الرئيسيهعلي يحي حمدونمقالات

علي يحي حمدون يكتب: ومن ثم يُحدّثونك عن الوطنية…!

نسايم الدُغش
علي يحي حمدون

من سخرية الأقدار أن يتحدث هاربو بورتسودان عن الوطنية وهم الذين باعوا كل شيءٍ من أجل الاستمرار في قمع الشعب والاستيلاء على السلطة، يوصفون غيرهم بالعمالة وهم إليها أقرب من أي شخصٍ آخر، رهنوا كل شيء من أجل المحافظة على كرسي الحكم.
هاهي الأيام تفضحهم وتكشف عمالتهم وخيانتهم لشعبهم ووطنهم عندما اعترفوا بسيادة مصر على مناطق سودانية: (حلايب، شلاتين وأبو رماد) قبل اجتماع ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، مع التعهد بعدم إثارة الموضوع في أي محفل دولي، بما يعني أن العمالة تجري في عروق هؤلاء الأوباش.

لا يمكن لسلطة انقلابية لا شرعية لها جاءت بفوهة البندقية أن تبت في أمر هذه المناطق السودانية، وأن التنازل عنها هو خيانة عظمى وعار تاريخي لا يُمحى من سجلهم. لا يمكن التنازل أو المساهمة عن هذه المناطق فهي سودانية بالتاريخ والماضي التليد.

أراضي حُررت ورويت بدماء الشهداء الأكرام لا يمكن أن نُفرط فيها بهذه السهولة، لكنهم المتأسلمون من أجل السلطة يمكنهم فعل أي شيء، فهم بلاء أخلاق وبلا شرف وبلا وطنية، أني لهم ذلك وهم لم ينالوا شرف الدفاع عن الوطن في حقبة الاستعمار بل كانوا خانعين له عملاء منذ الأزل، وأن المستعمر نفسه ورّثهم السلطة تكريماً لعمالتهم ضد أوطانهم وشعوبهم.

ومن ثم يُحدّثونك عن الوطنية..! أي وطنية تلك التي تجعلك تعترف وتتنازل عن جزء من أرضك وإرثك لدولة أخرى ظلت وعلي الدوام تعتبرك باحة خلفية لها مليئة بالثروات والخيرات ملكاً لها دون منازع.

يُحدّثونك عن الوطنية وهم يتنازلون عن نبض الدولة وكينونتها وتاريخها العريق من أجل إمداد عسكري لزهق أرواح بريئة أخرى، فهم العملاء والخونة الذين خانوا أوطانهم وشعوبهم.

ومثلما قلنا مراراً وتكراراً أن طريق حكومة السلام الانتقالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى