اخبارالرئيسيه

السلام ووحدة السودان في منشور تأسيس

د. أنور محمد علي

لم يحظَ السودان والسودانيون بجبهة تحررية صادقة في مخاطبة خلل بناء الدولة ونكباتها عبر التاريخ إلا في رجال تأسيس.
بناء الأوطان لا يقوم على شعارات النفاق والكذب والاستهبال.
بناء الأوطان لا يقوم على تزوير وتزييف تاريخ الشعوب وإرثها النضالي.
الأوطان لا تُبنى بالقبلية والعنصرية (المناطقية).

السودان من كبريات دول القارة الإفريقية، مساحته وشعبه وثرواته متعددة. فمن كان يديرها وكيف؟
السودان من أغنى دول العالم في التعدد والتنوع الاجتماعي. وكيف يُدار هذا التنوع؟
صمت المستضعفون وظن الواهمون أنهم بلغوا المعالي.
تأسيس لتأسيس دولة السودان الجديد بمعايير تقوم على نقيض دويلة العصبة الوهمية الجاثمة على صدر الشعب السوداني وشعوب الهامش خاصة.
تأسيس تبني على نقيض شعار الخداع والكذب، وعلى نقيض العنصرية والتهميش.
تأسيس على سفينة الرشد والوعي الفكري والثقافي والحضاري، تأسيس مراة كل شعوب الهامش الحر.

ولأول مرة، حقبة تاريخية نموذجية لبناء سودان السودانيين من رحم وصلب تأسيس.
جمعت حكومة الوحدة والسلام كل قادة الفكر السياسي التحرري من أبناء وبنات شرفاء السودان والمهمشين. لذلك كانت الإرادة قوية، نابعة من وجدان نخبة تؤمن بأن كرامة الشعوب في حريتها واستقلاليتها، ولن تأتي إلا والدولة في سلام واستقرار حقيقي دائم تزول فيه كل أسباب الحروب والانقسامات.

لذلك كانت نواة حكومة تأسيس (RSF) سباقة دومًا لإحلال سلام عادل يخاطب كل جذور وأسباب الحروب والتخلف الفكري والشكلي، على عكس منتهزي الفكر السياسي “المتفلقن”.
عندما دعا الأمر والواقع إلى خلاص الشعب من فك 56 ودواعشها، هبّ وأسرع كل من يحمل قضايا السودان وشعبه في خلاصه من عصبة بورتكيزان والمتأسلمين إلى رحاب الحرب والعدالة المتساوية في الحقوق والواجبات.

فأتو مسرعين وركبوا سفينة الوعي ورفضوا الخنوع والذل والهوان، أن يقبعوا تحت عباءة زبانية الحركة الإسلامية، فتحملوا المسؤولية التاريخية جميعًا، وأعلنوا بكل شجاعة وشراسة أن لا عودة في حضن دولة 56 إلا بعد صياغتها على أسس عادلة يشارك فيها الشعب بنفسه، ورد المظالم التاريخية التي ارتكبت في حق الوطن والمواطن.

وتأكيدًا على هذا، جاءت (TASISS) بقيادة الفريق أول رائد الثورة وملهم الثوار، وأول من رفض الظلم مجاهرًا في قلب العاصمة وفي وجه زعيم العصابة “البشير” آنذاك. حينها استشعر المظلوم والمهمش والتواق للثورة والتغيير بأن حواء قد أنجبت شعلة احترقت في العلن لتضيء بيوتات المغلوبين والمكلومين، ألا وهو الزعيم الشجاع البطل ود دقلو.

صنع المبادئ ليس فيه مشقة بقدر ما الثبات عليها أكبر مشقة وامتحان. لذلك أطلت علينا حكاية تأسيس بقيادة فذة وصادقة، وبظهور دبلوماسي وسياسي صادق في نهج قيادة الدعم السريع السياسية، في مناقشة آفاق الحلول الناجعة والعاجلة لتحقيق سلام حقيقي يفضي إلى استئصال “حركة داعش” بالسودان وسبل محاربة المتطرفين والإرهاب في بلدنا.

طل علينا نائب رئيس الحكومة المناضل الجنرال عبد العزيز ورفاقه، الأستاذ الطاهر أبوبكر حجر، ووفد كبير من رئاسة المجلس الرئاسي بحكومة تأسيس، في مقابلة نادرة وفريدة مع “العمامرة”، بحثوا خلالها كل فرص السلام والاستقرار وإعادة بناء الدولة على منهاج عالمي ينتقل بالشعب والسودان من قاع التخلف والفقر إلى رحاب الحضارة والأمن والرفاهية.

ومن جانب آخر، رحبت حكومة تأسيس بمخرجات الرباعية التي تقود إلى هدنة وفتح ممرات إنسانية آمنة تمهيدًا إلى سلام شامل تنتفي فيه مظاهر الحرب والاحتراب المجتمعي والمناطقي.

وبالمقابل، خرج علينا أبواق الحركة الإسلامية متشدقين، رافضين أي مسعى لوقف الحرب وهدنة تتيح للمتأثرين من أبناء السودان إعادة روح الأمل وإيقاف الحرب اللعينة. وفي هذا خرق واضح للعهود والمواثيق الدولية وعدم احترام جهود الوسطاء من أشقاء وشقيقات الوطن في الحفاظ على ما تبقى من السودان الذي مزقته منشورات الجبهة الإسلامية الداعشية.

وأيضًا، في جراءة وشجاعة غير مسبوقة، رحبت والتزمت حكومة تأسيس بكل نداءات المجتمع الدولي من أجل السلام وإيقاف الحرب.

ولكن رغم تعنت عصابة بورتكيزان، سيأتي السلام وسيُقتلع آخر ضرس من بني داعش بالسودان بكل الوسائل المتاحة لحكومة الوحدة والسلام.

وإن غدًا لناظره قريب

د. أنور محمد علي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى