الرئيسيهتقاريرسوما المغربي

مقربين يفجرون فتيل الأزمة الداخلية: مناوي .. غبار ما بعد المغادرة المجهولة!

تقرير : سوما المغربي

غادر رئيس حركة تحرير السودان ، مني أركو مناوي مدينة بورتسودان في خطوة مفاجئة، وسط تساؤلات عدة حول خلفيات الرحيل وتوقيته الحرج، حيث تصاعدت الشكوك حول إعادة تموضعه السياسي وربما العسكري، في ظل توتر علاقته بالقيادات العسكرية والمدنية على حد سواء. الزيارة الأخيرة لمناوي والتي رافقها إصدار قرارات فصل طالت بعض من قيادات حركته، كشفت عن خلافات داخلية عميقة، تفجرت لاحقاً في مؤتمر صحفي مثير حمل مضامين خطيرة عن مستقبل الكيان الثوري، وجدوى استمرار قيادته.

مناوي والرحيل المُربك ..

جاءت مغادرة مناوي لبورتسودان في توقيت حساس، حيث كانت التوقعات تشير إلى احتمالية تقاربه مع قوات الدعم السريع، التي لطالما خاصمها في معاركه السابقة دعماً للجيش النظامي. غير أن تصريحه الغامض بشأن “احتمالية اتخاذ خطوة” فتح باب التكهنات على مصراعيه، وعزز فرضيات الانعطاف السياسي الذي قد يعيد ترتيب المشهد بشكل جديد.

قرارات الإقصاء وردود الفعل

في تطور مفاجئ، أصدر مناوي قرارات بفصل بعض من قياداته السياسية المؤثرة، الأمر الذي فُسّر على أنه محاولة انفراد بالقرار وتفكيك التوازن الداخلي. قادة مفصولون غادروا بدورهم إلى خارج السودان، ليعقدوا مؤتمراً صحفياً في كمبالا اتهموا فيه مناوي بفك الحياد عن حرب أبريل بشكل أحادي، إصراره على خيار الحرب دون توافق و تهميش القيادات التاريخية.
كما أعلن المفصولون عن تشكيل لجنة مراجعة داخلية بهدف سحب البساط من تحت قيادة مناوي، في إشارة إلى بداية تشققات حقيقية تهدد وحدة الحركة.

اتهامات وانكشافات

وخرجت تصريحات نارية في المؤتمر الصحفي لقادة مفصولين، رسمت صورة قاتمة عن ما يحدث داخل مؤسسات وبعض مناطق سيطرة الحركات وأبرز عودة سلوكيات النظام السابق تحت شعارات الثورة وفرض جبايات عشوائية وتسلط على المواطنين و محسوبية في التعيينات على حساب الكفاءات، بجانب فساد مالي مغلف بشعارات إنسانية
واتهم المتحدثون من اسمتهم الكيزان الجدد بأنهم لا يحملون بطاقات الحزب المحلول، ولكن يحملون ذات أدواته وسلوكياته، في إشارة إلى أن الثورة قد اختُطفت من قبل من لم يشاركوا فيها.
وذكر المتحدثون في المؤتمر الصحفي سلط الضوء على مفارقة مؤلمة، حيث تحوّلت الإدارة المدنية للمناطق التي تسيطر عليها الحركات المسلحة إلى نسخة باهتة من النظام القديم:

مخاطر استمرار الانحراف ..

يشير المراقبون إلى أن هذا المسار، إن استمر، سينتهي بتكرار مأساة السودان السابقة، لا سيما في ظل: تفريغ المؤسسات من مضمونها الثوري
تحوّل الشباب والنساء إلى مجرد ديكور وهيمنة خطاب مزدوج ينتهك القيم التي بُنيت عليها الثورة
وخلص المتحدثون في المؤتمر الصحفي إلى أن ما يحدث ليس فقط انحرافاً تنظيمياً، بل كارثة أخلاقية تهدد بانهيار كامل للمؤسسة الثورية.

صرخة في وجه الانحراف..

مغادرة مناوي ليست مجرد تحرّك جغرافي، بل حدث مفصلي كشف عمق الأزمة داخل الكيان الثوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى