الرئيسيهتقارير

خطاب حميدتي في ظهور مختلف .. مضامين زلزلت الواقع بالداخل والخارج


رسم ملامح المرحلة ودفع بحزمة رسائل
(الاشاوس) .. فاصل من الخطاب النادر ووعود بصرف الرواتب باثر رجعي وتوفيق الأوضاع

مصر والحركات المسلحة .. رسائل تطمين تتجاوز الخلاف

تقرير سوما المغربي

ظهور حميدتي في احد معسكر التدريب امام قواته بصورة مفاجئة وغير مرتبة شكلت نقطة تحول كبير في المشهد العسكري والسياسي في آن معاً. وقد أثبت خطاب حميدتي والذي تدرج على مراحل في عدة خطابات أنه قائد لا يساوم على الوطن ولا يُخيفه التهديد، حيث في خطاب وطني ، أكد القائد حميدتي أن معركتنا ليست ضد أهل الشمال، بل ضد فلول النظام البائد الذين خربوا السودان ونهبوا خيراته. وطمأن جماهير الشمال ودول الجوار بأن قوات الدعم السريع قوة قومية، هدفها حماية وحدة السودان لا تهديد أحد. وركّز على المثلث الإستراتيجي كقلب السيادة ومفتاح النصر.
حديث حميدتي كان صريحًا، قويًا، نابضًا بروح ثورة التغيير والصدق. كلماته الصادقة القوية والعميقة الدلالات قد رسم بها ملامح السودان الجديد.

_ مشاهد القوة والبعد العسكري..

ظهور مختلف بتخريج قوات منظمة تلقت تعليمات مباشرة بمهامها من القائد العام مباشرة.
القاريء يرى أن التحركات العسكرية الأخيرة، خصوصًا في كردفان ودارفور، تؤكد أن الأراضي المحررة باتت مؤمّنة، وأن الزحف مستمر بوتيرة ثابتة. هذه ليست انتصارات عابرة، بل مخرجات حقيقية لاستعدادات طويلة النفس، تديرها قيادة ميدانية تعرف ماذا تريد، ولديها الرجال الذين لا يعرفون الانكسار، وأن الإعداد والتدريب والمتابعة هي مخرجات عمل متواصل هو الذي قاد لإثبات الوجود والقوة والإنتصارات.

_ رسالة في بريد الخارج ..

هي رسالة تطمين لدول الجوار وخصوصا مصر
ففي ظهور القائد حميدتي أمام الآلاف من جنوده، أرسل حميدتي رسائل طمأنة للقاهرة، معلناً استعداده لحل خلافاته مع مصر، متهماً في ذات الوقت، قيادة الجيش السوداني بإفتعال تلك الخلافات بين قواته والحكومة المصرية والتسبب فيها” .
مديرة تحرير صحيفة “الأهرام” المصرية، والمختصة بالشؤون العربية والأفريقية، أسماء الحسيني، تحدثت برؤيتها أن” الخطاب الأخير لقائد قوات الدعم السريع جاء حاملاً لطمأنة أطراف عديدة، سواء لمصر، أو للداخل السوداني”.
وقد تداولت بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً إلى د. أماني الطويل، الباحثة في مركز الأهرام للدراسات، يفيد بأن هناك تواصل بين قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) والحكومة المصرية خلال الأشهر الثلاثة الماضية في محاولة للوصول إلى تفاهمات تتعلق بالحرب الجارية، وأن الصناعات التحويلية في مصر تكبدت خسائر تفوق 40 مليار دولار نتيجة هذه الأزمة مما يستدعي الوقوف عندها.

_ رسالة خاصة لجنوده ومرتبات باثر رجعي..

كما هي عادة القائد حميدتي في متابعته لقضايا الجنود حيث ترحم على من فقدوا أرواحهم خلال المعارك، وأكد توجيهاته العناية بالجرحى والمصابين، حيث وعد أسر الشهداء والجرحى بجزيل العطاء والرعاية تقديراً للتضحيات التي بذلوها في صفوف قوات الدعم السريع كما أن مرتبات الجنود ستعطى لهم بأثر رجعي.
وأعتبر أن “ظهور حميدتي بهذا الخطاب هو في حد ذاته رسالة مهمة أوضحت أنه لا يزال يتحكم في قيادة قواته الكبيرة، ولا يزال مهتماً بتصريف كل شؤونها الداخلية الكبيرة منها والصغيرة”.

_ رسائل في معسكر الطرف الآخر

وفي رسالة لمناوي وجبريل قالها القائد العام “باب المصالحة مع الدعم السريع مفتوح”،
حيث أكدت كلمات القائد حميدتي إصراره على الوحدة والقومية وأن التصالح لم تغلق أبوابه وبحسب مراقبين، فإن خطاب حميدتي أمام الحشود من قواته في دارفور جاء ليضع عدداً من الرسائل في بريد كلٌ من الجيش، ودول الجوار السوداني، وقوات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، وذلك عبر لغة خطاب مبسطة ولكنها واضحة الأهداف.
وهي رسالة صريحة إلى بعض قيادات الحركات المسلحة في دارفور غربي السودان، التي أعلنت انحيازها إلى معسكر الجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع، قال حميدتي إنه “ليس لديه مشكلة مع متي أركو مني مناوي، حاكم دارفور وقائد حركة جيش تحرير السودان، وكذلك جبريل إبراهيم، وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، مؤكداً أنه “سيقبلهم إذا جاءوا الآن”.

_الإسلاميين لا عهد لهم !!

في موقف لم يتزحزح اكد القائد حميدتي أن الإسلاميين لا يتغير ديدنهم فما زالوا على خيانة العهد والوطن يصرون على الحرب التي أبتدأوها وما زالت جرائمهم مستمرة في حق هذا الشعب ولقد فني بهم الجيش الحقيقي ولم يبقى منه سوى مليشيات الدواعش الإسلامويين .

_ لا مجرمين أو مندسين بعد اليوم…

وفي رسالة تطمين للشعب وجه القائد حميدتي رسلة تطمين لأهالي الشمالية أن لا مجرمين أو “شفشافة” بين القوات التي ستحرر أراضي الشمال، وقد سبق خطاب للقائد أن المجرمين مكانهم السجن، وعد المراقبين ذلك ثقة بأن القوات أصبحت في مرحلة متقدمة من التأهيل بعد تدريبها وتخريج دفعات عدة لا تحوي في قوامها قوات إستنفار غير معدة كما أن عبارة الغربال الناعم السابقة للقائد تتطابق مع خطابه هذا بالتخلص من المندسين بين جنوده.

_ رسائل القائد …

قواتنا تحترم سيادة ليبيا ومصر وتشاد، وعمليات الدعم السريع تهدف فقط إلى محاربة التهريب والإرهاب لا المساس بالأمن الإقليمي.
الخلافات بيننا وبين المصريين كانت نتيجة لممارسات قامت بها جهات إجرامية من عصابة بورتسودان.
راجعنا حساباتنا .. والحوار لا المشاحنات… هو طريقنا للحل مع دول الجوار.
الذين أشعلوا الحرب انقلبوا علينا… وقالوا إننا الإنقلابيين!.
حاولنا تجنب الحرب لسنوات، والفلول سعوا بالتحضير لها بينما كانت قواتنا مشغولة بخدمة المواطنين.
قادة بلا كرامة… والجيش بلا قوات ومجرد بقايا فرقة واحدة !.
من أراد أن يرى إبليس… فلينظر إلى الكيزان!.
إذا افقدتنا الحرب 10 % فالجيش فقد 90% من قواته… ونحن ما زلنا نحارب بكرامة.
ندافع عن أنفسنا… ولم نختر الحرب.
المثلث الحدودي بؤرة فساد… وتحركنا حماية لا عدوان ويحمي جيراننا والمنطقة كانت مرتعاً لعصابات التهريب والمخدرات والإرهاب.
لسنا دعاة حرب… ولكننا نخوضها بشرف.
من يسكن بيوت الناس… سيُطرد منها بالقوة.
لن نسمح بعودة الشفّشافة… والمجرم مكانه السجن وليس بيّن المجتمع.
الكيزان” يتاجرون في المخدرات ويكذبون على الشعوب.
400 إريتري في صفوف الجيش بودمدني… والمرتزقة يجمعوهم “زي دم الحِجامة.
لعدالة تبدأ من حصر الشهداء وإنصاف الجرحى
ولن ننسى الشهداء… وسنرد الجميل للجرحى.
قواتنا تقاتل دفاعاً عن النفس و الحرب فُرضت علينا بعد خيانة غادرة من “عصابة الكذب والنفاق.

_ خلاصة المشهد..

الظهور العلني لحميدتي بين قواته قرأه الجميع على أنه رسالة سياسية موجهة داخليًا لتأكيد وجوده الميداني وجاهزية قواته ، وخارجيًا لإثبات أنه لا يزال يقود عملياته بنفسه، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة التفاوض ورسائله تضمنت خطى واضحة للتعامل وجب التعامل معها من الجميع لوضوح قوتها وطرحها وذهبت في مجملها إلى إتساق مع جميع خطاباته السابقة التي أتت ممرحلة حتى قادت لخطابه الأخير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى