الإعلام… بين التلميع والمسؤولية

جدالحسنين حمدون
حينما يصبح الإعلام أصفرا ماذا تنتظر منه ؟ وكيف نقدر نطور اعلامًا نزيهًا ذا مصداقية وعقلانية، يعطي من أعطي وينصف من أنصف و أوفى للمؤسسة، ويخزي من خزل؟ متى يتوقف الإعلام المدفوع عن تلميع الآخرين رغم الإستخفاف بعقل المتابع للشأن ؟ متى يكون الإعلام عامل بناء يحث أصحاب الشأن على ألامن والأمان والتقدم والتنمية والتماسك ويؤدي رسالته النبيلة.
لأن الإعلام النزيه المهني هدفه واضح، يعرض مجريات الأحداث والقضايا عرضا أمينا، ويقف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف التي يتعامل معها، فلا يلمع مسؤولًا على حساب مؤسسة، ولا على حساب القيادة فتحدث تداعيات خطيرة على إستقرار النظام المتبع، ولا يجامل في مصداقيته ويبرز دور من لا يستحق على حساب الآخر. فالأعلام همه الوصول إلى الحقيقة، فليس همه إحداث سبق صحفي، ولا هدفه تشويه جهة يختلف معها في الرؤى، ولا يستخدم من أجل تحقيق مآرب شخصية للتكسب.
فكم من شخصيات ارتقت وأصبحت ذات ثقل سياسي، كان وراؤها قلم أسود مبتور مباع في سوق الصحافة الصفراء، فتزوير الحقائق وتغير الواقع، والإستخفاف بالعقول التي أصبحت شبه غائبة عن الوجود، وترويج الأكاذيب، فكم من مجتمعات سقطت بفعل إعلامها المزور للحقائق، وكم من مجتمعات ستسقط بأقلامها الرخيصة المندسة؟ فمتى وصل الفساد والإنحطاط إلى الإعلام فقد وصل إلى كافة المجتمع.
إن المتتبع لما ينشر هناك وهناك يلاحظ العديد من أشكال النفاق، التطبيل، والخداع والضحك على عقول البسطاء، وتلميع بعض الأشخاص الذين لا يستحقون الوجود على الساحة السياسية حيثُ إنهم يدفعون مبالغ مادية أو هدايا لهؤلاء الذين يديرون هذه الصفحات، وذلك لنشر أشياء وترويج إشاعات من أجل شهرتهم، على جهد وحساب الآخرين، والضحك على عقول البسطاء، مما لا شك فيه أنّ الإعلام يسهم في تشكيل أفكار أهل البلد، وهذا التشكيل إما أن يكون عامل بناء يحث على التقدم والتنمية والتماسك، وإما أن يكون عامل هدم يحدِث اضطرابًا وقلقًا فكريًّا واعتقاديًّا بل واجتماعيًّا.
إنتباهة أولى:
نسعى الى إعلامًا نزيها يلتزم بالصدق والموضوعية، ونقل الحقائق كما هي دون تلميع أ تحيز أو تضليل، مع مراعاة وانصاف الموازين والتوجيه الصحيح، لتقديم وجهات نظر متعددة ومختلفة، ويكون شفافًا في مصادره وعملياته، وتجنب إستغلال السلطة أو التأثير.
إنتباهة أخيرة:
قراءت مقالًا للإعلامي الحربي البطل المغوار “يس أحمد” بـ عنوان:(هل القيادة تعلم بما يدور داخل الاعلام؟) مقالا جدير بالقراءة.