
سوما المغربي
ونحن نطالع بيانات المنظمات الأممية والإغاثية أن حياة أطفال السودان في خطر وهناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات لحماية جيل بأكمله من سوء التغذية والمرض والموت وأن الوضع في السودان تدهور خلال الأشهر الأخيرة ولا توجد أي علامة على انحسار هذا التدهور، مع حضور نوع جديد من الفتك بالإنسان وبأطفال السودان.
بدأنا بالنزوح والجوع، إنه الموت والسلاح الكيميائي والأوبئة والتلوث ،أرقام مخيفة عن التلوث البيئي نتيجة للأسلحة التي أستخدمها الجيش ونتيجتها ما يحدث اليوم، فبعد أرقام مخيفة ظلت تنشرها منظمات الأمم المتحدة قبل أكثر من عامين عن شبح المجاعة في السودان وأن هناك أكثر من 8.7 مليون شخص بما في ذلك 4.6 مليون طفل فروا من ديارهم. ونزح ما يقدر بنحو 6.7 مليون شخص قسرًا داخل البلاد ولجأوا إلى 7,143 موقعًا وفقًا للعدد 28 من إصدارة اللمحة العامة للنزوح في السودان الصادرة عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، وهناك الملايين في خطر المجاعة، وهذا ببداية الحرب، فما هو الحال الحقيقي اليوم وأين وصل؟، وقد تدمرت البنى التحتية وفاقت حدة الفقر كل التوقعات ولا ذنب لهذا المواطن سوى أنه يعيش في وطن تطالهم فيه أيادي قيادات وجنود تحت إمرة الحركة الإسلامية تجبراً.، وغابت المسؤولية الإنسانية ، فتدمرت حياة الناس وشردوا من منازلهم و تشتتوا في أصقاع الأرض، كل هذا لتحكم طغمة بائدة رفضها الشعب وأراد الحياة فلم يستجب له أحد وظل بنيران الانقلابات العسكرية حتى بعد ثورة هب فيها الكبير والصغير وطالب فيها أن يحكم نفسه بنفسه، ولكن أبى النظام الفلولي البائد إلا العودة وإن كانت بحرب أبريل ، وأصر على أقتحام المدن التي هي تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وقد إقتحمها بالقوة المميتة ،اليوم إنهار كل شيء حتى ما كان يمكن إنقاذه من أرواح، لم يعد ممكناً في ظل وطأة كثافة نيران الكيماوي في مناطق أصبحت عبارة عن مراكز للموت.
المواطن ليس بمعزل عن المسؤولية فقد هلل وكبر لدخول كتائب الجيش الإرهابية رغم خروجهم في وسائل الإعلام والتهديد بالقوة المميتة، ورأى الموت اليوم على يد ذات الفئة.
إن كنت تعلم أن قبل حرب أبريل العاصمة بها أكبر معسكرات للنزوح من كل مناطق البلاد، بها نساء وأطفال تحكي عنهم وعن قصصهم المنظمات العاملة في الخدمات الإنسانية، واليوم هم تحت طائلة الموت إما بالتطهير العرقي أو الإعتقالات والتعذيب، ونيران القوة الفتاكة التي حصدت في أيام أكثر مما كان في سنتين من عمر الحرب، فهل هذا ما أراده البرهان ومن معه!، أن يتحول السودان لساحة موت في كل رقعة منه حتى لا يجد مواطن مكان يأوي أو ينزح إليه، وكل هذا للقضاء على قوات الدعم السريع ومحو وجودها؟، أم هي إبادة الأعراق والأجناس في بلد خلقه الله بأناسه، وهم الشعب، الذي يعيش تحت خط الفقر وعلى هامش الأمان المفقود واليوم بين نيران الحرب على شفا الموت.
سوما المغربي
مايو٢٠٢٥