الرئيسيهمقالات

مصير البرهان.. فهل من فكاك؟

سوما المغربي

في مهاترات أصبحت مكشوفة للعيان كلما ضاق الأمر على حكومة الأمر الواقع ببورتسودان تلجأ لتوظيف الآلة الإعلامية لإيهام السودانيين والمجتمع الدولي برغبتها في وقف الحرب والتفاوض وآخرها ما جاء في خطاب الرجل الثالث ببورتسودان إبراهيم جابر بقمة بغداد واليوم البرهان خارج بورتسودان بعد الهجمات الأخيرة عليها أصبح الوضع ضبابياً ولم يعد المراقبين للوضع يعلمون بيد من القرار هل للبرهان ومجلسه أم للقيادات الإسلامية التي تتحكم في السيطرة على المشهد ومجريات الحرب والأحداث.
السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه هل تبقى للجيش قرار بعدما إتضح أن موازين القوى بيد المليشيات التي كونها وخاض بها الحرب سواء مليشيات كيكل أم الحركات المتحالفة معه أم كتائب الإسلاميين الجهادية الدموية المتحالفة معه، وهل أن ذلك يخرج البرهان ومجلسه من دائرة المسائلة عما اقترفته كتائبه التي أعتمد عليها في هذه الحرب وقامت بكل هذا الكم من جرائم القتل والإبادة ضد بعض مكونات الشعب. الرائي لما يحدث يعلم تماما أن القرار مختطف منه بل أن البرهان يمكن أن يكون تحت التهديد المباشر ولذلك سوابق منها مقتل نجله بتركيا ثم الهجوم بالمسيرات الذي تعرض له ببورتسودان من قبل ولا نغفل ذكر أن قادة النظام البائد مثل كرتي وهارون وسناء حمد يتداخلون بالتصريحات دوما لحسم الأمر عند دخول اي فرضية لوقف الحرب من طرف البرهان.
سبقت تصريحات سناء حمد قيادية التيار الإسلامي بأنهم على أستعداد لوقف الحرب والتحاور مع القائد حميدتي وذلك يدل على أن الحرب في أساسها هي فرض عودتهم للسلطة وأن الدعم السريع في الأساس ليس هدفهم المباشر وكل ذلك ينتج تلخيصاً واضحاً مفاده أن أستمرار الحرب مرتبط بوجود التيار الإسلامي في السلطة كما كان.
القضية التي جعلت الجيش يفكر مليا والإسلاميين أيضاً هي مسألة تغير الوضع السياسي والعسكري وتغيير تكتيك الحرب من قبل قوات الدعم السريع ودخول مسيراتهم العمق البورتسوداني ، عدا عن أن وجود حكومة التأسيس التي ضمت القوى الوطنية بشراكة مع قوات الدعم السريع والتي وجدت القبول الدولي وأصبحت بديلاً لحكومة بورتسودان التي أصبحت مرفوضة بسبب وضوح تحكم التيار الإسلامي فيها والفوضى التي خلقها في الصراع داخليا وشراكته مع قوى الإرهاب في الإقليم مما خلق خوفا من تمدد قواعد التنظيمات الإرهابية، يبدو أن فرصة الرجوع للخلف وأستعادة بند التفاوض ضمن الحرب أصبح فرصة ضيقة شبه معدومة الآن بفرضيات الواقع الجديد وقد رفضت تأسيس تقسيم السودان بل أعلنت عن نفسها حكومة شرعية للسودان في ظل توافق أغلبية القوى الوطنية عليها وهذا ما أستشعر الجيش به قرب حتمية النهاية، فهل يجد مخرجاً من المأزق الذي وضعه فيه التيار الإسلامي؟!.

سوما المغربي
مايو ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى