الرئيسيهتقاريرسوما المغربي

تقرير: حرب الانتهاكات في مناطق الجيش .. حين يصبح المواطن هدفاً

الموت على قارعة الطريق وتضيق لا تخطئه عين

صرخات المتمسكون بالبقاء وسخط المستجيبين لنداء العودة الوهم!

تقرير : سوما المغربي

في قلب ولايات البلاد المختلفة، حيث كان الأمل يوميا ينبض بين أزقة القرى وشوارع المدن، اندلعت حرب لا تكتفي بسلب الأرواح، بل تسحق كرامة الإنسان تحت أقدام الانتهاكات الممنهجة. لم تعد المسألة مجرد صراع على السلطة أو الأرض، بل تحولت إلى موسم طويل من القهر، حيث تعددت الأيادي التي تسرق الأمان، وتفننت المليشيات في إعادة رسم حياة المواطن بخطوط الخوف والجوع والتهجير. إنها حرب لا يخلّدها التاريخ كمعركة، بل كلعنة تُثقل ذاكرة الأحياء وتطارد أحلام الناجين.

مليشيات متناحرة.. وجرائم تتوحد على حساب المدنيين

سميت حرب السودان بالحرب المنسية والعبثية، ولكن لم يُطلق عليها الاسم الحقيقي الكامن في أعماق أحداثها، وهو “حرب الانتهاكات”. فقد عانى المواطن من تعدد كتائب ومليشيات جيش (الفلول) في مناطق سيطرته، فوقع فريسة الخديعة بالأمن والحريات وحقوق المواطنة. جاءت الحوادث تباعًا لتعلن ميلاد عهد جديد من القهر، خاصة مع دعوات العودة للعاصمة الخرطوم التي أثبتت أنها لا تصلح للحياة في ظل البرهان وزبانيته، الذين أطلقوا أيديهم فيها، فصار المواطن بين فكي كماشة ونيران جحيمهم.

تواترت التقارير عن جرائم متعددة، تشمل القتل والنهب والتدمير للممتلكات المدنية، إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان من تصفيات جماعية واعتقالات تعسفية وتعذيب وابتزاز وتضييق على حياة الناس، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانهيار الخدمات.

غياب الدولة.. وتمدّد الفوضى في الشوارع

القوات المتحالفة مع جيش بورتسودان، مثل قوات مالك عقار ودرع السودان وكتائب البراء، إضافة إلى قوات تغراي الإثيوبية المعارضة، مارست انتهاكات مروّعة في مناطق وجودها، من قتل ونهب وترويع، خاصة في شرق الجزيرة.

الحكومة السودانية بدت عاجزة عن الردع والحسم، مكتفية بوعود تشكيل لجان تحقيق لم تُفضِ إلى محاسبة حقيقية، ما جعل هذه القوات تفرض سيطرتها على الأحياء السكنية وتمارس الترهيب والابتزاز بشكل يومي، حتى أصبح المواطن يخرج لشراء أبسط احتياجاته وهو مهدد بالسلب أو الاعتداء.

سلسلة لا تنتهي من الجرائم والانتهاكات

تتوالى الجرائم الموثقة، من اغتيال الناشط المجتمعي خالد الزبير “إستي” بعد قرابة عامين في سجون الاستخبارات العسكرية، إلى الهجمات على “عرب الصعيد” في القربين، حيث قُتل أربعة مواطنين بدم بارد. وفي ولاية الجزيرة، نصبت قوات تغراي نقاط تفتيش خاصة بها، وسيطرت على الطرق، ودهمت المنازل، وسلبت ممتلكات المواطنين، ما فجّر غضب السكان ودفعهم إلى الاحتجاج لمحاولة حماية أرواحهم وممتلكاتهم من بطش هذه المليشيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى