الرئيسيهسوما المغربيمقالات

ميثاق تأسيس يعيد الأمل للشعب السوداني

سوماالمغربي

ما وصلنا إليه اليوم من إعلان ميثاق سلطة الشعب كان ثمنه غاليا بعد حرب طاحنة ودماء سآلت لأجل الحرية وفقد لكل شيء من كل الشعب المؤمن بأن الغد آتٍ بالخير كما قالها القائد العام ” الخير جاي” وبالفعل أهلت دلائل الخيرات أولها الإنتصارات وثانيها ميثاق إعلان حكومة الشعب من الشعب، فلا تسامحوا أيها القائمين عليها بل عضوا بالنواجز أن تكون حكومة كما قالها القائد من قبل وعبر عنها بكلمات ظلت ترن في أذهان الجميع ” بأنه التغيير الشامل وكل الناس تتقبل التغيير لأجل المدنية والديمقراطية والعدالة ولأجل حكم كفاءات وحكم رشيد”.
علينا التعلم من أخطاء من سبقوا فلا يجب السماح للسياسة والسياسيين أن يحيدوا عن ميثاق الشعب بل أن يكونوا حقيقة في خدمة هذا الشعب ويوفوا العهد كما أوفاه السيد القائد العام وجعلهم يستلمون سُلطتهم على طبق من ذهب مليء بالتضحيات والدماء، وهنا قد أصبحت أمانة على أعناق القائمين عليها، فلا يجب أن ينحرفوا عن المسار الذي هو الخلاص والعبور والنور الساطع الحقيقي، الذي دفع فاتورته رجال كما قالها قادة الميادين الذين ضحوا بأرواحهم بشجاعة لم يرى التاريخ مثلها، فتمسكوا جميعاً بالوفاء لهم ولتضحياتهم فقد كان الثمن غالياً.
إن من الشجاعة مواجهة الحقائق وأهم حقيقة هي ما مر بالبلاد من ثورتين كانت الأولى سلمية هي ثورة ديسمبر المجيدة التي مرت بكفاح طويل لإقتلاع الطاغية البشير وطغمته وجاء الإلتفاف عليها من عسكر البشير والتخلص من كل المخلصين فيها والعيث فسادا بها رغم أنها كانت ثورة بدماء الشباب السوداني ورفعت صوت المهمشين وطالبين الحرية للعالم أجمع فعرف الناس السودان من خلالها وأن هناك بلدا يحمل هذا الإسم بل قلدته كثير من الشعوب في رفع صوتها بإنبهار ثورته ولكن للأسف ذهب ذلك ادراج الرياح بسبب الخبث السياسي والتسلط الحزبي والمنفعجيين وقضى على الثورة أهدافها وحكومتها.
اليوم جاءت حرب أبريل من ذات الفئة الباغية لتشهد ثورة جديدة قادتها قوات الدعم السريع بقيادة قائدها سيادة الفريق أول محمد حمدان وهي ثورة أجبرتها أيادي العبث أن تفارق السلمية لتكافح بحمل البندقية، ومن أشعل فتيل ذلك هي نفس الجبهة التي أجهضت ثورة ديسمبر، ولكن قُلبت الموازين وجاء إنتصار الدعم السريع وسيطرته اتعدل كفة الربح للحرية والعدالة لفئات الهامش العريض، وهذه المرة كانت ثورة بدماء كل من آمن أن الحرية لها ثمن لا يدفعه إلا الشرفاء.

سوماالمغربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى