الرئيسيهجمعة حرازمقالات

قادمون بأمل، لا بأجندة.. نقاتل من أجل السلام لا من أجل الخراب

جمعة حراز يكتب
قادمون بأمل، لا بأجندة.. نقاتل من أجل السلام لا من أجل الخراب

في وطنٍ تآكلته المؤامرات، وتناهبته الأيادي المرتعشة، يقف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. لا يلوون على دنيا، ولا يحلمون بسلطة، بل يحملون أرواحهم فوق أكفهم، ويزحفون صوب المجد، حاملين شعارهم الخالد: “قادمون بأمل، لا بأجندة.. نقاتل من أجل السلام، لا من أجل الخراب.”
إنها ليست شعارات جوفاء، ولا صيحات موسمية، بل عقيدة متجذرة في ضمير قوات الدعم السريع، تلك القوة التي ولدت من رحم المعاناة، ونمت وسط نار المحن، حتى صارت اليوم صمام أمان الوطن، وصوت المظلوم، ودرع الثورة الحقيقي.
بابنوسة تفتح أبوابها للنصر….
من قلب “ابنوسة”، المدينة التي كثيراً ما كانت عنواناً للوجع، ترتفع الآن أصوات الزغاريد، وتعلو رايات التحرير، فالمعارك التي خيضت هناك لم تكن بين متحاربين على سلطة، بل بين رجال يحملون إرث وطن وأمل شعب، ضد بقايا (فلول) النظام، ومن تبقى من العجول السياسية الذين باعوا ضميرهم في سوق المرتزقة.
ابنوسة لم تسقط فحسب في قبضة الأمل، بل استعادت نبضها، وصارت منصةً لإعلان مرحلة جديدة من نضال مقدس، لا ينحاز إلا للسلام العادل، ولا يقبل إلا بالحرية الحقيقية لكل السودانيين.
قوات الدعم السريع اليوم ليست مجرد تشكيل عسكري، بل تيار وطني متقدم، يمثل صوت الشارع الثائر، ويحمل مشروع بناء الدولة الجديدة، دولة العدالة، والمواطنة، والمساواة.
هذه القوات التي لطالما اتُهمت زوراً وبهتاناً، ثبت للعالم أنها الأقرب للشعب، والأصدق في ميدان الحرب والسلم، فهي من حررت المدنيين، وهي من حفظت النسيج الاجتماعي، وهي من مازجت بين البندقية والرحمة، فكانت طوق نجاة لا سوط قمع.
نحن أمام لحظة فاصلة في تاريخ السودان، معركة لا تدور فقط بالسلاح، بل بالحكمة، والإرادة، والرؤية. معركة ضد بقايا نظام يتنكر لكل قيم الثورة، ويحتمي خلف شعارات مزيفة.
معركة ضد العجول الفاسدة التي باعت نفسها لأجهزة مخابرات، وضد (الفلول) الذين يريدون إعادة عقارب الزمن إلى الوراء.
لكن لا وألف لا..
فالدعم السريع، ومعه قوى التغيير الحقيقية، والمجتمعات التي خبرت من يخدمها ومن ينهبها، لن يسمحوا بعودة الحكم المركزي الفاشل، ولا بإعادة إنتاج الخراب، ولا بإجهاض أحلام الشهداء.
قادمون لتحرير الخرطوم وكل شبر في السودان
من ابنوسة إلى الفاشر، ومن نيالا إلى النيل الأزرق، تسير القوافل، ويعزف الأبطال نشيد الكرامة، فقد آن للسودان أن يتحرر من نخبه المتكلسة، وأن يولد من جديد على يد أبنائه الحقيقيين.
الخرطوم ليست بعيدة، والنصر ليس مستحيلاً، مادام هناك رجال لا تهزهم العواصف، ولا تغريهم العروش، رجال يقاتلون لأجل وطن، لا لأجل سلطة.
قوات الدعم السريع ليست جيشاً تقليدياً، بل أمل أمة..
هي الصوت الذي رفض الخضوع، والسيف الذي حمى الثورة، والعقل الذي يرسم ملامح الغد.
فمن أراد السودان حراً، فليحتمي بها،
ومن أراده مزرعةً للفلول، فليستعد للزوال.
قادمون بأمل.. لا بأجندة.
نقاتل من أجل السلام.. لا من أجل الخراب.
والمعركة مستمرة حتى تحرير السودان كاملاً، وبناء الدولة التي تليق بتضحيات الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى