
بدر الدين شاشيبا
في البدء أترحم على أرواح الشهيدات والشهداء من شعبنا السوداني الشرفاء الأماجد الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الحرية وتأسيس وبناء دولة المواطنة، الدولة المدنية، العلمانية، الديمقراطية، الفيدرالية.
وأتمنى عاجل الشفاء للجرحى والمصابين، وعودة حميدة للمفقودين، وتحياتي لكل ضحايا الحروب، من نازحين ولاجئين ومشردين، وكل التضامن مع نساء وأطفال بلادي.
أشكر صحيفة “الأشاوس” التي نرسل من خلالها رسائلنا لشعبنا،
فأقول: هنيئًا لنا الانتصارات العظيمة التي تحققت في كل جبهات القتال والنضال ضد جيش المليشيات المنهوب والمسلوب، والمملوك للحركة الاستبدادية الإرهابية الشيطانية، حركة الإخوان المسلمين ونخبها النيلية.
وقد ظهرت هذه الانتصارات جليةً بإعلان تحالف التأسيس، وعلى رأسه القائد العام لقوات الدعم السريع وقائد ثورة التحرير والتأسيس والبناء، سعادة الفريق اول محمد حمدان دقلو موسى، الذي علمنا معاني الثورة والصمود والمجد، حفظه الله.
تقديم لسلسلة مقالات
وعبر صحيفة “الأشاوس” نستطيع شرح كتاب بعنوان:
“نظرة على ثورة 15 أبريل 2023 الحرة: التحديات والحلول”
وذلك عبر مجموعة من الحلقات.
الحلقة الأولى:
مقدمة.. حراك الشعب
هدم دولة النخب النيلية
تماسك الثورة
ثورة 15 أبريل 2023 هي حراك سوداني وطني من أجل التخلص من الأنظمة الدكتاتورية العسكرية والمدنية المنبثقة عن تلك الأنظمة.
ويهدف الحراك بشكل رئيس إلى تأسيس نظام علماني ديمقراطي فيدرالي، وبناء دولة يسود فيها حكم القانون وتتحقق فيها العدالة الاجتماعية لكافة السودانيين دون تمييز في الدين أو اللغة أو اللون أو العرق أو الجغرافيا.
وقد رأيت الحاجة إلى هذا الكتاب من خلال معايشتي لتطلعات أجيال السودانيين، فما أنا إلا ناطق باسم كسب يعود معظمه إلى حراك الشعب السوداني.
حراك الشعب:
لقد تعرض حراك الشعب السوداني للإجهاض مرارًا وتكرارًا، بسبب المؤسسة العسكرية الدموية الفاسدة العنصرية، والتركيبة الطائفية للقوى السياسية، وخاصة نخب المركز التي استخدمت الدولة وأجهزتها وتشريعاتها وإعلامها لإضعاف الحراك المطلبي وكل أنشطة المجتمع المدني.
ولكن بميلاد ثورة 15 أبريل الحرة، التي وجدت ترحيبًا وولاءً جماهيريًا واسعًا شمل كل السودانيين فكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا — وخاصة أهل الهامش الذين عانوا من الاستبعاد والتهميش والاستبداد — انتصر الحراك الشعبي. وقد تمثل ذلك في قوات الدعم السريع، والقوى السياسية الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني، والإدارة الأهلية، والحرفيين، والمهنيين، وبعض حركات الكفاح المسلح، وكافة مكونات المجتمع السوداني.



