كتب/جدالحسنين حمدون
تعتبر قاعدة الشفرليت، الواقعة في الحدود السودانية، الليبية، المصرية، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخراً، من المواقع الإستراتيجية المهمة لحفظ الأمن المحلي والاقليمي والدولي على حدٍ سواء، باعتبارها واحدةً من الأماكن التي ينشط فيها العمل الإجرامي ويتسلّل من خلالها تجار الأسلحة والمخدرات والإتجار بالبشر والتهريب.
انشأت قاعدة الشفرليت في قلب الصحراء الكبرى بواسطة قوات الدعم السريع في العام 2014 ولم يكن يوجد بها أي حياة في السابق، ولكن بعزيمة القيادة العليا لقوات الدعم السريع أصبحت هذه القاعدة تتوفر فيها سبل الحياة، من آبار لشرب الماء وتوفير مخيمات طبية وتقديم الخدمات الضرورية، وتم فيها اسعاف الكثيرين الذين ضلوا طريقهم وتاهوا في هذه الصحراء الموغلة الوهاد في السنوات السابقة، وخصص لها متحرك متكامل للتمركز وتوزيع الإرتكازات حول مداخلها، وهو “متحرك درع الصحراء” المتواجد على مدار العام في هذه القاعدة يقوم بتمشيط ومراقبة الحدود الممتدة بين الدول الثلاثة (السودان، ليبيا، ومصر).
بعد اشتعال الحرب عادت تلك الأنشطة الإجرامية الى سابقها، بعد أنسحاب قوات الدعم السريع منها، ونشط الإجرام وهذه المرة كان أعظم. أدخل جيش الحركة الإسلامية المتطرف المجموعات الإرهابية من دول العالم عبر الصحراء التي أصبحت مرتع للدواعش القادمين من دول غرب وشمال افريقيا، ونشطت حركة الاتجار بالبشر، وتهريب السلاح، هذه الأنشطة كانت تؤرق المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الذي تم إغراق قارته بالمهاجرين غير الشرعيين عبر هذا المنفذ.
أخيراً دخلت حرب الدعم السريع ضد عصابات دولة النهر، منعطفاً جديدا غاية في الأهمية بعد إنتقالها الى تلك المنطقة الحدودية ذات الموقع الإستراتيجي، بعد سيطرة الجاهزية على منطقة كرب التوم الحدودية، والتي تضم قاعدة الشفرليت السودانية العسكرية التي تبعد نحو (550) كلم من مدينة دنقلا ، و (600) كلم من مدينة الدبة، و (700) كلم من مدين نهر النيل حيث مكان تدخل الأفعى رأسها متلبدة، وتحارب بذيلها الذي يتمثل في (الفلنقايات). وبهذا تبقى ليست بمأمن من سيل طوفان الأشاوس الذي قترب الى إغراق جحورها بوابل من النيران .
إنتباهة أولى:
تنبع أهمية منطقة الشفرليت الى جانب منطقة كرب التوم (المثلث الحدودي) في انهما ينفتحان، ويتحكمان، في أكبر منفذ تجاري بشري تعبر من خلاله شاحنات الوقود، والبضائع، والثروة الحيوانية، من والى (إقليمي دارفور وكردفان ومنطقة شمال السودان).
إنتباهة أخيرة:
قاعدة الشفرليت لأهميتها… ستنقل الدعم السريع من قوة محدودة، ذات تعامل محلي، الى قوة إقليمية، و دولية؛ لقيامها بتلك المهام التى تؤرق مضاجع أوروبا وأمريكا، والآن أصبحت تشكل واحدة من مراكز الارتكاز المهمة.
