الرئيسيهسوما المغربيمقالات

وعي اليوم هو تعافي الغد

سوما المغربي

بعد ميثاق تأسيس السلطة الجديدة المتوافق عليه أصبحت إشكالات الهوية وتمزيق نسيج المجتمعات من الماضي وهنا نراهن على وعي قيادات صنعت عمل اليوم لأجل تعافي الغد وهذا ما بذلت لأجله الدماء وكانت بدايته ثورة ونهايته سلطة وحكم يوحد الأفئدة والأعراق لينصهر الجميع في وطن القومية الموحدة.
أول ما علينا محاربته بعد حرب أبريل وتأسيس ميثاق السلطة الشعبية القومية هو رفض مباديء ما شرعته الحركة الإسلامية ونهج أبواقها في دعواتهم لدولة النهر البحر، والتي إبتدروها بالتصفيات العرقية لمكونات لا تروق لهم في وجودها وسحنتها وشكلها فمارسوا أبشع انواع التخلص منها قتلاً وتنكيلاً وحرقاً وتعذيباً، وهنا وقفة حقيقية تجاه هذه المأساة والمعضلة فكيف لهؤلاء بالخروج من صندوق التغييب الوعيي بفهم أنهم عرق النقاء وسادة السلطة في بلد كهذا البلد السودان؟!.
التحديات التي نواجهها كدولة حقيقية تتطلب وعيًا متزايدًا بأهمية الوحدة الوطنية والتعايش السلمي، ومواجهة العنصرية والتمييز تتطلب جهودًا مشتركة لبناء مجتمعات أكثر شمولاً وعدالة، فالوعي والتعليم يمكن أن يكونا أدوات قويتين في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف المجموعات العرقية والثقافية من خلال العمل المشترك والتعاون، يمكن لدولتنا تحقيق تقدم كبير نحو بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وتنمية، والسودان يشترك مع العديد من الدول التي مرت بذات النجربة في التحديات التي تواجهه في بناء الوحدة الوطنية والتعايش السلمي والعلم بأهمية التضامن والعمل المشترك يمكن أن يكون له دور كبير في تجاوز التحديات والوصول إلى مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية. السودان، مثل العديد من الدول الأخرى، لديه تاريخ غني وتنوع ثقافي كبير، وهذه العوامل يمكن أن تسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي وبناء.
السودان هو إبن إفريقيا العظمى وواحدة من الأشياء التي أحببناها مرتبطة بالتاريخ الحديث لهذا اليوم أن هناك دول تشبهنا ونشبهها وتستطيع تقدير عمق أزماتنا ومحاولة حلها كدولة إثيوبيا وكينيا ويوغندا وتشاد وليبيا، والشقيقة نصفنا الآخر جنوب السودان وهؤلاء هم أصدقاء الحقيقة وأشقاء الجينوم ولهذا كان سند الحصول على سلام وبناء وطن وحكومة جديدة تهدم القديم، قد جاء منهم بمواقف واحدة ثابتة داعمة فلهم العرفان منا في دولتنا السودان ومن شعبنا العظيم.
عندما رفعنا شعار دولة سودانية ديمقراطية تقوم على العدالة والتنمية وتحقيق الديمقراطية وحكم الشعب ونبذ العنصرية والتخلف والجهلاء كانت أولى الفواصل نبذ العنصرية والتحفيز المتطرف تجاه مكونات السودان الواحد ليكون موحداً في كل شيء ونراهن على الوعي الجديد.

سوما المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى