الرئيسيهجمعة حرازمقالات

جمعة حراز يكتب: جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الجيش الإرهـ.ـابي في السودان

مرة أخرى، تتكشف أمام العالم الصورة الحقيقية لجيش الحركة الإسلامية الإرهابي في السودان، الذي يواصل مسلسل جرائمه ضد المدنيين، ويثبت بجلاء أن يده ملوثة بدماء الأبرياء وعملية عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

ففي يوم الأربعاء، أقدم الطيران الحربي التابع للجيش على استهداف قافلة إغاثية لبرنامج الغذاء العالمي مكوّنة من 16 شاحنة داخل حظيرة جمارك مليط، مما أسفر عن تدمير شاحنتين كاملتين. ولم يتوقف العدوان عند ذلك، بل طال سوق المدينة والنقطة الجمركية، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين في جريمة حرب مكتملة الأركان.

هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق للجيش الإرهابي أن استهدف في الثالث من يونيو الماضي قافلة إغاثية بمدينة الكومة. واليوم، يعيد ذات المشهد في مليط، ليؤكد أنه يسير وفق نهج ممنهج لتعطيل وصول المساعدات الإنسانية وحرمان ملايين المحتاجين في دارفور وكردفان من حقهم في الغذاء والدواء.

إن استهداف القوافل الإنسانية والمنظمات الدولية يعكس السلوك الإرهابي البغيض لجيش الحركة الإسلامية، ويجسد بوضوح عقليته العدائية تجاه الشعب السوداني، حيث لم يعد يرى في المدنيين سوى هدف مشروع لآلته العسكرية.

هذا النهج الإجرامي يضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وإنساني حقيقي:
هل سيواصل الصمت والتغاضي عن هذه الجرائم البشعة، أم سيقف موقفًا حازمًا يدين الاعتداءات بوضوح، ويفتح تحقيقًا عاجلًا لمحاسبة المجرمين، ويمارس ضغوطًا لوقف الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني؟

إن تجاهل مثل هذه الانتهاكات يعني فقط تشجيع مرتكبيها على التمادي في قتل الأبرياء ونسف كل الجهود الرامية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الإقليم المنكوب.

لقد بات جليًا أن الجيش الإرهابي هو العائق الأكبر أمام وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين، وآن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه شعب يُقتل يوميًا بصمت العالم وتواطؤه غير المعلن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى