
نسايم الدُغش
علي يحي حمدون
عن أي هُدنةٍ يتحدثون…!
المُتابع لحرب الخامس عشر من إبريل التي أشعل فتيلها وأيقظ فتنتها جيش الإخوان المتأسلمون يجد أنه ما من هُدنة أو إتفاق سلام أو مبادرة تفاوض أو إبداء حُسن نوايا، إلا وأجهضها الجيش في مهدها ورفضها حاشداً أبواق إعلامه المأجور بعبارة “بل بس”، حتى علِم العالم أجمع من الذي يُريد السلام ومن الرافض والممانع للسلام. أذكُر عندما أشعلوا الحرب وهي في أسابيعها الأولى كانت هنالك هُدَنْ إنسانية خرقها الجيش قلنا حينها أخرقتها لتُغرق أهلها…لقد جئت شيئاً إمرا…
كانوا لا يتوانون على خرق الهُدن الإنسانية ففاقد الشئ لا يُعطيه، من يفتقد للإنسانية لا يمكن له أن يمنحها لغيره، فإخوة الشيطان بالأفعال والأقول لا عهد لهم ولا ميثاق فهم ليسوا ببشر ليتقدموا بطلب هُدنة للأمم المتحدة أو أن تقترح لهم الأمم المتحدة هُدنة إنسانية…
خرق جيش الإخوان المتأسلمون الإرهابي خمس هُدن بالتمام والكمال منذ أن أشعل حربه، في ذلك الوقت كانت قوات الدعم السريع تُجلي رعايا الدول ووفود بعثاتها الدبلوماسية وموظفي المنظمات الدولية وفي الجانب الأخر الجيش يقتل أفراد يتبعون لمنظمة الصليب الأحمر بمنطقة الشجرة بأسباب واهية، فإن كانت الأمم المتحدة ذاكرتها سمكية فنحن نتذكر كل شئ، ولا ننسي.
كانوا لا يلتزمون قط بهُدنة إنسانية فيخرقونها ويلصقون ذلك علي الدعم السريع البرئ من أفعالهم الخبيثة ومن مكائدهم، وكُنا علي يقين بأن من يرفض كل إتفاقيات السلام سواء كانت في جدة أو المنامة أو جنيف لا يمكنه علي الإطلاق أن يلتزم بهُدنة إنسانية، فالأولوية لإيقاف الحرب وليس لإيصال المساعدات العسكرية لمجموعة الإخوان المتأسلمون الإرهابية المُحاصرة داخل الفاشر.
حشدوا كل إعلامهم المأجور وأشعلوا الميديا بعبارة “بل بس” حتي سُموا بالبلابسة والآن نستغربُ لماذا يترقّدون للهُدنة؟ أوبلغ السيل الزُبي؟ مالكم كيف تحكمون…أم أنكم فترتم من قول “بل بس” التي أوهمتكم بأنكم الغالبون فزّين لكم شقيقكم الشيطان سوء عملكم فأنقلبتم خاسرين.
للعلم فقط فإن مدينة الفاشر ليس بها مواطنون ومنذ توقيع ميثاق “تأسيس” بنيروبي في فبراير الماضي، ظلت قوات تأسيس في عمليات إجلاء مستمرة لمواطني الفاشر وأجلت ما لا يقل عن مائة ألف مواطن وما زالت مستمرة في عمليات الإجلاء بل وأمنّوا الطُرق للمواطنين فأصبحوا يخرجون من تلقاء أنفسهم دون إملاءات حتي أصبحت الفاشر خالية من مظاهر المواطنة ولا يوجد بها سوى مجموعات الجيش الإرهابي وحركات الإرتزاق والنهب المسلح، فرسالتنا للأمم المتحدة إن أرادت تقديم المساعدات الإنسانية فالمواطنون الآن موجودون خارج الفاشر بالكومة وطويلة وكورما والعديد من مناطق دارفور وكردفان وأن الفاشر خالية من المواطنين ولا يمكن إدخال المساعدات العسكرية لمجموعة إرهابية داعشية مُحاصرة داخل فرقة الفاشر العسكرية…
عن أي هُدنةٍ إنسانية يتحدثون وهم بالأمس القريب يقصفون بطيرانهم المُسيّر شاحنات إغاثية في مدينة الكومة تتبع للأمم المتحدة نفسها، عن أي هُدنةٍ إنسانية يتحدثون وهم قصفوا كُبري برلي العام الماضي بالجنينة وهو الجسر الإنساني الوحيد للإغاثة في موسم الخريف الذي يربط بين الجنينة وزالنجي ونيالا ومنها الي شرق دارفور وكردفان…هؤلاء هم الذين يستخدمون الإغاثة كسلاح لتجويع المواطنين طيلة سنوات الحرب الماضية فلا عهد لهم ولا هُدنة معهم وإن قبلت ووافقت قيادة الدعم السريع بهذه الهُدنة والتي هي بمثابة فخ لإيصال المساعدات العسكرية لهؤلاء الإرهابيون “يبقي فايدة مافي”.
قالوا “بل بس” ومورااال فوق ومشتركة سم الجنجويد والفاشر لن تُقاتل وحدها وبعد ذلك كله يقولون نُريدُ “هُدنة”…
السؤال الذي يطرح نفسه، هل ما زالت الفاشر “شنب” الأسد؟ أم أنها أصبحت لبوة والأسود تزأر من حولها، ففي كل الأحوال وحسب رأيي الشخصي لا هُدنة مع هؤلاء الأنجاس، رُفعت الأقلام وجفت الصُحف.
سنلتقي بإذن الله…