جد الحسنين حمدون يكتب: المثلث نقطة التحول من قوة محدودة الى الإقليمية

كتب جد الحسنين حمدون
في خطوة تعد ضربة نوعية تم التخطيط لها بعناية وحنكة شخص معلم يعرف من اين تؤكل الكتوف تؤكد عمق الدراية والرؤية وبعد النظر، تلك الخطوة لم تأت من مدبر ومخطط إلا من عرف تلك الجغرافية وأهميتها، فسيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي يمهد الطريق نحو الشمال وفتح أخطر المواقع الإستراتيجية.
تمكن قوات الدعم السريع من تأمين المثلث الحدودي بين السودان، ليبيا، ومصر. هذا الإنجاز ليس مجرد تقدم ميداني فحسب، بل تحول إستراتيجي يعيد رسم خرائط النفوذ والتحكم في واحد من أهم المعابر الصحراوية في الإقليم. فهو شريان تاريخي لحركة تجارة الثروة الحيوانية بأنواعها، والثروة الزراعية، من والى بين الدول الثلاث، ويعتبر المعبر الرئيس لتجارة البشر وتهريب الذهب والسلاح… وهذه الأسباب اعطت الموقع أهمية على المستويين الاقليمي والدولي، ومن يسيطر عليه يتحكم في مسارات التأثير، ويستطيع أن يفرض شروطه على من يظن أنه بمنأى عن نار المعركة.
السيطرة على هذا المثلث فتحت الطريق نحو الشمال، بكل ما يحمله ذلك من أبعاد سياسية وأمنية… لم تعد للخرطوم أهمية بعد اليوم ، فقد أصبح للدعم السريع ذراع يصل حتى تخوم المتوسط.
رغم كل الحديث عن الأمن القومي المصري، الذي صدع به الفلول رؤسنا، لم تتحرك القاهرة لصد هذا التقدم. والسبب؟
إما أنها تم تحييدها باتفاقات وضمانات سياسية، أو أنها اختارت الصمت بدافع التواطؤ، بعد أن أدركت أن الرياح تسير باتجاه الدعم السريع، وأن المعركة باتت أكبر من أن تُدار من خلف المكاتب.
وفي الحالتين، فالدعم السريع هو من فرض المعادلة الجديدة على الأرض، وعلى طاولات القرار في عواصم الجوار.
بين فوضى المركز وثبات الأطراف، يتقدم الدعم السريع بثقة. لا للسيطرة على الخرطوم فقط، بل لصناعة عمق إستراتيجي من الناحية العسكرية والسياسة، يمتد من دارفور حتى حدود مصر وليبيا. هذا هو المعنى الحقيقي للتحول من قوة محدودة الى قوة إقليمية ذات أفق إستراتيجي.
انتباهة أولى:
بيان فلول الجيش الإرهابي حول سيطرة الدعم السريع على منطقة المثلث الحدودي، هذيل وفطير، ومثير للشفقة بما وصل إليه الذين يتحكمون في قرارات الجيش بأتهامهم فيه للجيش الليبي بالتعاون مع الدعم السريع لدخول حدود الدوله السودانية! وتناسوا انهم فروا من حدود الدول التي تجاور السودان ودخل جيشهم كنازحين خوفًا من فتك الدعم السريع بهم.
انتباهة أخيرة:
رسالة الى أخوتنا وأشقائنا الذين يشتركون معنا في تلك البقعة التاريخية (المثلث)، ان الدعم السريع قوة نظامية تمثل الشرعية في الوقت الراهن بأعتبارها الحامي لثورة ديسمبر المجيدة وللشرعية، فلت تخرق القوانين التي تنظم الحدود وستكون عين ساهرة لحماية الحدود ويد باطشة لمن يتطاول على سيادة البلد.