الرئيسيهحوارات

المدير التنفيذي لبلدية نيالا جبريل عيسى عبد الرحمن تاج الدين في حوار مع (الأشاوس)

بلدية نيالا جاهزة لاستقبال الحكومة المدنية وسنستقبلهم بحفاوة لم يسبق لها مثيل

استقبلنا نازحين من الفاشر والخرطوم، وأقمنا لهم معسكرًا ولكن معظمهم استقر داخل الأحياء

سنبدأ حملات الرش الضبابي والرزازي لمكافحة نواقل الأمراض بالتعاون مع وزارة الصحة

بعض الأحياء تعرضت للتخريب لكن كثيرًا من السكان بدأوا في العودة، بفضل الأمن والتنسيق القائم

تُعد بلدية نيالا واحدة من أقدم البلديات في السودان، وتتكون من عشر وحدات إدارية، وأكثر من (154) حيًّا. تضم سوق نيالا الكبير المعروف عالميًا بقيمته الاقتصادية العالية. وقد تعاقب على إدارتها العديد من المحافظين والمعتمدين والمدراء، وكانت نموذجًا ناجحًا في العمل الإداري والسياسي.

شهدت البلدية مؤخرًا عمليات تخريب واسعة أدّت إلى تدمير بنيتها التحتية بالكامل، ويتولى إدارتها الآن السيد جبريل عيسى عبد الرحمن تاج الدين.

جلست صحيفة (الأشاوس) معه وطرحت عليه العديد من التساؤلات، فجاءت إجاباته مهمة ومحورية.

أجرى الحوار / آدم الجدي

في البدء، نود أن نتعرّف عليك؟

أنا جبريل عيسى عبد الرحمن، المدير التنفيذي لبلدية نيالا. أرحب بالإخوة في صحيفة (الأشاوس) في بلدية نيالا، وأسأل الله أن أكون خفيف الظل على القراء.

حدثنا عن الحدود الإدارية للبلدية والوضع الأمني فيها؟

بلدية نيالا هي البلدية الأم، وواحدة من أقدم البلديات والمحليات في السودان. يحدّها من الشمال محلية نيالا شمال ومحلية بليل، ومن الشرق والجنوب والغرب كذلك محلية بليل، وهي تُشكّل حدوة الحصان للبلدية، وتُعد من أكبر المحليات اقتصاديًا. يقع ضمنها سوق نيالا الكبير، وهو ثاني أكبر سوق من حيث القيمة الاقتصادية بعد الخرطوم سابقًا.
البلدية تتمتع بنمو اقتصادي متسارع، وتربطها طرق قارّي بكل ولايات دارفور ودول الجوار مثل مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
أما من الناحية الأمنية، فالوضع الآن مستقر جدًا، ونتحرك بخطى ثابتة في تعزيز الأمن. المدينة بدأت تتعافى، وانتهت مظاهر التفلت بفضل جهود قوة حماية المدن التابعة للدعم السريع، والشرطة الفدرالية. لم تعد هناك مظاهر حمل السلاح أو ارتداء الكدمول أو إطلاق النار العشوائي، وانخفضت البلاغات المزعجة بشكل ملحوظ.
الوضع الآن أفضل مما كان قبل الحرب، وهذا بفضل تعاون المواطنين والتنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية، وقد طبقنا شعار “اليد الأمينة والعين الساهرة” على أرض الواقع. أصبح التجار يتركون بضائعهم في أماكنها دون خوف، ويجدونها كما تركوها، وهذا دليل على عودة العافية.

ما مدى التنسيق بينكم والأجهزة الأمنية والإدارة الأهلية والغرفة التجارية؟

لدينا تنسيق كامل ومحكم مع كل هذه الجهات، ونعمل بروح الفريق الواحد، ونعقد اجتماعات دورية لمناقشة قضايا وهموم المواطنين وأمنهم واستقرارهم وعودتهم لمنازلهم. صحيح أن بعض الأحياء المجاورة للسوق تعرضت للتخريب، لكن كثيرًا من السكان بدأوا في العودة، بفضل الأمن والتنسيق القائم.

ما هي تحوطاتكم لأمراض الخريف ومحاربة الكوليرا؟

قبل بداية الخريف بدأنا في فتح المجاري، ونقل النفايات، وإزالة الكوش، بالتعاون مع لجنة طوارئ الخريف، وردم البرك، وكلورة مياه الشرب. في الأسبوع القادم سنبدأ حملات الرش الضبابي والرزازي لمكافحة نواقل الأمراض، بالتعاون مع وزارة الصحة، وهناك خطة لتوزيع الناموسيات المشبعة، ونطمئن المواطنين بأن الوضع تحت السيطرة.

كيف تسير عملية تعافي سوق نيالا الكبير؟ وما الضمانات لاستمرار الأمن؟

الحمد لله، وضعنا خطة لعودة السوق منذ شهرين، وبدأ تنفيذها قبل الخريف. الأمن مستتب، وكتبنا إقرارات على أنفسنا بتحمل المسؤولية الكاملة في حماية السوق. لدينا أكثر من 600 فرد و26 عربة من قوة حماية المدن لتأمين السوق، وهو ما وجد تجاوبًا كبيرًا من المواطنين والتجار، والآن السوق يعمل وهذا مؤشر إيجابي.

ماذا قدمتم للجرحى وأسر الشهداء؟

قمنا بواجبنا في دعم جرحى الدعم السريع، ونسأل الله لهم الشفاء العاجل. ووجّهنا تحية خاصة للسيد القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو، والفريق عبد الرحيم دقلو. كما وضعنا رسمًا باسم “دمغة الجريح” في إيصال 15 المالي والرخص، لدعم المصابين. ونتعهد بمواصلة الدعم حتى يتماثل الجميع للشفاء.

ماذا قدمتم من دعم تنموي وخدمي؟

رغم الظروف الاجتماعية الحالية، استمرينا في تقديم دعم مباشر مادي وإغاثي لكل المحتاجين دون تمييز، مع مراعاة أوضاع البسطاء والغلابة.

ما مدى رضاكم عن الانتشار الشرطي وفتح الأقسام؟

الشرطة منتشرة وتؤدي دورها بصورة ممتازة، والمثلث العدلي (الشرطة – النيابة – القضاء) اكتمل، وبدأ أداء مهامه. مدينة نيالا عادت كما كانت، وكل فرد ينال حقه بالقانون، ونحن راضون عن الجهود المبذولة.

ما نوع الجرائم الأكثر إزعاجًا؟

الجرائم التخريبية من بعض المتفلتين، وخاصة سرقة المؤسسات والمرافق العامة. تم القبض على عدد منهم، وفتح بلاغات، وصدرت أحكام قضائية. نحن نتابع وندعم الأجهزة العدلية بشكل كامل.

كيف واجهتم مسألة إيواء النازحين؟

استقبلنا نازحين من الفاشر والخرطوم، وأقمنا لهم معسكرًا في دقريس، ولكن معظمهم استقر داخل الأحياء. رغم ذلك قدمنا خدمات إيواء وإغاثة، ونعمل على تجميعهم في معسكر موحد لتقديم خدمة أفضل. واستلمنا مؤخرًا (45) شاحنة من الدبة محملة بالمواد الإغاثية.

كيف تحمون الموسم الزراعي رغم أنكم محلية غير زراعية؟

رغم أننا غير زراعيين، شاركنا في مؤتمرات فتح المسارات والمراحيل (في تلس وبليل)، وقدمنا رأينا ودعمنا. وشاركنا مع وزارة الزراعة في توفير التقاوى المحسنة والمبيدات، لأن نجاح الموسم الزراعي يعود بالفائدة على نيالا أيضًا.

كيف استقبلتم اختيار حميدتي والحلو لقيادة هيئة التأسيس؟

نُهنئ الفريق أول محمد حمدان دقلو ونائبه الحلو بهذا الاختيار. نحن فرحون، ونرى فيه تأكيدًا على مقولة “الرجل المناسب في المكان المناسب”. بلدية نيالا جاهزة لاستقبال الحكومة المدنية، وسنستقبلهم بحفاوة لم يسبق لها مثيل.

ما هو وضع التعليم والصحة في المحلية؟

التعليم بخير، وقمنا بتهيئة البيئة المدرسية، وسنلزم أولياء الأمور بإرسال أبنائهم. سنوفر الكراسات والكتب، وندعو المنظمات لتوفير وجبة الإفطار للمعلمين والتلاميذ.
وفي الصحة، فتحنا معظم المراكز الصحية بالتعاون مع المنظمات، ولبّى الأطباء نداء الوطن، وعادوا للعمل. الآن المستشفيات تعمل بطاقتها، ونحن راضون عن أدائهم.

متى يتم تأهيل المؤسسات المتضررة؟

نعم، مؤسسات كثيرة دُمّرت، منها رئاسة المحلية التي تحوّلت لثكنة عسكرية. وضعنا خطة لإعادة تأهيل المرافق، وبإذن الله بنهاية العام سنكون أنجزنا الكثير من الإصلاحات.

من أين تحصل البلدية على أموالها؟

كل أموال التسيير من إيراداتنا الذاتية: المحاصيل، الرخص، الإيجارات. لا نتلقى دعمًا خارجيًا، ونأمل في دعم من الحكومة القادمة. نشكر الموظفين والعمال الذين يعملون بلا مرتبات ويكتفون بنثريات بسيطة.

كيف هو حال الرياضة الآن؟

لدينا خطة لتأهيل استاد نيالا، وسنناقشها مع رئيس الإدارة المدنية. هناك نشاط رياضي بالأحياء، لكن عودة الاستاد تمثل أولوية قصوى لنا.

ما هي آلية إدارة الأحياء؟

ندير الأحياء عبر لجان مدنية متطوعة، تؤمن بالقضية، وتركز على العدالة والمساواة. دورها يشمل توزيع الإغاثة وتقديم المساعدة الأمنية، ونتعاون معهم بشكل كامل.

رسالة للمواطنين؟

مدينة نيالا آمنة ومستقرة الآن. نطلب من المواطنين العودة لحياتهم الطبيعية، والتعاون معنا أمنيًا. ندعو التجار للعودة للسوق، وسنوفر لهم المحلات لممارسة نشاطهم.

كلمة أخيرة؟

شكرًا لصحيفة (الأشاوس) التي تكبّدت المشاق لتوصيل صوتنا للعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى