
بضع أسطر
سماح عبد الله
فاجعة مستشفى المجلد المرجعي
تتواصل سلسلة الانتهاكات ويستمر الجيش (الفلولي) وكتائبه واتباعه ومليشياته في ممارسة أشكال متعددة من الجرائم علي المواطنين الابرياء ، وتزداد وتيرة انتهاكاته بحسب المناطق الجغرافية والسحنات العرقية حيث شهدت بعض المناطق انتهاكات وحشية لمليشيا الجيش (الفلولي ) وكتائبه الإرهابية والتطرف المساند له تنفيذ جرائمهم العرقية ضد مكونات الهامش .
ولكن ما فعله جيش (الفلول) في مستشفى المجلد المرجعي بولاية غرب كردفان كانت فاجعة مؤلمة أرقت مضاجع الكثيرين فمثل هذه الجرائم ضد الإنسانية انتهاك لميثاق الامم المتحدة والقانون الإنساني الدولي.
تضرر أكثر من 40 شخصاً، بينهم أطفال وعاملون في مجال الرعاية الصحية، وسقط عشرات القتلى والجرحى الذي قتلوا في هجوم شنه جيش (الفلول) عبر غارة بطائرة مُسيَّرة استهدفت المستشفى العام في مدينة المجلد ، الذي يحتوي على اكبر وحدة غسيل كلى تخدم المرضى بشكل منتظم
مما يترك مئات المرضى دون رعاية ، وهذا ما يجعل استهدافه انتهاكاً جسيماً .
لحقوق الإنسان بالإضافة الي مقتل العشرات من الأطفال في مأساة إنسانية راح ضحيتها اكثر من 40 شخص بينهم 21 شخصًا من أسرة واحدة كانوا يرافقون أحد المرضى أثناء وقوع القصف ، وأُصيب أكثر من عشرة آخرين، بينهم اثنان من الكوادر الطبية، في القصف الجوي علي المستشفى، وسط انهيار تام للنظام الصحي .
ونجد ان استهداف (الفلول ) للمواطنين فصل من فصول العنف ، وتجسيد للانتهاك الممنهجة التي يتعرض لها المواطنين من مجازر وتهجير قسري واعتقالات جماعية …الخ ، ليست هي المرة الاولي ولا الأخيرة التي ينتهج فيها هؤلاء الاوباش هذا السلوك الداعشي الارهابي غير الإنساني ومن ثم يوجه الاتهامات الي جهات اخري، سبق وان شن العديد من الغارات الجوية استهدفت النازحين واللاجئين ومنازل المواطنين في الاحياء السكينة المأهولة بالسكان والمستشفيات والمرافق العامة والبني التحتية ،في الوقت الذي يشهد فيه السودان اوضاعا ماساوية واقتصادية وسياسية وامنية ، بالإضافة الي انتهاكات واسعة وقتل متعمد للمدنيين وتدمير ممنهج فكانت عمليات الاستهداف اشبه بالمجازر البشرية .
محطة اخيرة:
لذا من يجب على المنظمات الدولية والحقوقية والأمم المتحدة التحرك العاجل لإدانة مثل هذه الانتهاكات، ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية للمدنيين والبنية التحتية الإنسانية وحماية المرافق الصحية لأن مثل هذه الانتهاكات تهدد حياة المدنيين والكوادر الصحية، ويقوض فرص توفير الخدمات الطبية المنقذة للحياة في الكثير من المناطق التي تتعرض لانتهاكات الجيش ( الفلولي).
تمنياتنا للأشاوس في بابنوسة النصر المؤزر على الأعداء ، ونبارك ل(ابوشقرة) المنصب الجديد متمنين له مزيد من التقدم والانتصارات في مقبل الأيام القادمة بإذن الله.