الرئيسيهتقارير
أخر الأخبار

سلسلة أبطال مجهولون رقم (2): شيريا وحسبو وماكن الصادق.. شهداء سطروا بطولات لا تمحى في أرض كردفان

كسروا سور مطار الأبيض ودمروا الطائرات في ساعات الصَبح الأولى…

استلام حامية ود عشانا العسكرية الاستراتيجية خلال ساعات

كتب: إبراهيم الهادي أبوجا

حرب 15 أبريل حفلت بالكثير من البطولات الكبيرة والعظيمة والضخمة، بطولات قام بها ضباط وضباط صف وجنود الدعم السريع البواسل. فما زالت هناك بطولات مجهولة سُطرت لا يعرفها عموم الناس، وربما أيضاً مقاتلو الدعم السريع. فقد شهد تاريخ السودان في معركة الديمقراطية التي تخوضها قوات الدعم السريع ضد ميليشيا وفلول الجيش الإرهابي المختطف من قبل الحركة الإسلامية الشيطانية أمثلة عدة عن رفض الكثير من الضباط والأفراد الاستسلام لقوة البغي والظلام والمضي قدماً في مسيرة الحرية والعدالة للسودان الجديد.

وعبر السلسلة المترابطة من الأبطال المجهولين اليوم في هذه المساحة يسرّنا أن نكشف النقاب عن بعض البطولات وأصحابها الذين كان لهم القدح المعلّى في تحرير مدن إقليم كردفان؛ فهذا أفضل شيء نفعله لمساندة الأشاوس في الواقع والمواقع في حربهم التي يخوضونها الآن ضد إرهاب منظم ومعلوم يلقى دعماً إقليمياً وعالمياً. كما أن هذا هو أقلُّ شيء نفعله لتكريم هؤلاء.

شهداء في سجلات التاريخ…

استعراضنا اليوم عن سادة الشهداء في كردفان ومن دون شك أن هؤلاء الشهداء قدموا الكثير لأهل كردفان لأنهم على رأس قيادة وطنية مخلصة همّها اقتلاع السودان من ظلم عصابات قندتو ودنقلا وتخليص الشعب السوداني الصابر الصامد منهم.

الشهداء الأكرم منا جميعاً: عبدالمنعم إبراهيم منعم (شيريا)، وحسب الكريم سلمان (حسبو)، وماكن الصادق محمد الطالب. لهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار. القادة العظماء أصحاب القلوب الطيبة، لكم نقدم شكرنا و عرفاننا؛ فأرواحكم تلهمنا وتمنحنا القوة والعزيمة لتخليص السودان من الإرهابيين العملاء.

حيث قاموا بكسر سلك مطار الأبيض وحرق المطار وتدمير ثلاثة طائرات من طراز ميغ، ثم تحركت قواتهم حتى وصلت سوق الأبيض الكبير وألحقوا بفلول الفرقة الخامسة مشاه الأبيض هجانة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والعتاد الحربي. كما سطر هؤلاء الشهداء الثلاث بطولات عظيمة حيث تم دحر القوة التي قدمت من كادقلي (قوات الميليشيا كافي طيار) في منطقة شوشاية بوحدة إدارية الحمادي – محلية القوز بولاية جنوب كردفان، وتم قتل معظم المتحركين وأُسر عدد كبير منهم وطُردوا إلى منطقة طيبة آنذاك، وقاموا بالتنسيق مع الإدارة الأهلية لقبيلة الحوازمة بفك أسرى ميليشيا كافي طيار وإرجاعهم إلى ذويهم بكادقلي.

معارك الدبيبات…

كما دارت معركتان بمنطقة طيبة العسكرية التي تقع جنوب الدبيبات انتصر فيهما أشاوس الدعم السريع، واستلموا معسكر طيبة واستلموا عدداً من العربات القتالية والعربات الكبيرة من العدو. وشارك الشهداء في معركة تحرير الرهد وأم روابة والغبشة وأم خيرين من جيش الفلول، ودحر العدو واستلام حامية ود عشانا العسكرية الحدودية بين شمال كردفان والنيل الأبيض، ثم المشاركة في معركة تحرير مطار بليلة وتدمير ثلاث مدرعات 55T وعدد من المركبات وأسر عدد منهم. كما ساهموا في تحقيق النصر المؤزر في معركة جبل كردفان التي سقط فيها الشهيد شيريا شهيداً رفقة إخوانه الشهيد سالم أنقلو، الشهيد أحمد الكويتي، الشهيد حران، ضوّالبيت الفكي، سالم سلمان، سعيد آدم سالم، خميس محمد، الذين قدموا الأرواح في سبيل نصرة الحق والقضية.

كما شارك الشهداء بحضور الرائد مظلي محمد أحمد جازم الذي انضم لأشاوس الدعم السريع من قيادة الدلنج فقدموا دوراً كبيراً وبارزاً في معركة الدلنج حتى وصلت قواتهم إلى الدفاعات المتقدمة وبوابة اللواء 54 مشاه الدلنج. وفي خضم هذا الحراك المتعاظم أبدع هؤلاء الشهداء أروع الملاحم والبطولات والتضحيات في معركة تحرير هبيلا من جيش الفلول الإرهابي، فقامت قواتهم بسحق كامل على قيادة اللواء 53 مشاه هبيلا بكتيباته المختلفة وأسر قائده وقائدٍ ثاني. كما بسطت قواتهم سيطرتها على المنطقة بعد شهر من تحريرها من الفلول، وسيطرت أيضاً عقب دخول ميليشيا شمس الدين كباشي لهبيلا وقتل المواطنين وسلب أموالهم وممتلكاتهم وتجارتهم عنوة. فجاء الشهداء الأبطال وألحقوا بالعدو هزيمة نكراء وصلت قواتنا حتى مناطق فيو، التنقل، الزليطاية، أم أرديس ووطة.

الجدير بالذكر أن كل هذه المعارك بمختلف جبهاتها كان للقادة دور عظيم فيها وهم الآن أحياء سنفرد لهم مساحات من خلال سلسلة أبطال مجهولون. ومن ضمن هؤلاء القادة: علي عبدالله، حسين برشم، عمر المتفلت، بريمة انذرة، حسن عبدالله، عصام 500 الأزيرق تميم، محمد عبدالله، عبيد التوم (فك الله أسره)، وغيرهم من القادة الميدانيين وجنود قوات الدعم السريع بقطاعات كردفان. فالتحية للأرواح التي فاضت إلى بارئها مخضّبة برائحة الدماء الطاهرة الزكية.

وكان تاريخ استشهادهم: الشهيد شيريا استشهد يوم 7 مايو 2024م بجبل كردفان، والشهيد حسبو يوم 17 أبريل 2025م بالحمادي، والشهيد ماكن الصادق يوم 8 سبتمبر 2025م. فهذه التواريخ لن تموت، ستظل باقية في ذاكرة كل أشوس، وعهدنا معهم أن نسير على الدرب ونبقى على العهد حتى يأتينا اليقين. فنحن خلفهم دوماً وأبداً وسنردد ونقول كما قال الشعراء (عمر بن كلثوم التغلبي وعنترة بن شداد وأبو الطيب المتنبي):

نحن أناس لا توَسُّط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
أبو هند، فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقين
بأنا نورد الرايات بيضاً ونصدرهن حمرا قد روينا
ونشرب إن وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا وظهر البحرُ نملؤها سفيناً
لنا الدنيا ومن أمسى عليها ونبطشُ حين نبطش قادرين
ألا لا يجهل أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين
إذا بلغ الفطامُ لنا الصبي تخرو له الجبابر ساجدين
وإذا الملك الجبار صَعر خ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى