
برتقال وتفاح جبل مرة وفول سوداني ( على قفا من يشيل)
تقرير : آدم الجدي
محلية كاس التي تبعد حوالي (٨٠) كيلو متر غربي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تعتبر واحدة من أقدم محليات الولاية وتتسم بتعايش اجتماعي فريد .
شهدت أطرافها فى السابق أحداث أمنية مختلفة ادت لنزوح الآف إليها وهي المحلية الثانية بعد نيالا اقتصاديآ واجتماعيآ يعبرها طريق نيالا كاس زالنجى القاري الذي عبد فى عهد الرئيس الراحل نميري بواسطة شركة (هولدنج فرانك) الألمانية فى العام ١٩٨٣م وتم إعادة تأهيله بواسطة شركة الجنيد السودانية وهو الأن من افضل الطرق القارية التى تربط مدن ولايات غرب السودان . كما شهدت حالات تخريب واسعة بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل ولكنها بفضل جهود الرجال بدأت تعود إلى سيرتها الاولى التي عرفت بها عند الجميع.
استقرار الأوضاع الأمنية ..
رغم ظروف الحرب الا ان المحلية تشهد إستقرارا امنيا كبيرا فى أسواقها واحيائها المختلفة حتى أصبحت قبلة للتجار الذين يشترون فول كاس الشهير والبرتقال والتفاح، وما يؤكد ذلك انسياب الحركة التجارية بينها وبقية أسواق المحليات والولايات المجاورة وسماحة العيش فيها .
تعايش اجتماعي فريد ..
وما يميز محلية كاس هو التعايش الاجتماعي الفريد حيث يقطن بها أكثر من (٨٦) مكون قبلي يتعايشون جميعهم بكل حب واستقرار تام لا تفرق بينهم العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية وبالتالي أصبح الزواج ما بين كل القبائل المتعايشة فى المحلية سهل وميسر ولا فوارق اجتماعية بين الناس ، يأكلون سويآ يلعبون ويمارسون الرياضة مع بعض يتشاركون روؤس الأموال فى التجارة بينهم يسندون الضعيف والمحتاج .
توفر السلع وانسياب للخدمات ..
تشهد أسواق المحلية وفرة في كافة أنواع السلع الغذائية وبأسعار والمنتجات المحلية أقل من مناطق كثيرة فى بقية محليات الولاية وهي منطقة ملتقى طرق وسوق جاذب لكل المنتجين وما سهل الوصول إليها هو جودة طريقها القاري واستقرار الأمن فيها كما أنها من المحليات التى تتوفر فيها خدمات الصحة والتعليم وقبول الآخر وتقديم الخدمات الانسانية من قبل إدارة المحلية .
نزوح جديد يفوق طاقة المحلية ..
ويقول المدير التنفيذي للمحلية الأستاذ أحمد ازرق مرسال دقة ان المحلية شهدت نزوح جديد قادم من ولاية الخرطوم ونيالا والفاشر وزالنجى يقدر عددهم ب (٧٠) ألف أسرة يتوزعون فى عدد أربعة معسكرات كبيرة بالإضافة للتواجد السكاني القديم وتنعدم بعض الخدمات الكافية وأصبح النزوح المستمر اكبر من قدرة إمكانيات المحلية فى الوقت الحاضر وسبب مشاكل وعبء اضافي يستوجب التدخل العاجل .
مناشدات للمجتمع الدولي ..
وناشد أحمد ازرق كافة المنظمات العاملة في المجال الانسانى الاسراع بتقديم الدعم اللازم للنازحين الذين يحتاجون لايواء ومشمعات وفرشات وغذاء وحفر آبار مياه وتشييد حمامات صرف صحي وكلورة مياه الشرب والخدمات الصحية وتطعيم الاطفال قبل دخول فصل الخريف وكل النازحين الان يفترشون الأرض ويتلحفون السماء وفى انتظار الخيرين ودعم منظمات المجتمع المدني.
اهتمام كبير بالتعليم والصحة..
ورغم ان المحلية شهدت عمليات تخريب واسعة أدت لتدمير البني التحتية للمؤسسات التعليمية والحكومية ونهب الاثاثات إلا أن إدارة المحلية اهتمت بإعادة تأهيل اعداد كبيرة من المدارس الحكومية التي خرجت من الخدمة بينما استمرت المدارس الخاصة فى الدراسة مما مكن الطلاب والتلاميذ من الجلوس لامتحانات مرحلتي المتوسطة والابتدائي وشهدت العملية التعليمية استقرارا ملحوظا في العام الدراسي الماضي والحالي وإقبال من الطلاب ومن المتوقع أن تفتح جميع المدارس أبوابها العام الدراسي القادم نسبة للاستقرار الأمني وصيانة وإعادة تأهيل المدارس وإخراج النازحين منها وتوقف قصف الطيران الحربي على المدنيين . وشهدت المحلية استقرارا تاما في جانب الصحة حيث يعمل مستشفى كاس بكامل طاقته الاستيعابية به معمل متكامل وأجهزة فحص متطورة ويتواجد فيه كادر طبي مؤهل من منظمة أطباء بلا حدود الذي ظل يقدم الخدمات الطبية لكل المواطنين والأطفال تحت إشراف المحلية وبصورة مجانية ،
تأمين الموسم الزراعي ..
ومن أولويات إدارة المحلية هو نجاح الموسم الزراعي وتامينه وحتى يحدث ذلك وضعت الإدارة خطة أمنية ستنفذ عبر مراحل سبقها توزيع تقاوي محسنة للمزارعين قدمتها المحلية ومنظمتي (وورلد فيشن) و(كير) وجاري الآن التحضير لعقد مؤتمرات متعددة تعنى بفتح المسارات والمراحيل وجلسات تفاكرية بين سكان المناطق المجاورة لشريط جبل مره ومحليات ولاية وسط دارفور التى لها حدود مشتركة مع المحلية منعآ لأي احتكاك يمكن أن يحدث في المستقبل .
دعم اجتماعي متواصل ..
ومن الظاهر للأعيان هو الرضى التام من قبل المواطنين للدور الكبير الذي ظلت تلعبه إدارة المحلية بتقديم دعومات اجتماعية للعديد من المحتاجين والفقراء والمشاريع التنموية المختلفة عبر المحلية وديوان الزكاة رغم ضيق اليد وقلة الرسوم التى يتم تحصليها من الأسواق.
إنتشار شرطي كبير ولكن ..
وتشهد المحلية إنتشار شرطي كبير من قبل الشرطة الفدرالية التى تتوزع فى تأمين الأسواق والمؤسسات الحكومية وتقوم بكافة الإجراءات القانونية والشرطية الا أن الشرطة ورغم الخدمات التي تقوم بها من مطاردة للمتفلتين وتامين حياة المواطنين واستعدادها لحماية الموسم الزراعي لم يتم دعمها ولا بعربة واحدة من جملة العربات التي قدمتها إدارة قوات الدعم السريع لتأسيس الشرطة كما لم يتم تسليح الأفراد بأي قطعة سلاح ورغم ذلك ظل الأفراد يقومون بكل واجبهم الوطني من أجل حماية المدنيين ودعم القضية .
خاتمة
ما تشهده محلية كاس من تطور مستمر واجتهاد لإعادة تأهيل ما دمرته الحرب خاصة مباني رئاسة المحلية والمدارس والسعي المستمر لاستقرار الأمن يحتاج إلى تضافر جهود الجميع والمطلوب من قيادة الدعم السريع العليا ان تلتفت إلى محلية كاس فإن هنالك مهددات أمنية تتمثل فى ظهور معسكرات تدريب للمتمردين وحركات الارتزاق فى بعض مناطق جبل مرة كما تحتاج الشرطة لإسناد عاجل وكذلك قيادة القطاعات التابعة لقوات الدعم السريع التي هي ايضآ تحتاج للكثير من الدعم اللوجستي والعسكري العاجل .
عمومآ محلية كاس نموذج جديد فى التعايش السلمي والعيش المشترك والفضل يعود بعد الله لإدارة المحلية بقيادة مديرها التنفيذي أحمد ازرق مرسال دقة الذى تسنده مكونات الإدارة الأهلية ولجنة الامن وأعيان المجتمع الذين عملوا على توفير الخدمات الانسانية والصحية واستقرار العملية التعليمية مع تنفبذ البرامج الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.