آدم الجديالرئيسيهمقالات

آدم الجدي يكتب: ناس تعمِّر وناس تدمِّر

كتب: آدم الجدي

بالأمس شاهدنا دموع الفرح تنزل من عيون الشاب الدكتور أبي أحمد الرئيس الإثيوبي، وتمتزج بشعور الانتصار للشعب والوطن.
سالت دموعه وهو يفتتح أكبر سد مائي في القارة الأفريقية، تم تصميمه وإنشاؤه بعزيمة وإصرار الرجال يتقدمهم الشعب.
سد النهضة الذي كان حلمًا أصبح واقعًا معاشًا، رغم رفض قيامه من الجانب المصري بصورة واضحة وتحفُّظ الجانب السوداني.
هذا السد سيغير في حياة الشعب الإثيوبي الصابر المكافح المحب للسلام والاستقرار.
سيحقق الاكتفاء الذاتي لتوليد الكهرباء وري المشاريع الزراعية والاستزراع السمكي والحيواني.

الرئيس الإثيوبي أبي أحمد سمح للمواطنين الإثيوبيين بالهجرة والعمل خارج الدولة شريطة أن يقوم كل مواطن بفتح حساب في البنوك الإثيوبية ويقوم بتحويل أمواله في حسابه بالعملة الصعبة.
تم تحديد سقف للمبلغ المحوَّل، ونظير ذلك تقوم الحكومة الإثيوبية بتمليك كل صاحب حساب استوفى الشروط منزلًا مشيَّدًا وجاهزًا (تسليم مفتاح).
هذا الفعل شجع كل إثيوبي على توريد أمواله في البنوك الإثيوبية.
وباستثمار أموال الشعب تم تطوير الاقتصاد والدولة والتعليم والصحة والبنى التحتية.
خلال سبع سنوات فقط أصبحت إثيوبيا دولة يُشار إليها بالبنان.
طفرة معمارية، طرق قارية وداخلية بمواصفات عالمية، سياحة أثرية وعلاجية، تعليم متطور واهتمام بالجانب الثقافي والتراث والثروة الحيوانية والغابية والسمكية.

ولكن في خلال سبع سنوات، منذ ثورة ديسمبر وحتى الآن، شاهدنا كيف دمَّر البرهان السودان.

ما بين دموع أبي أحمد بالنجاح والإنجاز، هنالك دموع تماسيح ذرفتها عيون البرهان وهو يوجِّه بقتل الشباب في فض الاعتصام، وقتل المواطنين بالكيماوي في الخرطوم وكردفان ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ويخرج في وسائل الإعلام يتباكى.
ما بين دموع فرح أبي أحمد نجد أن البرهان قد أخلَف الوعد وحنث القسم وأشعل نيران الحرب.
دمَّر الكباري والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد.
زرع الألغام الأرضية المحرمة دوليًا في معظم الأراضي السودانية.
أفشى خطاب الكراهية بين المواطنين وقام بقصفهم بالبراميل المتفجرة.
منع مواطني غرب السودان من حقوقهم الدستورية المتمثلة في استخراج وتجديد الوثائق والمستندات الثبوتية.
عمل على تسييس التعليم بمنع (98%) من الطلاب من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية.
قام بتغيير العملة وعمل على استبدالها في مناطق سيطرة الجيش فقط وحرمان بقية الشعب.
منع إيصال الإغاثة للنازحين واللاجئين والمحتاجين، وتم قصف عربات الإغاثة في دارفور لأكثر من ثلاث مرات.

في الحقيقة لا مقارنة بين ما قام به الرئيس أبي أحمد الذي يؤمن بالديمقراطية، والبرهان التعيس الذي يمجد البندقية.
أثبتت كل التجارب أن العقلية العسكرية السودانية ما هي إلا أداة للتخريب والتدمير والقتل.
أقعدت البلاد سنين عددا ما بين التخلف والجهل والعنصرية.

فهل يتعظ الشعب السوداني ويتوقف عن دعم رجل قاتل لشعبه، مدمِّر للوطن عمدًا؟
آن الأوان أن يُبنى السودان عبر الديمقراطية والحكم المدني.
تكفي تجارب الحكم العسكري والديمقراطية المزيَّفة التي امتدت لأكثر من (71) عامًا من الفشل في كل شيء.

سنلتقي بإذن الله تعالى…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى