نسايم الدُغش: زيارة البرهان الي سويسرا

علي يحي حمدون
في أواخر الأسبوع المنصرم غادر البرهان سراً الي سويسرا للقاء مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، زيارة سرية لم يعلم بها المقربون منه، فلماذا هذه الزيارة وفي هذا التوقيت تحديداً للقاء الجانب الأمريكي، علماً بأنه نفس الطرف الذي دعم مفاوضات جنيف التي لم يحضرها وفد الجيش…!
فشلت مفاوضات جنيف المدعومة أمريكياً بسبب غياب وفد الجيش الذي أفشل إتفاق جدة والمنامة، رغم ذلك فإن زيارة البرهان السرية لسويسرا كانت بطلب الجانب الأمريكي والذي يعلم يقيناً أنه الذي قاد إنقلاب ٢٥ أكتوبر وتعنت في حضور مفاوضات جنيف، وهو الذي خرق كل الهُدن الإنسانية التي تمت وهو الذي نكص علي عقبيه عن إعلان مبادئ المنامة.
رغم من أن الهدف الظاهر من هذا اللقاء السري هو إيقاف الحرب في السودان إلا أن البرهان وبعد أن عاد الي بورتسودان تشدق، وقال أنهم مستمرون في الحرب، ووفر عنّا عناء الرد وأكد للعالم أجمع بما لا يدعُ مجالاً للشك أنه الطرف الممانع للسلام وغير الراغب في إيقاف الحرب، وكعادته المعهودة في نكص العهود مثلما حدث في المنامة هاهو يفعلها للمرة الثانية بأمر الحركة الإسلامية الإرهابية نفسها، ولأن كل حوار يُبعد هؤلاء المتأسلمون عن السلطة يُجهض في مهده لأنهم هم الغلبة ويشكلون ضغطاً كبيراً علي البرهان، بل ويهددونه برفع يدهم عنه.
للعلم أن السياسة الأمريكية مؤخراً بدأت تتجه نحو إحلال السلام، وبالرغم من تعاطيها مع الملف السوداني منذ الأزل بإتباع سياسة الجزرة والعصا، فهل سينفد صبر الولايات المتحدة خاصةً مع تنامي أصوات في الكونغرس الأمريكي بضرورة تصنيف جماعة الإخوان المسلمون كتنظيم إرهابي ام أنها ستستخدم سياسة الجزرة فقط مع حكومة بورتسودان.
ستضح ملامح هذه الزيارة قريباً وسيعلم الأمريكان أن البرهان ناكص عهود ولا يمكن إئتمانه.
سنلتقي بإذن الله….