الرئيسيهحوارات

مدير عام وزارة الثقافة والإعلام بولاية وسط دارفور شيماء حارن في حوار مع (الأشاوس)

(…..) هكذا أخذنا عن كاهل العسكريين الهم المدني في بداية الحرب قبل أن تتشكل الإدارة المدنية

نسبة مشاركة المرأة غير مرضية والتمثيل الأحادي في الحكومة فرض عليّ ضغوطاً كبيرة

إبراز إعلام المركز لثقافات بعينها أضر بالواقع الاجتماعي في السودان!

ولاية وسط دارفور من أكثر الولايات استقراراً من الناحية الأمنية ولكن…

استلامنا للوزارة كان في مرحلة “صفرية” تمامًا، دون أي بنية تحتية إعلامية. أكبر الضرر وقع على المؤسسات الإعلامية، خاصة إذاعة زالنجي، والتي كانت تضم كادراً كبيراً، لكن الحرب غيّرت كل شيء؛ هاجر كثير من الصحافيين، وتوقف آخرون عن العمل لأسباب سياسية.

بدأنا العمل على تأسيس قاعدة إعلامية جديدة، رغم أن مبنى الإذاعة تدمر بالكامل. بدعم من الراحل اللواء علي يعقوب، استطعنا تحويل الاستوديو إلى موقع جديد بإمكانيات محلية، مستخدمين الأدوات المتبقية وبعض المعدات المنقذة.

واجهنا مشكلة في بث الإذاعة بسبب تضرر أبراج التغطية وسرقتها، فاقتصرنا على بثّ محدود لحاضرة زالنجي. فتحنا باب التطوع للشباب في المجال الإعلامي، وجاء عدد منهم وتم تدريبهم، واليوم الإذاعة تعمل بصورة جيدة بالتعاون مع الإعلام الرقمي التابع لقوات الدعم السريع.

التحدي الآن هو: كيف نُنتج خطابًا إعلاميًا يلبي طموحات المواطن؟ نحن نسعى لوضع سياسة إعلامية جديدة تخدم السلام الاجتماعي وتدعم مشروع الدعم السريع الذي يشكّل مظلة جامعة لأهالي وسط دارفور.

التعبئة العامة وتبصير المواطنين مهام عاجلة للوزارة؟

نعم، هذا دور كبير ومحوري. هناك قضايا كثيرة تحتاج إلى توضيح، ونعمل بإمكانيات بسيطة لتقديم التوعية اللازمة. نحاول الرد على الأسئلة الكبرى: كيف اندلعت الحرب؟ من أشعلها؟ لماذا؟
نجحنا في توصيل كثير من المعلومات للمواطنين، وسعينا لشرح مجريات الأحداث بهدف تعزيز الوعي الحقوقي وسدّ الفجوة بين المركز والهامش.

التوثيق لحقبة الحرب؟

بدأنا فعلاً هذا المشروع، ولدينا رؤية مستقبلية واضحة له. نعمل الآن بإمكانيات محدودة وبأجهزتنا الشخصية. نحن في الوزارة أصحاب فكرة التوثيق ورعاتها، ونؤمن بأهمية المشروع للأجيال القادمة.

أنت كعنصر نسوي في الإدارة المدنية، ماذا يعني ذلك؟

أنا المرأة الوحيدة في الإدارة المدنية، وجئت بناءً على اختيار فني باعتباري إعلامية لها علاقة مباشرة بالثقافة. التمثيل النسوي بالنسبة لي غير مرضٍ، ونسبة الـ(40%) يجب أن تُطبق على أرض الواقع.

وجودي كأنثى وحيدة شكّل ضغطاً كبيراً عليّ، لأن نساء الولاية ينظرن إليّ كممثلة لهن، وينتظرن مني أن أحمل قضاياهن وأطالب بحقوقهن، وأعمل على تنفيذ مشاريعهن، وهذا ما أسعى إليه.

الثقافة والتراث واحدة من أسباب ثورة الحقوق؟

بالتأكيد، المشكلة الجوهرية في السودان هي مشكلة ثقافة. نحن بلد غني بتعدد ثقافاته، لكننا لم نحسن استثمار هذه الثروة. خلال فترة دراستنا في المركز، لاحظنا بوضوح ضعف التسويق للثقافات المحلية، بل وإهمالها عمدًا لصالح ثقافات بعينها.

هل كانت تلك سياسة إعلامية ممنهجة؟

لا أعرف، لكنها أضرت كثيرًا بالواقع الاجتماعي في السودان. نحن في دارفور مثلاً، تهميشنا لم يكن اقتصاديًا فقط، بل ثقافيًا أيضاً.
حالياً، نعمل على تصحيح هذا الخلل، وبدأنا دراسة حول كيفية استخدام الثقافة والتراث كأدوات لتوصيل الرسائل ومعالجة المفاهيم العرقية. نظمنا مهرجانًا ثقافيًا في زالنجي بمشاركة فرق تراثية من مختلف المناطق، وسنتواصل مع هذه المبادرات في المستقبل.

السياحة واحدة من أوجه الثقافة، هل لديكم رؤية للترويج لها باعتبار أن الولاية وجه مميز؟

أولاً، ندعو بقوة إلى وقف الحرب، لأن استمرارها يعني خسارة قطاعات كبيرة من فرص الاستثمار، وعلى رأسها السياحة.
لدينا خطة للترويج للقطاع السياحي في الولاية، ونعمل على توثيق المناطق الجاذبة رغم التحديات.

الأوضاع الأمنية في الولاية، هل هناك استقرار محفز لعمل الجهاز التنفيذي؟

نعم، ولاية وسط دارفور تُعد من أكثر الولايات استقرارًا أمنيًا، رغم بعض الخروقات مثل حمل السلاح العشوائي والارتكازات غير النظامية.
مؤخرًا، أطلقت حملة أمنية لضبط الظواهر السالبة، منها تجارة المخدرات والأسلحة وغيرها من الجرائم، وهي خطوات مهمة لتحسين البيئة العامة.

كلمة أخيرة؟

أشكر صحيفة الأشاوس على إتاحة هذه المساحة.
رسالتي هي: لا بد أن يقف المجتمع صفًا واحدًا مع كل الأجهزة، نحن موجودون لسد الفجوة الإدارية، ونجاحنا يتوقف على التكاتف والانسجام الكامل لتقديم الخدمات وتحقيق الاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى