
تصوير المعارك سلوك بطولي برئي … يضعك امام فوه بنادق العدو
اختلفت الحروب في هذا الزمان كثيرا عما الفه الناس من طرق تقليدية للحرب المعروفة في اذهان الحميع ! فقد حدث تطورا كبيرا في اساليبها وطرقها اكثر تعقيدا مما كانت عليه من تحريك الجيوش والغلبة في العدد وخلافه من اسباب النصر في الحروب التقليدية المعروفة التي اصبحت تاريخا من الماضي القريب!
تطورت الحرب في الوقت الراهن لتصبح هجينا مابين الذكاء الصناعي والتقنيات الحديثة الي شيء اشبه مايكون بالعاب الكمبيوتر حيث لم تعد اسباب الانتصار كما كانت وانما باتت اللعبة تكمن خلف شاشات الكمبيوتر والاجهزة اللوحية ! وكثيرا ماتحسم الحروب رقميا من خلال استخدام وتوظيف الاجهزة الجديدة والتقنيات الحديثة دون تحريك الجيوش فقط من كرسي خلف جهاز لوحي في غرفة مكيفة وكأن المقاتلين في اجازة باحد الفنادق خمسة نجوم!
لهذا يصبح العبء كبيرا على عاتق المقاتلين في الميادين او المناطق المختلفة في التعامل بحذر ووعي بالغ مع الاجهزة اللوحية والتلفونات الذكية وما ننتجه من صور او ما فيها من برامج وتطبيقات ! ولطالما كانت هذه الاجهزة الذكية على اهميتها جواسيسا وعيونا شاخصة على حامليها تحاصرهم بكل دقة ووضوح وتحدد اشكالهم وصورهم من خلال كاميراتها ومواقعهم من خلال ال(جي بي اس) او نظام تحديد المواقع مباشرة من خلال التلفون الذكي وما به من تطبيقات تتيح لمشغليه او من يمتلك شفرته ان يحدد حامله ويراه ايضا فضلا عما يصوره من صور حيث يتم تحديدها من خلال ما تبرزه من اماكن او من خلال بعض التطبيقات التي تحدد زمان ومكان الصورة الامر الذي يجعل من مصورها ومن معه هدفا سهلا امام العدو الذي يكمن هناك بعيدا خلف (الكي بورد) ويجلس امام جهاز لوحي في غرفته المكيفة!
الان يتضح جليا تطور الحرب وتعقيدها بتوظيف التقنية والذكاء الصناعي من خلال الحروب الحديثة سواء في اوكرانيا او ما يدور من حرب الان بين ايران واسرائيل طابعها الاساس انها حرب هجين الكترونية وسبرانية بحتة من خلال الصور الرقمية وتحديد المواقع عبر الاجهزة اللوحية الحديثة التي ارتبط الانتصار في الحرب بالتفوق التقني فيها! حيث اصدرت اسرائيل قرارات بمنع التصوير كما قطعت ايران الانترنت تماما حتى يصبح العدو في كل الجانبين اعمي لايبصر او يقرأ ارض المعركة او يعمل على تحديد المواقع المستهدفة، وذلك لخطورة التلفونات والاجهزة اللوحية والتقنيات الحديثة في حسم المعركة ولو كانت صورة لايلقي لها صاحبها بالا ولا يراها ذات اهمية، ولكنها من خلال هذه الادوات الحديثة تصبح وبالا عليه في كشف موقعه وموقع زملائه او المواقع المستهدفة من قبل الاعداء!
_*أضرار التصوير أثناء المعارك وكيفية تفاديها*_
تصوير المعارك ونشرها قد يبدو سلوكًا بريئًا أو بطوليًا في لحظة الحماس، لكنه في الواقع يحمل مخاطر جسيمة على الأمن العسكري، وحياة الجنود، وسير المعركة.
إليكم ايها الأشاوس شرح وافٍ عن أضرار تصوير المعارك ونشرها، وكيفية تفادي هذه الأضرار:
وتتعدد أضرار التصوير والنشر أثناء المعركة
من خلال كشف المواقع والتحركات بما تظهره من معالم طبيعية أو عمرانية.
فضلا عن بيانات GPS في الصور (Metadata).
ممايمكّن العدو من استهداف القوات عبر الطائرات المسيّرة أو المدفعية أو الغارات الجوية بالاضافة الي كشف العتاد والأسلحة ونوعية التسليح، وعدد الجنود، ومستوى التدريب!
الامر الذي يمكن العدو من تحليل التكتيكات المستخدمة ومعرفة نقاط الضعف، والإضرار بالخطة العسكرية كلها و فقدان عنصر المفاجأة، وتنبيه العدو للاستعداد ونجاته من الضربة وذلك يقود الي فشل العملية بالكامل. ورفع معنويات العدو خاصة إذا أظهرت الصور إصابات، قتلى، أو تراجع للقوات!
لهذا يجب وضع ضوابط صارمة الالتزام لاستخدام وتوظيف الصورة من خلال مختصين ومسؤولين لا يتعداهم لاحكام السيطرة على المعلومات من التسرب وكشف ظهر القوات من خلال هذه الصور والمشاهد التي يراها البعض ليست امرا ذا بال ولكنها تعتبر ذات اهمية كبيرة وربما تقود للانتصار في الحروب الهجينة الحديثة وخروب التقنيات والذكاء الصناعي الذي يمثل عنوانا للحرب الحديثة! لهذا ربما يبدو “التصوير أثناء المعركة بطولة، لكنه قد يكون رصاصة في ظهر إخوتك الأشاوس دون أن تدري.” فتمتع بالوعي والحذر وافهم طبيعة الحرب الهجين التي تزاوج بين التقانة الحديثة والذكاء الصناعي حتى لاتكون سببا في قتل اخوتك وتصبح جاسوسا للعدو دون ان تعلم!