قيمة الأوطان تقاس بحجم التضحيات

سوما المغربي
في الأوقات الفارقة من عمر الأوطان تكون الشدائد و أوقات الأزمات هي دعية الوحدة الوطنية لتصبح هدف أساسي ، وحينها يقف الشعب بكل شجاعة أمام من يريد زعزعة أمنه وأستقراره، إن السلام والأمن والإستقرار الأولوية الأولى لدى الجميع، ويجب الأخذ في الإعتبار أن السلام أتى من بعد التضحيات.
هناك المثل الذي يقول إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، لأول مرة أتأمل في الأمثال وأشعر أن هناك خلل، ربما ليس في المثل ذات نفسه ولكن حقيقة تقبل مجتمعنا للإختلاف أيا كان شكله أو منطقه، أو بالأحرى إحترام هذا الإختلاف.
لماذا لم نتقبل بعضنا بإختلافاتنا كسودانيين حتى وصلنا لدرك أسفل من الرفض لمجتمعاتنا المحلية ورفض تمايز شعبنا بفرقه المختلفة الأجناس، لعمري لقد غرس فينا المستعمر أذم الصفات أصبحنا في بلاد نرفض بني جلدتنا وقبائل بيننا هي منا فبحكم التاريخ أن الأصل لأهل السودان غالبه واحد، قبائل إفريقية رعوية، هذا وصف التاريخ والجغرافيا التي نقرأها منذ نعومة ظفارنا عندما دخلنا المدارس للتعليم، أجيال من القرن الماضي وحتى اليوم تعلمت المناهج ولكن لم تتعلم الولاء للوطن تنشد نشيده ولا تتحدى لأجله المحن، وقد سقطت في كل إمتحان بالمحن حتى حرب أبريل الأخيرة وأسوأ سقوط كان السقوط في فخ العنصرية ونبذ التعايش والتقبل للآخر، إن إحترام إختلاف الطبيعة والثقافة لساكني جهات السودان المختلفة جغرافيا كان يمكن أن يبني جسرا من المحبة والتوافق لا يأتي خلاف بعده ولا تنشب حروب ولا صراعات ولكن لم يفطن أبناء هذا البلد لهذه الكبوة التي حاقت بهم فأنساقوا وراء نسق بالٍ من غرس المستعمرين والمتمصرين وأذيالهم ونسوا أن النيل أفريقي خالص يأتي من تانا وفكتوريا وأرض زنجية بحتة، وما هكذا تؤخذ الجذور، ونحن نسمع من ينادون بالتوجه لإنتماءات مختلفة، كيف السعي لمحاولة بناء كيان جديد،غير موجود في أصله وينبذون لأجله رقعة أرض تمثل ثلاثة أرباع بلادنا من جهة غربها وجنوبها ووسطها، بل يضحون بها في سبيل المطامع والإنتماءات الزائفة، وللأوطان
قيمة، تقاس بحجم التضحيات التي يقدمها أبناؤها من أجل بنائها واستقرارها، قيمة لا تقاس فقط بالموارد الطبيعية أو الموقع الجغرافي، بل تقاس بحجم التضحيات، التي تجعل الأوطان قوية ومستقرة، وتجعل أبنائها فخورين بانتمائهم لها.
سوما المغربي