تقاريرسوما المغربي

هل تذهب دبي في اتجاه تأييد حكومة (تاسيس)؟

الإمارات ردة فعل على تصعيد نظام بورتسودان .. هل يصمد البرهان امام العواقب؟

تقرير سوما المغربي

ظلت دولة الإمارات تسعى دوماً لبناء شراكات قوية ومستدامة مع السودان، وتعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.
ومع ذلك، هناك توترات بين حكومة بورتسودان ودبي بسبب اتهامات من حكومة الامر الواقع للإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه دبي بشدة، وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف الإسناد والدعم الإماراتي للسودان وعبر منافذ حكومة بورتسودان وقنواتها الرسمية. وقالت الخارجية الإماراتية في بيان لها: ” تُعرب دولة الإمارات عن رفضها القاطع للمزاعم والاتهامات الباطلة التي وردت في البيان الصادر عن سلطة بورتسودان، والتي ادعت زوراً تورط دولة الإمارات في النزاع الدائر في السودان، عبر دعم مزعوم لجهات أو عناصر مسلحة.. وتؤكد دولة الإمارات أن هذه الادعاءات، التي تفتقر إلى أي دليل، لا تعدو كونها مناورات إعلامية هزيلة تهدف إلى تشتيت الانتباه عن مسؤولية هذه السلطة المباشرة في إطالة أمد هذه الحرب الأهلية التي امتدت إلى أكثر من عامين وإفشال كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق السلام في السودان”.

_ سياسة الإمارات تجاه السودان

اتجاه الإمارات في سياستها الحالية تجاه السودان يركز على عدة محاور رئيسية تشمل
دعم جهود وقف الحرب والوقوف إلى جانب الشعب السوداني حيث تدعو دبي إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، وتسعى إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة من خلال العودة إلى المسار السياسي وتكثيف الجهود المشتركة للدفع نحو وقف الصراع.
كما تقديم المساعدات الإنسانية وقد قدمت الإمارات تعهدات بدعم الشعب السوداني، حيث تعهدت ب 100 مليون دولار في مؤتمر باريس بشأن السودان، وتوفر الإمارات مساعدات إنسانية وطبية للمتضررين من الحرب.
وكذا حماية المصالح الإماراتية حيث تسعى لحماية مصالحها الاقتصادية في السودان ومنطقة القرن الأفريقي، وتعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع السودان.
والأهم مكافحة الإرهاب فهي تُعطي أهمية لمكافحة الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي، وتعمل على تعزيز التعاون الأمني مع دول المنطقة.

_ أزمة جديدة تفجر الخلافات

الاسبوع الماضي أوقفت الإمارات الطيران الي السودان من بعد اتهامات بنقلها مرتزقة الي قوات الدعم السريع، حيث جاء هذا القرار جاء في ظل توترات متزايدة بينها وحكومة بورتسودان، حيث نفت الإمارات هذه الاتهامات وأكدت على دعمها للسودان ووحدته وضرورة إحلال السلام فيه.

_ هجوم وتصريحات سابقة..

مساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا،، قد أدلى بتصريحات نارية ضد الإمارات العربية المتحدة، حيث اتهمها بدعم قوات الدعم السريع في الحرب التي تدور في السودان. هذه التصريحات تأتي في سياق تصاعد التوترات بين السودان والإمارات، حيث تنفي الإمارات هذه الادعاءات وتدعو إلى إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية.
شن العطا هجومًا مباشرًا على رئيس الإمارات، محمد بن زايد، كما هدد العطا باستهداف أمن دبي القومي إذا استمرت في دعم قوات الدعم السريع حسب قوله.

ردود الفعل على التصريحات..

نفت الإمارات الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة موقفها الداعي إلى إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية.

_ مواقف تدعو للنظر فيها!

يرى البعض أن موقف الإتهام من حكومة السودان للإمارات هو جزء من تعطيل الآلية الرباعية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. ومن الممكن أن يكون موقف الاتهام من حكومة السودان للإمارات جزءًا من تعطيل الآلية الرباعية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات ومصر، والتي تهدف إلى إيجاد حلول سياسية للأزمة في السودان. لاسيما أن الإتهامات المتبادلة بين السودان والإمارات قد تعيق جهود هذه الآلية وتؤدي إلى تعقيدات إضافية في حل الأزمة.

_ صراع المحاور والإقليم..

سعي الإمارات لمحاربة التطرف وجماعة الإخوان المسلمين يأتي في إطار استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة. الإمارات تعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وقد اتخذت إجراءات صارمة ضدها في الداخل والخارج، حيث أدرجت الإمارات جماعة الإخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية، ومنعت أي تعامل معها أو دعم لها. وتسعى الإمارات لمكافحة الفكر المتطرف والتشدد في السودان، من خلال دعم جهود الاستقرار والتنمية في المنطقة وتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية للشعب السوداني.

_ للتصعيد المضاد نحو بورتسودان؟

الراجح من المشهد العام أن الإمارات تتجه نحو التصعيد مع نظام بورتسودان، خاصة بعد اتهامات متبادلة بين الطرفين. حيث الحكومة السودانية اتهمت الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، بينما نفت الإمارات هذه الاتهامات. هذا التصعيد قد يؤثر على جهود حل الأزمة في السودان.
وأبرز التطورات بذلك هي قطع العلاقات الدبلوماسية حيث قرر سابقاً مجلس الأمن والدفاع في بورتسودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، واصفًا إياها بـ”دولة عدوان”.
كما كانت سابقة شكوى إلى محكمة العدل الدولية فقد تقدمت احكومة بورتسودان سودان بشكوى ضد الإمارات إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، وقد نفت الإمارات الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة دعمها للسودان واستقراره.

_ الفرص الحالية وتبدل المواقع

تساءل المراقبين للأحداث عن موقف الإمارات من حكومة التأسيس من بعد توتراتها مع حكومة بورتسودان، ويرى المحلل السياسي والصحفي محمد احمد موسى “أن نهاية المواجهة الدولية بين الإمارات وحكومة بورتسودان قد يكون بداية التعاون الدولي والقبول بحكومة تأسيس التي مثلت كيانات وتنظيمات عريضة من الشعب السوداني ووجدت التأييد الجماهيري” .
وذهب البعض إلى أنه قبول ضمني فيبدو أن الإمارات قد قبلت ضمنيًا بحكومة التأسيس المعلنة من قبل الدعم السريع والحركة الشعبية جناح الحلو والكيانات المشاركة، خاصة وأنها لم تعلن رفضًا صريحًا لهذا الإعلان.، لاسيما أن الحشد والتاييد الشعبي وتأكيد حكومة تأسيس أنها حكومة لكل السودان تنتزع شرعي حكومة بورتسودان مما يزيل مخاوف من التقسيم التي تقف عندها بعض الدول التي لم تبادر بعد لإعلان قبولها لحكومة تأسيس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى