الرئيسيهمقالات

أهمية المثلث الاستراتيجية

مواقف ومشاهد

بقلم ؛عبدالله اسحق محمد نيل

في الاسبوع الماضي استطاعت قوات الدعم السريع السودانية فرض سيطرتها الكاملةعسكريا وتمكنت من طرد وهزيمة الجيش السوداني والمليشيات الاسلامية المتحالفة معه إلى مشارف الحدود المصرية ومن ثم تم ترحيل بقايا مليشيات الجيش السوداني كلاجئين الي مدينة اسوان وبعدها تم ترحيلهم الي داخل الاراضي السودانية وتمثل حامية جبل العوينات بمنطقة المثلث واحدة من الحاميات العسكرية الاستراتيجية لأنها تقع في وحول سلسلة ” جبل عوينات” المهمة وسلسلة جبل عوينات تقع بالاساس داخل الاراضي السودانية علي بعدحوالي”35″ كيلو متر من الحدود الدولية السودانية الليبية مع دولة ليبيا الشقيقة وعلى بعد حوالي “40” كيلوا من الحدود الدولية السودانية مع دولة مصر وكانت منطقة المثلث سودانية تتبع الي اقليم دارفور وولاية شمال دارفور منذ الازل ولكن تم ضمها هي وواحة العطرون في عقد تسعينات القرن الماضي الي للولاية الشمالية وما يزال الجدل حول تبيعتها الي الولاية الشمالية مثار جدل الي ان يتم حسم امرها بالتحكيم المحلي في المحاكم السودانية أو بالتحكيم الدولي في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا لان المعروف سلفا في التاريخ السوداني ان اقليم دارفور له حدود جغرافية مع دولة مصر الشقيقة، ولكن هذا ليس موضوعنا الان الزاوية.
ولكن من حيث الاهمية الجيواسراتيجية تمثل منطقة المثلث وجوارها منطقة العطرون واحدة من المناطق الاستراتيجية الغنية والمهمة اقتصاديا ولها ابعاد سياسية ويقع المثلث علي بعد حوالي “200” كيلو متر من مدينة دنقلا حاضرة الولاية الشمالية و”300″ كيلو متر من مدينة الدبة بالولاية الشمالية تمثل منطقة المثلث معبر دولية بري للمهاجرين من شرف ووسط وغرب دول افريقيا الي دولة ليبيا وكل دول شمال افريقيا المطلة علي البحر الأبيض المتوسط ومنها الي دول اروبا ويمكن العبور منه الي دولة مصر شرقا وغربا العبور الي دولة تشاد الشقيقة.
فمنطقة المثلث منتجة للذهب وبها كثير من المعادن النفسية الاخري وبها سوق سوداني كبير تجلب الية البضائع من ليبيا ومصر وتشاد فهو سوق سوداني ومنطقة تجاربة شبه حرة وكان الي وقت قريب قبل اندلاع حرب الخامس عشر من ابريل 2023 توجد فيه قوات مشتركة سودانية ليبية وتمثل قوات الدعم السريع السودانية جزء أساسي من مكوناتها وكانت تعرف بالقوات المشتركة السودانية الليبية وظلت تعمل بشكل جيد وانسجام على حفظ الامن والنظام ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومنع والتهريب بكل أنواعه ومن خلالها حققت قوات الدعم السريع السودانية مكاسب وشهرة اقليمية ودولية.
ولكن بانسحاب قوات الدعم السريع السودانية انسحبت الجيش اللبي وعاد الي داخل حدود بلاده وأصبح المثلث تحت ادارة الجيش السوداني وجزء من قوات الحركات المشتركة والمليشيات الاسلامية المتحالفة معهما فتحولت ادارة حامية المثلث الي منطقة احادية الادارة والسيطرة وتزايدت فيها أعمال العدائية ضد دولة ليبيا وصد مكونات الشعب السوداني من غرب السودان وإزدادت أعمال القتل والتصفية والاختفاء القصري للهيئات وتمت أعمال القرصنة والسجن والتعذيب والتهريب والاتجار بالبشر وكل الاعمال البربرية المجرمة بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان وقد شاهدنا ذلك على لسان المدنيين العزل الذين تم استنطاقهم بعد سيطرة قوات الدعم السودانية على منطقة المثلث.
ولكن الآن مطلوب قيادة قوات الدعم السريع السودانية وحركات الكفاح المسلح المتحالفة معه بعد السيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي الحيوي ان تعمل على تطبيع الحياة المدنية وحماية المواطنيين وممتلكاتهم ومكافحة الهجرة غير الشرعية وعملية تهريب البشر والاتجار بالبشر وكل أنواع التهريب والتعاون مع كل دول الجوار وخاصة ليبيا ومصر لضمان استمرارية المصالح المشتركة للمواطنين وحماية المدنيين العزل ومساعدتهم وتكون لجنة عليا من الخبراء في مجال القانون الدولي لحقوق الانسان لاجراء تحقيقات عن كل الجرائم التي تم ارتكابها بواسطة قوات الجيش السوداني والقوات المشتركة والمليشيات الاسلامية المتحالفة معها في حق المدنيين العزل والابلاغ عن كل الاشخاص الذين اختفوا قصريا من ابناء الشعب السوداني والعمل مع الجهات الدولية في الاتحاد الافريقي والاتحاد الاروبي بتطورات الواقع المساعدة في تامين هذا المعبر الحيوي وايصال المساعدات الإنسانية الي المواطنيين بولايات البلاد المختلفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى