قرارات الشعوب أقوى وأسمى من طموحات النخب ومصالح العسكر

أ. محمد عمارة
اختار شعب جنوب السودان الحرية بدل التراب الواسع، مع اتساع دائرة الظلم والاستبداد. هنيئًا لكم، أشقائي، لكن الوطن ما زال ينزف من بعدكم، ليس بسبب عدوان أجنبي يطمع في موارد البلد أو استعمار، بل من نفس القصّاب أو الجزار ابن البلد، الذي يدّعي الوطنية الزائفة، وبنفس الخنجر الذي قطع به رؤوس أبنائكم وآبائكم، وهم لم يطالبوا بشيء معجز، سوى العدالة أو الحرية، فنلتم الحرية من بعدهم.
طوبى لكل من تمنى الحرية فأدرك التمني، واللعنة للشيطان الأخرس الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء من أبناء وبنات الشعب السوداني.
أحبابي وأشقائي في جنوب السودان الحبيب، لقد كافحتم وناضلتم، وأحفادكم نالوا الحرية، فاليوم احتفلتم بما فعله السابقون الأقوياء.
طوبى لضريح الدكتور جون قرنق دي مابيور، وتمثاله الذي ظل يمثل رمزية النضال في العاصمة جوبا وشرق أفريقيا.
من الوطن الأم نرسل برقيات التهاني لأهل القبور من الثوار، وللأحياء الذين تقاعدوا وهم ما زالوا يحكون روايات النضال، وللذين يقودون السفينة حتى الآن لعبور شعبهم إلى بر الأمان. فهؤلاء رموز لا بد من ذكرها:
الدكتور جون قرنق، سلفا كير ميارديت، إليا جاملوك، بيتر براد، وي ياي مجاك دينق، مجاك أقوت، تعبان دينق قاي، جورج أطّور، وليام نون، كوانين بول،
جون كونق، كول ملونق أون،
باقان أموم، فيتر كاديت، البروفيسور فرانسيس دينق مجوك، الذي لعب دورًا مهمًا في استقلال دولة جنوب السودان. لم يكن دورك مجرد مسرحية في مسرح مؤقت أُقيم في احتفالية صغيرة في مدرسة الثوار، ثم أُسدل الستار، وانتهى المسرح. بل ما زال دورك مستمرًا، يلعبه من بعدك في البلد الأم:
البروفيسور الوليد مادبو
اللواء (م) فضل الله برمة ناصر، أطال الله عمرهما، اللذان ظلا أستاذين للمدرسة الفكرية للسودان الجديد.
ولا بد أن تصل التهاني والتبريكات إلى الذين ساعدوكم في رفع راية الاستقلال:
الشهيد المناضل الأستاذ يوسف كوه مكي رحمة رحومة،
عبيدو عبد القادر حامد مهدي
بري البشاري، عبيدو رحومة،
محمود خاطر، محمد سليمان قور.
شهيد 15 أبريل، المناضل العميد أبكورة محمد فضل الله
تلفون كوكو، أبو جلحة
عبد العزيز آدم الحلو
المهندس محمد جمعة
ياسين ملاح، أبكر موسى حامدين، كوكو الجاز، عزة كوكو
جقود مكوار، سايمون كافي،
أسكيال كوكو، تلودي أسكيال جادين، كوكو إدريس، حسين قنبلة.
هؤلاء هم الرعيل الأول والجيل الثاني من الثوار السودانيين. وإلى كل الذين لم يتم ذكر أسمائهم، وهم قد رحلوا أو ما زالوا أحياء، التهنئة موصولة.
أشقائي في بحر الغزال الكبرى، وأعالي النيل الكبرى، والاستوائية الكبرى، المجد والخلود للشهداء الكرام، والثوار الأوائل، والثوار الذين ما زالوا قابضين على الزناد.
أشقائي الأعزاء، لم نقل لكم وداعًا على الإطلاق، لأننا نأمل أن نبني وطنًا تحت مظلة الاتحاد الكونفدرالي، بعملة موحدة، وجواز سفر موحد، وعاصمة كونفدرالية، سودان خالٍ من الإرهاب، تسوده العدالة والمساواة.
أو لنا خيار آخر، ونحن على دربكم سائرون.
كان عيدكم هذا بمثابة بريق أمل لإخوتكم في الوطن الأم.
إن الثورة التي قادها القائد الفريق محمد حمدان دقلو هي امتداد لثورتكم العظيمة، وانضمام للقائد عبد العزيز آدم الحلو، ونأمل أن تكون آخر حروب الدولة السودانية، وطيًا لصفحات الظلم ذات الظلام الدامس.
ولنا كثير من الأمل أن تنشل هذه الثورة الشعب السوداني من قاع الظلام.
لكم التحية وخالص الود والاحترام.