الرئيسيهمنوعات

الفنان ابو داؤود.. الظاهرة الفنية الخالدة

طوع علبة الكبريت لتخرج ايقاعا يطرب السامعين.

عبد العزيز محمد داؤود ليس مجرد فنان، بل ظاهرة فنية سودانية متفردة. جمع بين الأداء الرصين والطرافة الراقية، وبين الغناء الدنيوي والمديح الروحاني بل هو أحد أركان الذاكرة الفنية في السودان.
سطع اسم الفنان عبد العزيز محمد داؤود الشهير ب(ابو داؤود) ، كأحد أبرز القامات الفنية التي تركت أثراً لا يُمحى، صوتاً وأداءً وأصالة. جمع بين الغناء العاطفي والطرب الأصيل، وبين روح الدعابة وأداء المدائح النبوية بخشوع قلّ نظيره.
ولد عبد العزيز محمد داؤود أبوبكر في مدينة بربر في العام 1927م .. وفي مرحلة ما قبل بداية الفن ، كان قارئاً جيداً للقرآن الكريم وذو صوت جميل وأكثر العوامل التي ساعدت على تنمية وتقوية الصوت والاندماج في هذا العالم هو مواظبته وحضوره على حلقات الذكر والمديح ..
في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، بدأ ابو داؤود مشواره الفني الحقيقي، وارتبط لاحقًا بالإذاعة السودانية مع نشأتها في الأربعينات. امتاز بصوت رخيم ذي مدى واسع وقدرة مذهلة على أداء مختلف المقامات الموسيقية، فهو الفنان الذي حول علبة الكبريت لالة موسيقية تصدر صوتا يشجي اذان السامعين، وكوّن ثنائيًا ناجحًا مع الشاعر حسن الزبير، وقدما معًا أعمالاً شكلت ملامح الأغنية السودانية الحديثة.
عُرف ابو داؤد بطرافته وسرعة بديهته، وكان محط أنظار الحضور في أي مكان، فكان يحول المواقف إلى لحظات طريفة لا تُنسى، ما زاد من شعبيته وقرّبه أكثر من جمهوره. يُروى أن أحد الحضور طالبه بأغنية لم يكن في مزاج أدائها، فرد مبتسمًا: “الأغنية دي في الإجازة السنوية!”
من أرشيفه الزاخر، بقيت أعماله حية في وجدان المستمع السوداني والعربي، ومن أبرزها:
فنجان شاي، زاهي في خدرو،
أجمل حُسن، تعال تا نسمر، مين قساك، هلا هلا بي زولة، صابرين، يا غرامي الأول، أمس الضواي،
الحبيب العائد، مين فتن بيناتنا، حنتوب الجميلة.
كل واحدة من هذه الأغاني كانت لوحة فنية متكاملة جمعت بين الكلمة الجميلة واللحن العذب والصوت الآسر.
وقد كان أيضًا مادحًا محبًا لرسول الله صل الله عليه وسلم. أدّى العديد من المدائح النبوية بصوته الطربي الصوفي، ومنها:
المسك فاح، طالع البدر علينا، صلوا على المختار.
في عام 1984، رحل عبد العزيز محمد داؤود عن دنيانا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا قلّ أن يجود الزمان بمثله. لا تزال أغانيه تذاع، وتُدرّس أعماله في كليات الموسيقى كأمثلة على الأصالة والطرب السوداني الأصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى