضد قوات الدعم السريع! خاصة بعد غياب حميدتى من التاثير المباشر في الحكومة مما جعل بعضهم يهضع لتهديدات واغراء الجيش ومشغليه حفاظا عل. مكاسبهم التي نالوها نتيجة الاتفاقية التي وقف خلف نجاحها القائد حميدتي بحيث آثر بعضهم هذه المناصب وكراسي السلطة على التمسك بموقف الحياد الذي اتخذوه بداية من الحرب!
وقد اشار عدد من المراقبين للشأن السياسي السوداني الي ان الاتفاقية رغم انتهاء امدها بعد تسعة وثلاثين شهرا من توقيعها الا انها اصبحت بحكم المنتهية نتيجة غياب عرابها حميدتي الذي كان يعتبر دعمه ونفوذه الضمانة الرئيسة للوفاء بالتزاماتها وبنودها بحيث غيابه جعل اطرافها تحت رحمة الجيش ومختطفيه الذين خيروهم مابين التحالف معهم في الحرب او الاعفاء من المناصب! حيث ثبت بعضهم على مبدأ الحياد رافضا الانجرار الي اتون الحرب مثل الدكتور الهادي ادريس والقائد الطاهر حجر وبعض القوى الاخرى الموقعة على الاتفاقية حيث نفذ تهديد الجيش ومختطفيه بحقهم وتم طردهم من مناصبهم وتركوها التزاما بمبادئهم الرافضة للحرب بينما ضعف عقار ونناوي وجبريل وآثروا المناصب والسلطة على المبادئ فاصبخوا لعبة في يد الحيش ومختطفيه من الاسلاميين وباتوا وقودا للخرب التي اشعلتها الحركة الاسلامية المتطرفة وعناصر المؤتمر الوطني من اجل عودتهم مرة اخرى لحكم البلاد!

مثل غياب حميدتي من الحكومة احد اهم فرص الفلول للتلاعب باتفاق جوبا وتطويع اطراف السلام التي باعت نفسها لتصبح اداة طيعة يتم توظيفها لتحقيق اجندة الحركة الاسلامية فضلا عن قمع اي اشارة لوجوب تنفيذ بنود الاتفاق بنا جعل مالك عقار يصرخ بان هناك العديد من هذه البنود لم يتم تنفيذه عازيا ذلك لاوضاع الحرب ! وهو يخجل ان يقول نتيجة لغياب الداعم الرئيس لهذه الانفاقية وهو القائد حميدتي الذي بذهابع اتفرط عقد هذا الاتفاق وتعثر تنفيذ بنوده بل اصبح اطراف السلام العوبة في يد الجيش ومختطفيه يوظفونهم ضد ارادة شعوبهم في حرب عبثية باعترافهم وقناعة هذه الاطراف التي اعتزلتها طوال سبعة اشهر لانهم يعلمون حقيقتها وانها ليست حربهم او حرب الوطن وانما هي من اجل عودة الق الحركة الاسلامية المتشددة والمؤتمر الوطني المحلول الذي حاربوه طوال الثلاثين عاما من عمر الانقاذ البائدة! ولكن الحرص على المكاسب الشخصية والثروات، جعلهم بتراجعون امام اغراءات السلطة وتهديد الفلول! بما اكده العديد من المراقبين ان غياب حميدتي ادى الي تعثر تنفيذ اتفاق جوبا وانفراط عقد اطراف السلام لانه مثل رمانة تماسك الاتفاق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى