الرئيسيهمقالات

خسِرت وخسِئت إيران…

نسايم الدُغش

علي يحي حمدون

خسِرت وخسِئت إيران…

نعم نستطيع أن نقول بملئ الفم فقد خسئت إيران وخسرت جولة حرب الإسبوعين “حرب قصيرة الأمد” والتي فقدت فيها معظم قاداتها وتلقت فيها ضربات موجعة شلت حركتها ودمّرت مشروع حُلم عمرها الذي ظل يراودها لسنين طويلة بإمتلاكها للسلاح النووي وتهديد دول جوارها ومحيطها الإقليمي بل وتعتبر تهديداً للأمن والسلم الدوليين.

فقد خسرت إيران الحرب وخذلها حُلفائها لما يعانون من مشاكل وحروب داخلية فالدب الروسي مشغول بحربه ضد أوكرانيا التي إستنزفته إيما إستنزاف، وبعد وصول ترامب لجولته الرئاسية الثانية أصبح الروس أقرب للسلام من أي وقتٍ مضي، أما التنين الصيني فلا يُريد أن يفقد إمبراطوريته الإقتصادية العظيمة التي عكف عليها وبناها وعينه علي مراكز متقدمة في الإقتصاد العالمي يقوم علي الإبتكار والتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي، أما كوريا الشمالية فقد أنهكتها العقوبات الأمريكية بشكل كامل.

إيران هي التي ظلت تساعد في عدم الإستقرار الداخلي لكثير من الدول سيما السودان فقد مدت نظام الأمر الواقع الإنقلابي ببورتسودان بالكثير من الأسلحة والذخائر والمسيرات “مهاجر٦” التي أثبتت فشلها للعالم أجمع، وبإنهيارها هذا، فقد يتنفس السودان الصعداء وبالمقابل تكون حكومة بورتسودان في أزمة حقيقية جراء إنهيار حليفها اللا إستراتيجي وهذا الأمر قد يُساعد في القضاء علي الجماعات الإرهابية المتأسلمة في السودان.

نعم فقد خسرت إيران الجولة وقبلت بشروط المنتصر إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية اللذان دمرا وبشكل كامل كل المنشآت النووية الإيرانية وهو الهدف الذي من أجله قامت هذه الحرب القصيرة، حيث قال الرئيس الأمريكي في كلمة مع أمين عام حِلف الناتو ينس ستولتنبرغ أنه لا يمكن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بعد اليوم، وأشار الي أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يسير بشكل جيد، كما أنهم سوف يُحظوا بعلاقات مع إيران كنوع من الترغيب للنظام الإيراني ومحاولة تحجيم دوره وإحتوائه، وختم ترامب حديثه بقوله: “لو لم نُدمر منشآت إيران النووية لم يكن ممكناً التوصل الي تسوية مع الإيرانيين وأردف قائلاً: “لقد حققنا إنتصاراً كبيراً”.

نعم فقد إنتصروا وقبِل المهزوم “إيران” بالشروط، فخسارة إيران للحرب تعني الكثير لدول جوارها الإقليمي فلن يكون هنالك أي دعم قادم لمليشيات الحوثي مجدداً ولن يكن هنالك دعماً لعصابة بورتسودان أضف الي ذلك إستقرار حركة الملاحة البحرية علي البحر الأحمر ومضيق هرمز.

خسرت إيران الحرب وستخسر تِباعاً لذلك أذرُعِها التي تُحارب عنها بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط كحزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في صنعاء، فإيران لم تكن سوى فقاعة صابون لم تصمد أمام الرياح العاتية.

سنلتقي بإذن الله…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى