الرئيسيهمقالات

جيش البرهان ادخل الحركة الإسلامية في فخٌ خفي في لعبة الكبار !

‏سليمان ابكر سليمان

اوراق الايام

لهذه الحرب وجهان، فهي لم تكن مجرد حرب بين الجيش والدعم السريع، بل هي فخٌ استراتيجي صُمم بعناية لتقشير طبقات نظام عميق بنته الحركة الإسلامية على مدى عقود كالبصلة التي تُقشر طبقة تلو أخرى. فقد كشف هذا الفخ هشاشة الحركة وفكك اسطورة جيشها المؤدلج ثم فتح الباب لتحقيق حلم أبناء الهامش بالحرية والديمقراطية والعدالة
حلم السيطرة ،بحلول 30 يونيو 1989، تحقق الحلم بانقلاب عسكري جعل الجيش أداة طيعة الإمساك بالمفاصل عمر البشير، في وثائقيات العربية، قال: “الإخوان يمسكون بكل مفاصل الدولة وعندما طلب الترابي من ضباطه الاستيلاء على السلطة، أجابوا سمعًا وطاعة دون نقاش.
كتائب الدفاع الشعبي المتناسلة، إلى جانب شبكات اقتصادية واسعة، جعلت الحركة عصية على الإزالة.
حتى ثورة ديسمبر المجيدة، التي أطاحت بالبشير،

لكن هذا القلعة الحصينة كانت على موعد مع فخ لم تتوقعه. الإطاري هو الطعم في ديسمبر 2022، وُضع الطعم على الطاولة، الإتفاق الإطاري برعاية الرباعية (الولايات المتحدة بريطانيا، السعودية، الإمارات).
كان مطلبًا بسيطًا لكنه قاتل: دمج قوات الدعم السريع في الجيش خلال بضع سنين، وتسليم السلطة للمدنيين.
بالنسبة للحركة الإسلامية، كان هذا بمثابة سكين موجه إلى قلب نظامها العميق الجيش هو درعها، وسيطرتها عليه هو سر بقائها و رد فعلها كان متوقعًا كمن يسير نحو مصيدة: أنس عمر ، القيادي الإسلامي، هدد بـ”دفن الإطاري ومن وقّعوا عليه”.
في إفطارات رمضان 2023، عبأت الحركة قواتها، وخططت لإثارة الفوضى بـ(60) عربة لاندكروزر لاستهداف الدعم السريع بالمدينة الرياضية.
بيد أن هذه النار التي أشعلتها كانت هي بداية سقوطها في الفخ.
الحركة الإسلامية، التي توقعت حسم الصراع في ساعات أو أسابيع، كما عكست تقديرات كوادرها، اصطدمت بواقع قوات الدعم السريع، سيطرت على الخرطوم ودارفور ومناطق بوسط البلاد، واستولت على فرق وألوية ومعسكرات كاملة.
أمين حسن عمر أقر بخسارة آلاف المقاتلين من كتائب “البراء بن مالك” و”البرق الخاطف” و”الفرقان”، بينما
قوات الدعم السريع صمدت فاطالت عمر المواجهة و بحلول يوليو 2025، امتدت الحرب إلى عامها الثالث، مخلفة ملايين من النازحين
الحركة، التي كانت تتفاخر بنظامها العميق، وجدت نفسها عارية، تقاوم لكنها مكسورة.
العقوبات تُضيق الخناق:
الشهر الماضي، الولايات المتحدة أحكمت قبضتها على الفخ بعقوبات جديدة على حكومة بورتسودان، متهمة إياها باستخدام غاز الكلور في 2024، كما ذكرت “نيويورك تايمز”.
هذه العقوبات، جزء من استراتيجية الضغط الأقصى، قيدت الصادرات والتمويل، مما زاد من خنق الجيش والحركة الإسلامية.
قطع العلاقات مع الإمارات في مايو 2025، بسبب مزاعم دعمها لقوات الدعم السريع، عزل الحركة أكثر.
العقوبات استهدفت أيضًا إيران، التي حاولت دعم الجيش بطائرات مسيرة وأنفاق تحت الأرض، مما أضاف طبقة جديدة إلى تقشير البصلة.
الجيش المؤدلج أصبح هشًا والعقوبات الأمريكية تحاصره
من التفاؤل إلى الخيبة هناك وجهان للحرب: تفاؤل البدايات، حيث توقعت الحركة النصر في ساعات، وخيبت النهايات، مع حرب امتدت إلى عامها الثالث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى