انها حرب نرفض فيها فكرة لا غالب ولا مغلوب

جد الحسنين حمدون
حرب رفضت بكل معاييرها فكرة لا غالب، ولا مغلوب !!.. انها المعركة التي تثبت لنا الوجود أو عدمه… ودفعنا فاتورتها رجال أبطال لن تلدهم حواء السودان أمثالهم إلا من سلالتهم.
حرب فرض علينا أن ننال فيها أحد الحسنيين النصر، او الشهادة كما يرددها أشاوسنا كالوِرد (إتنين بس) وأصبحت هذه الكلمة مصدر إلهام لأطفالنا في الأرياف والفرقان… لم تمر بقرية او فريق او مدينة إلا وتجد أطفالها يشيرون إليك بأصابعهم، (السبابة، والأوسط) مرفوعة عالية كطموحهم مشيرةً الى النصر او الشهادة،.
لم تنته هذه الحرب بعد أن عاثت قذائف المجرمين التي أشعلوها خراباً في المدن والأرياف على مدى سنوات من القتل والدمار.. ولم ينجلي غبارها عن أشلاء مئات الأطفال والنساء والعجزة !..وظلت صرخة القتلى تدوي عالية في فضاءات لم يسمع لها صيت من مجلس الأمن ليحجب عنهم هذه الآلة القاتلة.
لقد كانت حرباً بين مجتمعين، مجتمع ظالم توفرت له كل مقومات الحياة على حساب دولة عصابة النخب النيلية وأصبحت موارد الدولة وسلطاتها ورثة لهم يتقاسمونها بينهم!! ومجتمع مظلوم، مهمش، مُغيب عنه الوعي عنوة، لكي لا يدرك ما يحاك ضده ويظل عبداً مطيعا خادما لسيده… أكثر من أن تكون حرباً بين جيش مسلوب الإرادة من قبل العصابة النيلية و قوات ولدت من رحم تلك المجتماعات المهمشة لتشق عصاة العبودية لتغيير قواعد اللعبة القذرة التي أنهكت الشعب منذ عشرات العقود..
إنتباهة:
الفارق أن عصابة الجيش حين كانت تدمر منازل المواطنين والأبنية التحتية بالطيران المصري، كان الدعم السريع، يدمر مدرعاتها ودباباتها ويهوي بطيرانها الغاشم على الأرض.. وحين كانت عصابة الجيش تقتل المدنيين العزل كان الدعم السريع يفتك بالعصابة الدموية.
إنتباهة أخيرة:
لقد كسرت هذه الحرب عظام هذا النظام الإثني السميك وأزالت عنه براقعه وألوانه المختلفة، وفي هذه الحرب كسر عظم المؤسسة العسكرية التي ولدت من رحم ذاك المجتمع الظالم.