
نسايم الدُغش
علي يحي حمدون
نترقب في الأيام القليلة القادمة الإعلان عن حكومة السلام والوحدة “تأسيس” والتي تُعتبر بمثابة ضوء في آخر النفق المظلم الذي ظل السودان قابعاً فيه منذ أن نال إستقلاله، حيث تسلطت أقلية علي الحكم والإدارة فيه وأصبحت محتكرة لأدوات العنف فأثارت الفتن والإنقسامات والحروب الأهلية واشعلت الحرب الجارية الآن من أجل أن تحافظ علي إستمراريتها في السلطة.
فجاء فجر ميلاد الدولة السودانية الجديد “تأسيس” كتحالف سياسي عسكري يشمل جميع أطياف وقطاعات الشعب السوداني بتنوعه الفريد المختلف “الإثني والعرقي والقبلي والديني” تحالف يري الكل نفسه فيه لا يُقصي أحد إلا من رفض وشايع المتأسلمون.
تشكيل الهيئة القيادية للتحالف في مطلع الشهر الجاري كانت اللبنة الأساسية لبزوغ فجر السودان الجديد ويعقبها تشكيل المجلس الرئاسي ومن ثم تشكيل حكومة السلام والوحدة التي يظل ينتظرها المهمشون طويلاً الذين حُرموا من أبسط مقومات الحياة بل والحق في العيش الكريم والصحة والتعليم وإستخراج الأوراق الثبوتية.
حكومة تأسيس يقع علي عاتقها الكثير من المهام وتنتظرها آمال عِراض وطموحات الملايين من الشعب السوداني لتُحقق لهم الأمن والأمان وتحميهم من قصف طيران الإرهابيين الغاشم الذي أرّق مضاجعهم طيلة أكثر من عامين، قتل وشرّد الملايين من بيوتهم، فأول أهداف حكومة تأسيس المرتقبة هو حماية هؤلاء المدنيين وتوفير سبل العيش الكريم لهم وخدمات الصحة والتعليم كأولويات ضرورية للحكومة القادمة.
يتزامن إعلان الحكومة مع فصل الخريف حيث معاناة المواطنين في الحركة وكثرة الأمراض وهذا يُحتم عليها أهمية رصف طرق حديثة للربط بين مدن دارفور وكردفان وكباري وممرات ومعابر لضمان إنسياب الحركة التجارية بين السودان ودول جواره لا سيما معبري النعام والرقيبات كأهم معابر الجنوب الشرقي لتوفير متطلبات وإحتياجات المواطنين…
كذلك يقع علي عاتقها توفير التعليم الجيد والترتيب لإمتحانات ثلاثة سنة متراكمة للشهادة السودانية بعد أن ظُلم الطلاب ظلماً عظيماً من قبل حكومة بورتسودان، وكذلك ينتظرها تقديم خدمات صحية متميزة وتوطين العلاج بالداخل.
أما فيما يتعلق بالمجتمع الدولي والمحيط الإقليمي فينبغي علي حكومة تأسيس أن تخلق علاقات متوازنة مع كل الدول مبنية علي المصالح المشتركة بين الشعوب بإتباع سياسات أنه لا عداء دائم ولا صداقة دائمة بين الدول متي ما أقتضت المصلحة يقتضي التعامل سواء علي الصعيد الدبلوماسي أو التجارة الدولية.
خلاصة الأمر أن طريق حكومة تأسيس شائك غير مفروش بالورود فيه العديد من العقبات والعراقيل، بيد أن وجود العزيمة والإرادة الحقيقة والرغبة الصادقة في بناء دولة الحرية والسلام والعدالة المنشودة ستتلاشي كل تلك العقبات وسنؤسس للدولة التي لطالما ظلت تراود جميع الشعب السوداني لعقودٍ مضت.
سنلتقي بإذن الله…