القيادي الشاب بإعلام الدعم السريع يوسف عبد الله في حوار مع “الأشاوس” (٢-٢)

أستغرب حديث إهمالي للإعلاميين على حساب المؤثرين (اللايفاتية)، وهذه هي الحقيقة
لم نفقد في بداية الحرب الناطق الرسمي وحده، بل فقدنا 480 ضابطًا من المؤسسة العسكرية في لحظة!
للقائد مشغوليات، ولكننا ننتظر بشغف أن ترى توصيات ورشة الإعلام النور قريبًا
نأمل أن تستقيم الأمور قريبًا بما يدعم تطوير الرسائل الإعلامية للمؤسسة
منظومات الدولة القديمة القائمة على الاستهداف والتشويه يجب أن تذهب ولكن ….
حوار : سوما المغربي
كنت من المستهدفين من إعلام الفلول..؟
نعم، ومرد ذلك الاستهداف أنني كنت أسعى لاستقطاب وتأهيل الداعمين لمشروع الهامش بعيدًا عن الأسماء وإعلام النخبة المعروفة، ولم تكن لي قناعة بهم. كنت مصممًا على أننا كأبناء الهامش قادرون على قيادة إعلام جديد وحقيقي. والآن تمكنا من إحداث نقلة نوعية عبر شباب المشروع لبث رسائل متنوعة تدعم صناعة إعلام جديد ينتمي إلى مشروع التأسيس، وتؤكد قناعتي بأن الدولة القديمة يجب أن تذهب بكامل منظوماتها العسكرية والسياسية والإعلامية القائمة على الاستهداف والتشويه، الذي أصبح مكشوفًا للشعب السوداني الذي لم يعد يبتاع أكاذيبهم. دعك من الضجيج الإعلامي، فالواقع أثبت أنهم لم يحصدوا سوى الفشل والندم.
شباب الإعلام يحظون برعاية خاصة من القائد..؟
نعم، قبل الحرب كان القائد ملمًّا بكل التفاصيل وظل يولي الإعلام أهمية كبيرة واهتمامًا شخصيًا. أما الآن فنحن في مرحلة طارئة تتداخل فيها الملفات وتبرز الأولويات، ونعمل حاليًا في صمت مدركين انشغال القيادة بالجانب العملياتي. لكن الأوضاع الآن مختلفة، ونأمل أن تستقيم الأمور قريبًا بما يدعم تطوير الرسائل الإعلامية للمؤسسة.
هناك من يقول إنك أهملت شباب الإعلام وركزت على المؤثرين فيما يعرف بـ”إعلام اللايف”..؟
أستغرب لمثل هذا الحديث، لأنني لست مديرًا للإعلام ولا حتى نائبًا للمدير، بل لدي ملف محدد ومسؤوليات واضحة داخل المكتب الإعلامي أقوم بها. ما لا يعرفه الكثيرون أن العمل الإعلامي مقسم إلى ملفات متخصصة، وكل شخص في المكتب يتحمل مسؤوليات محددة. الثورة الرقمية أفرزت منصات جديدة يقودها مؤثرون، ومن هنا جاء دورنا في ضبط وتنظيم هذا النشاط. هناك من يتولى ملف التلفزيون، وآخر مسؤول عن الإعلام الداخلي، وآخر عن الصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. نحن نعمل جميعًا وفق خطة إعلامية متكاملة تشمل كل الجبهات، وندعم بعضنا البعض لضمان أداء المهام بكفاءة وفاعلية.
ورشة الإعلام بنيالا كانت نقطة إصلاح.. لكن لا جديد؟
ورشة نيالا محطة مهمة جدًا لأنها انعقدت في ظل الحرب، وكانت فرصة للتقييم ووضع الخطط المستقبلية. خرجت الورشة بتوصيات عملية مهمة تم رفعها إلى السيد القائد، وما زلنا ننتظر الموجهات بشأنها. ندرك حجم التعقيدات والانشغالات الكبيرة للقيادة في ظل الظروف الحالية، لكننا في الإعلام ننتظر بشغف أن ترى هذه التوصيات النور قريبًا، ونحن متفائلون بما ستثمر عنه.
مع تحالف تأسيس الجديد.. هل الإعلام مستعد لمواكبة المرحلة؟
بالتأكيد، تحالف “تأسيس” وحكومة الوحدة والسلام يتطلبان إعلامًا نوعيًا على المستويين الرسمي والشعبي. وقد وضعت المؤسسات الإعلامية المعنية تصورات متكاملة، وهناك تنسيق دائم لضمان مواكبة المرحلة.
فقدتم الناطق الرسمي مع بداية الحرب بإعلان انحيازه للجيش، كيف أدرتم الأمر..؟
نعم، لم نفقد الناطق الرسمي وحده، بل فقدنا أكثر من 480 ضابطًا من المؤسسة العسكرية. في لحظة ومع ذلك استطعنا تجاوز المرحلة بالاعتماد على روح القضية. عوضنا ذلك بظهور المستشارين والمراسلين الحربيين وبعض المؤثرين، وصولًا إلى تسمية الناطق الرسمي الحالي الفاتح قرشي. باختصار، لم يكن الإعلام وحده من فقد كوادره، بل كل الوحدات المختلفة، لكن صلابة رجال المؤسسة وعدالة قضيتها رجحت الكفة لصالح قواتنا.
هناك شباب تركوا بصمات واضحة في إعلام الدعم السريع، ماذا تقول فيهم؟
(العقيد مصعب – الطيب خليل – نزار سيد أحمد – علي رزق الله) أحيي جهود كل هؤلاء الزملاء المحترمين، فشهادتي فيهم مجروحة. ما زلنا نعمل سويًا بتناغم كامل وتنسيق مستمر في العديد من الملفات الإعلامية، حيث لا يقتصر تعاوننا على تنفيذ المهام اليومية فحسب، بل يمتد ليشمل التخطيط المشترك وتبادل الخبرات وتطوير المبادرات الإعلامية المبتكرة. هذا الانسجام انعكس بشكل واضح على جودة المخرجات وسرعة الاستجابة للتحديات، ورسخ فينا روح الفريق المبني على الاحترام والمسؤولية المشتركة. ونحن على يقين بأن القادم أجمل مع استمرار هذا التعاون المثمر.
كلمة أخيرة؟
أود أن أشكر بصورة خاصة كل الإعلاميين الذين يزاولون نشاطهم من أرض الميدان في مختلف الشعب بدائرة الإعلام، وفي مقدمتهم المراسلون الحربيون الذين بذلوا جهدًا عظيمًا في تغطية الأحداث من قلب مناطق النزاع. لقد عملوا في ظروف بالغة التعقيد على كافة المحاور الميدانية في الجنينة، نيالا، زالنجي، الضعين، وسائر مدن دارفور، وكردفان إضافة إلى كل محاور القتال الساخنة في مختلف الجبهات. هؤلاء الأبطال جسدوا أسمى معاني التفاني والإخلاص، وكانوا الصوت الصادق الناقل للحقيقة رغم المخاطر والتحديات. كما أحيي أدوار الصحفيين والإعلام الشعبي من غير المنتمين رسميًا لهياكل الإعلام وما قدموه من عمل دؤوب وتضحيات عظيمة تجعلنا نثمّن جهودهم ونؤكد حرصنا على صون حقوقهم وتعظيم دورهم.
كما أؤكد أن الإعلام بالنسبة لنا ليس مجرد مهنة أو مساحة للظهور، بل هو واجب وطني وسلاح في معركة الوعي. الحرب قد تكشف الكثير من الوجوه، لكنها أيضًا صنعت وعيًا جديدًا ودفعت بشباب مؤمنين بعدالة قضيتهم إلى الصفوف الأمامية. رسالتي لشباب الإعلام أن يظلوا أوفياء للقيم التي ناضل من أجلها شعبنا، وأن يكونوا صوتًا للحق، مدافعين عن الحرية والسلام والعدالة، فالكلمة أمانة ومنبر الإعلام مسؤولية أمام الله والوطن والتاريخ.
في الختام، أتوجه بخالص الشكر والتقدير لإدارة صحيفة (الأشاوس) الغراء وأسرة التحرير كافة على جهودهم المخلصة في خدمة الكلمة الصادقة، وعلى ما تبذله الصحيفة من جهد مخلص في نقل الرسالة الإعلامية والكلمة الصادقة وإيصالها إلى القارئ بكل أمانة وموضوعية.
كما أشكر بصفة خاصة الزميلة الصحفية المتميزة “سوما المغربي” على هذا الحوار الهادف وما اتسم به من شفافية ومهنية.