
مواقف ومشاهد.
بقلم: عبد الله اسحق محمد نيل

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ، في تقرير موثق لها ومنشور في موقعها بكل اللغات إن الجيش السوداني استخدم قنابل غير موجهة أُلقيت جوا في هجمات على أحياء سكنية وتجارية بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور مطلع فبراير الماضي.
واعتبرت المنظمة في التقرير أن الهجمات التي وصفتها بالعشوائية، تشكل جرائم حرب مفترضة بعد أن تسببت في قتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين.
الخبر اعلاه يمثل جزء من التقرير الذي قدمته منظمة (هيومن رايس ووتش) وهي منظمة دولية عالمية تتع الي الأمم المتحدة تعمل علي توثيق الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان التي تقع في حق المدنيين العزل في اي نزاع دولي أو داخلي وهدفها الأول والاخير هو حماية حقوق الانسان والتزام الدول والحكومات بقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان وتنفيذ تعهدات الدول والحكومات لالتزاماتها الموقعة عليها في برتكولات جنيف الاربعة وقواعد و مبادي وقيم الاشتباكات العسكرية في النزاعات الداخلية والنزاعات الدولية التي تحدث في العالم ولها سجل حافل في توثيق الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان وتم عرض التقرير علي الامم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية المهتمة بالقانون الدولي الإنساني بحقوق الإنسان وتجري عملية المداولات الآن في وحوله باعتبار ان تقرير هيومن رايس وتش واحد من التقارير الموثوق بها وستاخذ به مؤسسات الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاقليمية في العالم .
فتقرير منظمة هيومن رايس وتش هو لم يعد التقرير الأول ولا الاخير الذي يؤكد ارتكاب الجيش السوداني والمليشات الإرهابية المتحالفة معه ارتكاب الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان في السودان فقد سبقته العديد من التقارير لكن هذا التقرير يثبت حقوق المدنيين العزل لمدينة نيالا في شهر فبراير الماضي وما قبله الذين تم قتلهم بالقنابل وهم في جنح اليل نائمين، فقتلهم باسقاط القنابل غير الموجهة والتي قتلت عشرات الأسر باكملها بالليل والنهار ودمرت عشرات المنازل والمتاجر والمصانع وشردت الآلاف من الأسر من منازلهم وتركتهم بلا مأوى ودمرت مقار عملهم بمتاجرهم ولوثت هذه القنابل البيئة وتسببت في أمراض كثيرة للمواطنين واحدثت الهلع والفزع الشديدين في نفوس المدنيين العزل ومن خلاله اجهضت النساء وجعلت كثير من المنازل والمتاجر والمصانع خاوية علي عروشها فلولا لطف الله والنظومات الدفاعية التي جاءت بها قوات الدعم السريع السودانية أخير لحماية المدنيين العزل بدارفور لما تبقي احد في مدينة نيالا فقد اوقفت هذه المنظومات هجمات سلاح الجو التابع للجيش السوداني علي المدنيين والان يبدو لي ان مدينة نيالا تعيش درجة من الامن والامان بنسب عالية .
فمن خلال اجهزة الاعلام نجد ان الجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه يعترفون وحكومة بورتسودان طيلة اليام الحرب كانوا ومازالوا يتفاخرون بشن الهجمات علي مدينة نيالا ولكن حينما نشرت منظمة هيومن رايس وتش تقريرها الذي يثبت تورط الجيش السوداني في عملية إسقاط القنابل غير الموجهة “البرميل” علي المناطق السكنية والتجارية بدات حكومة بورتسودان عبر وزارة الخارجية والناطق الرسمي بإسم الجيش ينفون تقرير منظمة هيومن رايس وتش والعالم كله شاهد ومراقب عن كثب لما ظل يقوم به سلاح الجوي السوداني من عملية إسقاط قنابل البراميل المتفجرة التي قتلت اعداد كبيرة من المدنيين العزل في كثير من المناطق السكنية والتجارية في عدد من المناطق بالسودان ناهيك عن مدينة نيالا فالان ثبت بالدليل والبرهان ان عملية اسقاط القنابل غير الموجهة يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وما نفي حكومة بورتسودان لعدم ارتكابها لهذه الجرائم الا زر الرماد في العيون ويعتبر تاكيد واعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في حق المدنيين العزل بالتالي مطلوب من الحقوقيبن في نيالا توثيق كل الجرائم التي ذكرت و تقديمها الي محكمة الجنايات الدولية كواحدة من الدلائل الدامغة لمحاكمة البرهان وأعوانهم جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الجيش السوداني في حق المدنيين العزل في كل انحاء السودان…