الرئيسيهحوارات

البرلمانية الطبيبة خديجة الشيخ… أول (عمدة) امرأة في الإدارة الأهلية تحكي أيامًا عصيبة مع الحرب

الحرب الأهلية بالجنينة لم تترك شيئًا… وبإصرارنا تحولت الفتنة إلى مشروع فريد للتعايش اليوم

حركنا عيادات متنقلة للقرى… ومن المفارقات أن البعض لم يشاهدوا طبيبًا أو يتلقوا علاجًا من قبل!

عند اشتداد الصراع آوينا 150 امرأة تحت سقف واحد… في مبادرة كسرت حواجز القبيلة.

كنا على خط النار لإنقاذ أرواح المصابين… وهذه قصص إصرار في أصعب اللحظات.

في الجنينة بغرب دارفور، وبين جراح الحرب وأحلام السلام ورتق النسيج الاجتماعي، برزت الطبيبة خديجة الشيخ يوسف كصوت نسائي قوي وناشط مجتمعي فاعل، تحمل على عاتقها مسؤولية إنقاذ الأرواح، ترميم النسيج الاجتماعي، وكسر الحواجز أمام مشاركة المرأة في العمل الأهلي والإدارة الأهلية. خديجة تكشف لنا في هذا الحوار تفاصيل مثيرة عن تجربتها المليئة بالتحديات، ومواقفها في أصعب لحظات الحرب، ورؤيتها لمستقبل الإقليم والسودان.

مرحباً بكِ دكتورة خديجة، دعينا نتعرف عليكِ عن قرب؟

أنا دكتورة خديجة الشيخ يوسف، اختصاصية الأمراض النفسية، عضو المجلس التشريعي، وناشطة مجتمعية. كما أنني عضو المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بولاية غرب دارفور.

الحرب القبلية التي شهدتها الولاية… خلقت حالة من التكاتف المجتمعي؟

الحرب القبلية في مدينة الجنينة كانت امتحاناً قاسياً. فقد خلّفت دماراً واسعاً، وتناثرت الجثث على الطرق، فيما عانى الجرحى من تعطل المرافق الصحية. في تلك اللحظة، تحرك الشباب بمبادرات إنسانية لإنقاذ الجرحى وإيواء النساء الخائفات، ثم بدأنا في تنظيف الشوارع من الجثث التي خلّفها الصراع.

من هنّ النساء اللواتي قمتنّ بإيوائهن؟

كانت هذه المبادرة جسراً للتقارب بين الطرفين المتنازعين. النساء اللواتي أُوين كنّ من أهلنا المساليت، وقد استضفنا 150 أسرة داخل منازلنا أثناء الحرب حتى رحلوا إلى دولة تشاد. ما زال التواصل قائماً، ونتمنى عودتهم طواعية إلى أراضيهم سالمين.

ماذا عن جهودكِ المهنية لدعم المواطنين؟

أنشأنا عيادة متنقلة لعلاج سكان القرى البعيدة، وبعضهم لم يتلقَ علاجاً من قبل ولم يرَ طبيبة ترتدي (الكوت) الأبيض. كما جهزنا أدوات للتوعية الصحية. خلال الحرب، خاطرنا بحياتنا لإنقاذ المصابين في المستشفى الوحيد. أقمنا ورشاً لتدريب الممرضين على مهارات جديدة، بدعم من نساء المجتمع والشيخات والميارم.

شاركتم كبرلمانيين وناشطين مع حكومة الولاية في أعمال إعادة الإعمار؟

نعم… بعد توقف الحرب، لم نجد سوى الدمار، فبدأنا بترميم المرافق العامة مثل أمانة الحكومة، بعض الوزارات، ومفوضية العون الإنساني. نعتبر أنفسنا في حالة استنفار دائم من أجل خدمة القضية.

عضويتكِ في الإدارة الأهلية تُعد سابقة فريدة… كيف تحقق ذلك؟

أنا عضو منذ 2019، ولأول مرة تمثل امرأة في الإدارة الأهلية، ويمكن أن تقول إنني “عمدة”. أشكر السيد حامد الضواي الذي دعمني، وأدين بالامتنان لرئيس المكتب ونائبه لوقوفهما الدائم إلى جانبي.

ما هي أبرز جهودكِ لوقف الحرب؟

ركزنا على التوعية بأهمية السلام، لأن من يرفضه خاسر. نرفع صوتنا: “لا للقبلية، لا للجهوية، نعم للتعايش السلمي”.

ما رأيكِ في حكومة التأسيس؟

وصولها كان ثمرة تضحيات كبيرة، فأنا فقدت والدي وابني شهيدين. نفتخر بالقائد محمد حمدان دقلو ونائبه عبد العزيز الحلو لكونهما من أبناء المهمشين. نطالب الحكومة القادمة بإنصاف المرأة وتنفيذ نسبة الـ40% المنصوص عليها في الدستور.

رسالتكِ للمقاتلين؟

نبارك لكم صمودكم، ونقول: “قدام بس”، نحن معكم حتى آخر نفس دفاعاً عن الوطن.

ما أبرز إنجازاتكِ في خدمة المجتمع؟
وضعنا تدابير قانونية صارمة لمكافحة العنف اللفظي والجسدي، وساهمنا في إعادة النازحين إلى مناطقهم. اليوم، الجنينة أصبحت مدينة تسع الجميع.

ورسالتكِ الأخيرة للقائد حميدتي؟
نبارك لك قيادة حكومة التأسيس، ونوصيك بالأرامل والأيتام والمهمشين، ونسأل الله أن يحفظك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى