
علي يحي حمدون
قاصفو المساعدات الإنسانية…
كعادته في قصف المساعدات الإنسانية ظل الجيش السوداني المؤدلج أحد أكبر العقبات في وصول المساعدات الإنسانية لمناطق كردفان ودارفور، فقد قصف قافلة المساعدات الإنسانية في مدينة مليط بشمال دارفور وهذه لم تكن الأولي أو الثانية فقد درج علي فعلها مِراراً وتكراراً أمام مرئ ومسمع العالم والمنظمات الإنسانية التي يظل يُناشدها بإسم الإنسانية وهو عدو الإنسان الأول بلا منازع.
لم يُفيد شجب العالم وإدانته للجيش في قتل عُمّال الإغاثة وحرق المواد الغذائية فيه، لأنه لا حسيب عليه ولا رقيب فمن أمن العقاب ساء الأدب، وفي المقابل نجد تلك المنظمات تتعامل ببرود منقطع النظير كما لو أن هذه الأرواح لا تعنيهم في شئ.
الجيش السوداني أحد أكبر مهددات السلم والأمن الدوليين أولاً لإحتوائه علي الجماعات الإرهابية المتطرفة وثانياً أنه يمثل عقبة أمام إيصال المساعدات الإنسانية، فالدعم السريع كمؤسسة سبقت الجيش السوداني في مجال العون الإنساني وتأمين المساعدات الإنسانية بشهادة العالم نفسه، الدعم السريع لم يغلق المعابر الحدودية التي تقع تحت سيطرته لسبب جوهري وهو تأمين المساعدات ووصولها لمستحقيها، بخلاف الجيش الإرهابي الذي يُبيع المساعدات الإنسانية في الأسواق ويستخدمها كسلاح لتجويع المواطنين.
علي المجتمع الدولي أن يُدين وبشكل واضح وصارم هذا السلوك البربري الإرهابي للجيش السوداني علي قوافل المساعدات الإنسانية والعاملين في الحقل الإنساني، فقد اتضح جلياً من هو العائق أمام وصولها ومن الذي يقصفها، وفي المقابل من الذي يحفظها ويأمنها لمناطق وصولها.
إن إستمر المجتمع الدولي في هذا التخاذل فسيتمادي هذا الجيش أكثر، لذلك يجب إيقافه في حده، ومعاقبته علي أفعاله، وكعادة الدعم السريع الذي يحاول ويجتهد في عكس الجانب المظلم والبائس لأعمال وأفعال الجيش ليعلم العالم حقيقته ونواياه الخبيثة تجاه المواطن، فهل ستري أعين المجتمع الدولي ذلك، أم أنهم سيغُضون الطرف ويستدلون الستار بلا حياءٍ أو وازع أخلاقي عن مأساة المواطن التي قاربت عامها الثالث.
سنلتقي بإذن الله…