مشاهد ومواقف
بقلم: عبد الله إسحق محمد
اليوم نفرد هذه المساحة للزميل الغالي يحيى شقيفات، رئيس تحرير صحيفة الصيحة السابقة، وهو من الولايات المتحدة الأمريكية، لأنشر مقاله عن مسيرة نيالا البحير.
عبّرت جماهير ولاية جنوب دارفور في محلياتها المختلفة عن ترحيبها بتكوين حكومة تأسيس، وذلك بالخروج في مسيرات جماهيرية خاطبها رؤساء الإدارات المدنية وقيادات الإدارة الأهلية.
وقد خرجت محليات تلس، دمسو، الفردوس، برام والعاصمة الإدارية نيالا في موكب مهيب. وقد خاطب جماهير تلس القيادات الرسمية والشعبية، وتحدث ناظر الفلاتة الفاتح السماني مبشّرًا بالعهد الجديد، مع جماهيره التي سدت عين الشمس. وقد تلحق بهم سرقيلا، والتي يعرفها الشيخ الأمين محمد أحمد قيد (عكاشة) المقيم في ألمانيا، بمعنى “سار وقيلاً”، ونأمل من الشيخ قيقر، وقيد، ودكو، وكبس، وشنب أن تدكّ سنابك خيلهم ساحة السحيني بنيالا دعمًا لرئيس الإدارة المدنية الذي خرج من ذات الأمصار.
وأثارت مشاهد الفرحة والاحتفالات التي عمّت جنوب وشرق دارفور ومناطق السودان الجديد تفاعلاً واسعًا في مناطق السيطرة ودول الجوار، فقد خرجت نيالا بجميع أطيافها وعبّرت عن الحدث المهم في تاريخ البلاد منذ الاستقلال. وقد شاهدنا المشاعر الجياشة والفرحة العامرة لمواطني نيالا بهذا الحدث الفارق في تاريخهم وتحريرهم من نظام جثم على صدورهم لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، وأن قتالهم تكلل بالنصر المؤزر، وأشرقت شمس جديدة على نيالا المحررة ودارفور التي استعادت مجدها بجهود أبنائها الشجعان وإصرارهم على الحياة الكريمة.
وما حدث بنيالا، العاصمة الإدارية لحكومة تأسيس، حدث كبير يستحق الوقوف والنظر والقراءة من زوايا مختلفة.
وقبل ذلك، تحية إجلال وإكبار للشهداء الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم الطاهرة الزكية، ولكل شهيد سقط على درب النضال، وكل روح ارتقت لتحمل الأمل في سماء الحرية.
التضحيات التي قدمتموها لن تذهب سدى.
وها هي “تأسيس” تحقق ما حلمتم به، وكنتم مؤمنين أن الشعوب حين تنهض، لا تقف أمامها جيوش الطغاة أمثال كرتي وبرهان.
شبابنا بدمائهم الطاهرة مهّدوا للوصول إلى مثل هذا اليوم، منهم:
العزيز الشهيد القائد حسينو الدومة حسين سعيد أبو عسل وابنه عثمان ود الفاشر
الشهيد علوّة عيسى رابح، وشقيقه الفاتح عيسى رابح، أبناء حي الثورة جنوب بالفاشر
الشهداء البيشي، وأحمد خدام، وابنه جدو، وداقوش، الضي، وقرن شطة، وسيد الشهداء علي يعقوب، وفضل النافي، وود الإداري، وفتحي بناني دكو ابن سرقيلا
شيريا، وفلجناق… والقائمة تطول.
لهم المجد والخلود.
قادمين من خور رملة، الجنينة، زالنجي، حي الوحدة (حي الأبالة)، وحي المنارة بالفاشر، وبقية السودان الكبير من النيل الأزرق إلى وادي النخيل، وصلوا أرض المعركة قليلي العُدة والعتاد، مسلحين بالإرادة والإيمان. لم يدخروا نقطة عرق أو قطرة دم في سبيل التحرير.
وعندما خُيّروا بين أنفسهم وانتصار المشروع، قدموا أرواحهم فداءً للقضية التي تُوّجت بقيام تحالف السودان التأسيسي وإعلان حكومته المدنية المتجهة لإقامة التحول المدني الديمقراطي المنشود.
والتحية للجنة المنظمة، ولجماهير جنوب دارفور، ولرؤساء الإدارات المدنية:
المقاتل يوسف عوض الله عليان، رئيس الإدارة المدنية لولاية غرب كردفان
الأستاذ محمد إدريس خاطر، رئيس الإدارة المدنية لولاية شرق دارفور
الأستاذ يوسف إدريس يوسف، رئيس الإدارة المدنية لولاية جنوب دارفور
الدكتور حذيفة عبد الله أبو نوبة، رئيس المجلس الأعلى للإدارات المدنية، ورئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع
لدورهم الكبير في الحراك الجماهيري، وسهرهم المتصل للعبور بالمشروع إلى غاياته.
ومعًا لبناء سودان خالٍ من التهميش والكيزان، يؤمن بالمؤسسة والتنوع واحترام الآخر.
ومعًا لبناء سودان جديد يتساوى فيه الجميع.
بقلم: الغالي يحيى شقيفات



