سوما المغربي تكتب: أسلحة الظلم لا تكسر وتد القضة

سوما المغربي
من الذين أطلقوا صافرة بدايتها؟!، إنهم دعاة الحرب إنهم المستفيدين من استمرار الصراع، سواء كان ذلك من خلال المكاسب السياسية أو زيادة التأثير السياسي والسلطة بواقع الضغط على إستمرار الحرب ومآسيها وأستخدام كافة الأسلحة لذلك بما فيها التعمية وتغييب الوعي الجمعي الإجتماعي، طريق سلكوه لزيادة المكاسب الاقتصادية، فكيف لا ويمكن أن يستفيد بعض الأفراد أو الشركات من خلال العقود العسكرية أو تجارة السلاح لاسيما أنها التجارة المرابحة عالميا.
دعاة الحرب وتجارها سخروا لها الآلة الإعلامية وضخ مزيد وأزيد من التأثير الإعلامي الذي قصم ظهر الوعي أو ما تبقى منه وخاض بالإنسان السوداني في وحل العنصرية والجهوية والفئوية وسلط مختلف الآفات الإنسانية على السودانيين حتى أصبح من يدعو للسلام ووقف الحرب هو خائن ومن يمد يده بالسلام والتفاوض هو بنظرهم جبان، ومع ذلك، فدعاة الحرب يعلمون إن الحرب هي الطريق الذي أوصل بلادنا إلى تدمير البنية التحتية والاقتصاد والمجتمع، وتسبب معاناة كبيرة للمدنيين في كل أصقاع هذه البلاد وتعداها لدول المنافي ليصبح ثلثي الشعب بين نازح ولاجيء .
السلاح الأكثر قذارة كان هو تعمية الحقيقة التي هي أحد العوامل التي تساهم في استمرار الحرب والفقد والمعاناة في السودان وأن هذه الحرب هي حرب ضد الحياة وضد المواطن البسيط الذي هو في أغلب تعداده جزء من الهامش فرض عليه أن يكون المغلوب على أمره، وعندما يتم تشويه الحقائق أو إخفاؤها، هنا الضربة القاضية حيث غرس روح الإنقسام بين المجتمع وتصوير الضحية كجلاد فمواطن الهامش حينما يدفع بأبنائه لأجل قضاياه ليخوضوا هذه الحرب التي فرضتها قوى التيارات الإسلامي وأقامت ذروتها في أراضيهم لم تترك لهم سوى خيار واحد وهو الشجاعة لمواجهة هذا الواقع وحقيقة أنهم سيذهبون إلى فناء من بعد الظبم، ومن بعد أن فقدوا الثقة في حقيقة التغيير الذي طالبوا به بأصواتهم ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا خيار سوى رد الظلم عن أنفسهم ويواجهوا الظالم ومن بمعيته من المغيب وعيهم.
لقد عمل سلاح الإعلام المضلل على المجتمع المحلي والدولي وخاض هذه الحرب مع أصحاب الولاء والطاعة للنظام الإخواني المتسلط المغتصب للسلطة والثروة وحتى إسم الجيش الذي افرغه من حقيقته كمؤسسة حماة للوطن،
حيث كانت النتيجة تشويه الحقائق والتأثير على الرأي العام وزيادة التوترات والصراعات بل وإفشال كل ما يمكن أن يذيب الفجوات ويؤدي إلى سلام أو وقف نار، إنها حرب السلطة والمصالح ضد أصحاب القضية والحقوق وبئس ما أستخدم فيها من سلاح.
سوما المغربي
يوليو٢٠٢٥