
الكومة : الاشاوس
اتهمت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية “سارهو” اليوم الثلاثاء، الطيران الحربي التابع للجيش باستهداف وتدمير قافلة اغاثية في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور.
وقالت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية (سارهو) في بيان انها تُدين بأشد العبارات استمرار الاستهداف الممنهج للقوافل الإنسانية في السودان، وآخرها الهجوم الغادر الذي تعرّضت له قافلة برنامج الغذاء العالمي مساء أمس في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور بواسطة طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية.
وأسفر الهجوم حسب الاحصائيات الأولية عن استشهاد خمسة موظفين من برنامج الغذاء العالمي ، وإصابة 4 آخرين وتدمير 9 مركبات إنسانية.
واوضح البيان أن الاعتداء يُعد امتدادًا لانتهاكات جسيمة ومنهجية تستهدف بشكل مباشر العاملين في المجال الإنساني ووسائل إيصال المساعدات، وهو ما عده خرق سافر لأحكام القانون الدولي الإنساني ومبادئ الحياد والاستقلال وعدم التحيّز التي يقوم عليها العمل الإنساني.
واعربت “سارهو” عن صدمتها البالغة إزاء تكرار هذه الهجمات في ظل صمت مقلق، وحذّرت من أن استمرار استهداف القوافل والفرق الإغاثية سيؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية، ويُعرّض ملايين المحتاجين لخطر المجاعة، والمرض، والعزلة القسرية عن الخدمات الأساسية.
وحمّل البيان سلطات الأمر الواقع في بورتسودان، وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية، المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذا الهجوم، وعن السياسات الإجرامية المستمرة التي تشمل استهداف المساعدات الإنسانية، ومنع أو عرقلة وصولها إلى المحتاجين، وهي جرائم ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وطالب بفتح تحقيق دولي عاجل وشفاف في هذا الحادث، ومحاسبة جميع المتورطين في هذا الفعل الجبان، مع ضمان الحماية الكاملة للقوافل والمؤسسات والعاملين في المجال الإنساني.
واعربت “سارهو” عن تضامنها العميق مع أسر الضحايا وزملائهم في الميدان، وجددت التزامها الراسخ بمواصلة العمل الإنساني رغم كل المخاطر، انطلاقًا من واجبها الأخلاقي ومسؤوليتها تجاه المجتمعات المتضررة.
وقال البيان أن حماية العمل الإنساني لم تعد ترفًا، بل ضرورة وجودية، وإن الصمت على هذه الانتهاكات يُعد تواطؤًا غير مباشر مع الجريمة.
ودعت “سارهو” كافة الجهات الدولية والإقليمية والمحلية، الشريكة والراعية للعمل الإنساني، إلى اتخاذ موقف واضح، وحاسم، وعلني يرفض عسكرة المساعدات ويصون كرامة الإنسان وحقه في الحياة.