استقبال رسمي وشعبي مهيب لقافلة في مدخل الفاشر
نداءات المرأة والإدارة الأهلية: لنبنِ سلامًا بلا قبلية
مشاهد موجعة من المدينة .. منازل مدمرة وجرحى بحاجة لإنقاذ عاجل
تحت شعار (سلام.. سلام دافور سلام) تداعى مجتمع ولاية شرق دارفور لنفرةٍ إغاثية دعماً لأهل مدينة الفاشر بعد تحريرها، وذلك لإطلاق أكبر قافلة إنسانية من عاصمة الولاية، شملت الماشية، والدقيق، والذرة، والزيوت، والأرز، وحب الشاي، والملح.
سارت القافلة عبر ٤ جرارات كبيرة مرورًا بمحطة خزان جديد بشرق دارفور، ثم علاونة بشمال دارفور، وصولًا إلى مدخل المدينة في قرية عرب بشير.

وكان في استقبال القافلة عضو الهيئة العليا لتحالف التأسيس أسامة حسن حسين، ومشرف الإدارة المدنية د. عبدالله جمعة النور، ورئيس دائرة الإعلام الطيب خليل، ونفر من قادة المحاور. وفي موقع آخر كان الاحتفاء الرسمي بحضور ممثل القائد العام لقوات الدعم السريع اللواء حسن محجوب، وقائد الفرقة السادسة الفاشر اللواء جدو حمدان أبو شوك.
تحايا من داخل المدينة
مشرف الإدارة المدنية بالولاية د. عبدالله جمعة النور أرسل تحايا الشكر والعرفان لوفد شرق دارفور برئاسة الوالي محمد إدريس خاطر، وقال إن الولاية عانت من ضربات زبانية الحركة الإسلامية، وإن الأشاوس استبسلوا حتى حُررت آخر قلاعهم في الإقليم.
وأشار إلى أن الفرق الهندسية تعمل حاليًا، والأحياء ما زالت غير مهيأة للسكن، مؤكدًا ضرورة تدفق الإغاثة للمساهمة في البناء والتعمير. وكشف عن عمل فريق فني لإعادة المياه، مع تأمين المدينة عبر الشرطة والشرطة العسكرية، وأضاف أن المدينة الآن خالية من العسكريين.
عيد الشهيد وتحرير الفاشر
ممثل الإدارة الأهلية محمد عبدالله دقل تمنّى استمرار الانتصارات في الفاشر، واقترح أن تكون ذكرى تحرير المدينة عيدًا سنويًا للشهداء.
ممثلة المرأة
قالت ممثلة المرأة إن الزيارة تأتي تضامنًا مع أهل شمال دارفور، مؤكدة أن هذه القافلة هي ضربة البداية، وأن المرأة ستصل إلى كل ولاية تم تحريرها. ودعت بقولها: (خلونا سوا بدون قبلية).
كنين رئيس المبادرة ..
أوضح المستشار كنين، رئيس المبادرة المجتمعية، أن القافلة تحمل ماشية وذرة ودواء وأرز وزيوت ومواد تموينية أخرى، وحيا الأشاوس، وأضاف: “نقول لأهلنا في شمال دارفور إننا نريد بناء جسر تواصل وإعادة سيرتها الأولى”.
في أسواق الفاشر والغرفة التجارية
قال جبارة الحاج، ممثل الغرفة التجارية، إنهم ألزموا أنفسهم بمشاركة أهل شمال دارفور همومهم، مؤكدًا أن المجتمع واحد. وأضاف أنهم جاهزون لفتح الأسواق وإيصال السلع إلى الفاشر.
رئيس مجلس التأسيس المدني
بدأ عيسى عبدالكريم أبو بتحية رئيس المجلس الرئاسي الفريق أول حميدتي ونائبه ورئيس الحكومة، وتحية خاصة لأبو كيعان. وقال: “بعد تحرير الفاشر نكون قد حققنا الاستقلال. الجيش أسسه الإنجليز وظل طوال تاريخه في قتال مع الشعب. جئنا لإسناد أهلنا ومسح دمعتهم، وندعو إلى عودة المواطنين وإلى تدخل المنظمات لتقديم المساعدات”.
قائد الفرقة السادسة
جزم اللواء جدو حمدان أبو شوك بأن النصر قادم في الأبيض والخرطوم، ورحب بوفد شرق دارفور، وقال: “نشكركم على القافلة. ناس الضعين ماتوا معنا في الصف ووصلوا معنا حتى تحرير الفاشر. أرموا قدام.. نحن ناس عمل، وجلابية الكيزان لابد أن نخرجها. أرموا قدام لبناء السودان”.
مدير المكتب التنفيذي للرئيس
عبّر اللواء حسن محجوب عن اعتزازه بتاريخ مدينة الفاشر، مؤكدًا أن ما يهتمون به هو “المَحمل” الذي كان يخرج من الفاشر إلى الكعبة مشاركةً بين كل أطياف المجتمع. وقال إن وصول القوافل شكل بعدًا إسلاميًا وتاريخيًا. وأضاف: “نحن مطمئنون أننا سنتعافى، والوفد يمثل دعمًا معنويًا كبيرًا. نشكر وفد شرق دارفور لاختياره ما تحتاج إليه الفاشر بعد التحرير”.
والي شرق دارفور..
قال الوالي محمد إدريس خاطر: “نستلهم منكم ومن مجاهداتكم تحرير العاصمة التاريخية لدارفور. نتمنى إعادة الفاشر سيرتها الأولى، فهي العاصمة السياسية والتاريخية. باقي السودان مقدور عليه”.
وأكد التزام الولاية بالمساعدة في إعادة الخدمات، مشيرًا إلى وجود ٣٠ طبيبًا ضمن القافلة جاهزين لإعادة تشغيل المرافق الصحية، إضافة إلى مهندسين مختصين بإعادة خدمات المياه. وقال: “لدينا حكومة حقيقية، وما حدث في الفاشر من تضحيات يعني أننا هزمنا جيشًا عمره ١٠٠ عام. نحن جاهزون”.
في المستشفى السعودي..
التقى الوفد بمرضى كانوا على حافة الموت، وجرحى أنقذتهم العناية الإلهية وجهود الأطباء. وكانت المفارقة أن كل الجرحى هم من المشتركة وجيش الفلول.
ممثل مدير المستشفى شكا من الوضع المزري، مؤكدًا وجود سوء تغذية يحتاج إلى تدخل عاجل.
وقالت ممثلة الكادر الطبي: “الوضع تحت الصفر. أنقذوا إنسان ولاية شمال دارفور الذين استخدموا كدروع بشرية. صوتنا سيصل للعالم. أهل الفاشر محتاجين لدعمكم”. ودعت إلى مواساة أهل المدينة ومساعدة المنظمات في تقديم الدواء والعلاج للطرفين.
مشاهد من المدينة
لم تعد المنازل صالحة للعيش بسبب تضررها من المدفعية، وتحولت إلى مبانٍ يلفها الصمت والسكون. لا يوجد مواطن داخل المدينة باستثناء أطرافها، بعد خروج الجميع نتيجة القصف المدفعي المكثف.
روائح البارود ما تزال تملأ السماء، و”رائحة الموت” عالقة في المكان، مع نقل مئات الجثث من بعض المرافق ومستشفى المدينة بعد أن قضى أصحابها بالإهمال وسوء التغذية.



