
احدثت انعكاسات اقليمية واصطفاف دولي
يتساءل الجميع بين يدي احداث العدوان الاسرائيلي ضد الجمهورية الاسلامية في ايران عن مديى شمول النية الاسرائيلية للتصعيد والاستمرار حتى نهاية ما تراه من وجهة نظرها خطرا وجوديا يهدد بقاء كيانها المحتل! هل يتوقف عند ايران والي اي مدي ؟ هل هي ضربة خاطفة كما كان يحدث بالعادة سابقا ام انها حرب شاملة من اجل اسقاط حكم الملالي بطهران واستبداله بنظام حكم حليف كما كانت ايام الشاه رشا بهلوي قبل الثورة الايرانية بقيادة الامام الخميني الذي غير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الاوسط!
رؤية المراقبين ..
العديد من المراقبين الاستراتيجيين للصراع الايراني الاسرائيلي يرون ان الحرب هذه المرة تختلف عما سبقها من مواجهات بين الدولتين ، وان اسرائيل ومن ورائها عازمة على عملية استئصالية شاملة لخطر تهديدها الوجودي مما تعتبره نظام الحكم في ايران وخاصة الترسانة النووية ولاسلحة النوعية المتمثلة في الصواريخ الباليستية بعيدة المدي التي طورتها ايران وبلغت فيها مدى بعيد من حيث التنوع والقدرة مما بات يشكل خطرا وجوديا لدولة اسرتئيل وظلت تصرح به منذ سنين بحيث لم يكن العداء مستترا بين الدولتين، وانه كان مؤجلا او مسألة وقت ليس الا بما يثير التساؤل المركزي لماذا الان وليس سابقا!
يعتقد الخبير الاستراتيجي د. مختار ،ياسين ان توقيت الهجوم الاسرائيلي ضد طهران لم يكن اعتباطيا وانما تم التجهيز له بصورة متأنية ودقيقة منذ سنين الا انه كان بحسب الخطة الاسرائيلية لا بد ان يتم على مراحل يعتبر الهجوم فيها على ايران اخطر مراحله وتطوراته ضمن الصراع الممتد! بدا بقصقصة اذرعها في المنطقة من خلال تحييدها بداية بغزة ثم حزب الله لبنان ثم النظام السوري وكلها كانت تعتبر اذرع لايران ضمن صراعها الاستراتيجي مع اسرائيل، ولم تكن اسرائيل لتذهب في حربها ضد ايران مباشرة الا بعد تحييد هذه الاذرع والقضاء عليها حتى لا تشكل عليها خطرا في خاصرتها والالتفاف عليها حين هجومها على ايران! لهذا لم يكن التوقيت سوى مرحلة مقصودة ضمن مراحل الحرب الاسرائيلية الايرانية، وضرب حماس او حزب الله لم يكن بعيدا عن خطة مراحل الصراع هذه!
ويرى ياسين ان كل حلفاء ايران في المنطقة ليسوا بمنأى عن هذه الضربات الاسرائيلية الخاطفة وقد فعلتها من قبل ولا يمنعها ان تعيدها مرة اخرى اذا شعرت بخطر التهديد الوجودي! وهو ما يضع السودان كحليف لايران ضمن الدول والمناطق المستهدفة بهجوم اسرائيلي نتيجة للتحالف الذي عقدته حكومة بورتسودان مع ايران واعادة علاقاتها طلبا للتعاون العسكري والامداد لحربها العبثية ضد قوات الدعم السريع! ويعلم الجميع ان هذا التحالف يجعل من السودان محل اتهام اسرائيلي بالتعاون مع ايران في مجال الاسلحة والدعم مما يزيد من المخاوف الاسرائيلية الامريكية من شبهة وجود ايراني في البلاد يتم اتخاذه نقطة انطلاق للهحوم علي اسرائيل والالفاف عليها من قواعد ايرانية في البحر الاحمر او وجود لزوارق وغواصات حربية ايرانية للمشاركة في الحرب والهجوم من مناطق تواجدها بالساحل السوداني! خاصة مع وجود عناصر للحرس الثوري الايراني تم رصدها مع وجود اسلحة ايرانية لايسبعد ان تكون مخبأة في مراكز سرية بالبلاد وهو مايقود الي التكهن بردود الفعل الاسرائيلية التي بعتقد بعض المراقبين انها سوف تتجه لضرب مواقع محتملة بالسودان تعتقد اسرائيل انها مواقع ايرانية ونقاط متقدمة لضربها في خاصرتها من مكان اقرب من ايران البعيدة نسبيا!
ضربات محتملة على السودان !!
ويرى المحلل السياسي يوسف محمد التوم أن كثير من المتابعين نتيجة لهذه المخاوف الاسرائيلية هناك امكانية ازدياد فرص توجيه ضربات للحكومة السودانية التي تعتبر حليفا استراتيجيا لايران ولها علاقات ممتدة في التعاون العسكري لدرجة تشييد مصانع انتاج السلاح واتخاذ السودان ممرا لتهريبه الي غزة وقد ضربت اسرائيل من قبل بعض المواقع والاشخاص بالسودان ممن تظن تورطهم في التعامل مع ايران ضدها او التنسيق معها في ارسال السلاح الي حركة حماس بغزة! وهو ما يقود الي السؤال متى تعتبر اسرائيل السودان وحكومة بورتسودان المتحالفة مع ايران تشكل تهديدا وجوديا بستوجب التعامل معه عسكريا كما هو حدث سابقا مع حركة حماس وحزب الله اللبناني؟